وفاة برلماني يمني بصنعاءإثر ذبحة صدرية مفاجئة. نادي رياضي شهير في اوروبا يغادر منصة إكس.. احتجاجاً على خطاب الكراهية.. لماذا حققت بورصة أبوظبي أداء فائقاً ؟ لماذا تخفي إيران عن شعبها والعالم أن أحد منشأتها النووية السرية تم تدميرها خلال هجوم أكتوبر ؟ افتتاح مدرسة أساسية للبنات بمحافظة مأرب بتمويل جمعية خيرية فرنسية منصة عملاقة تقدم نفسيها كبديل ل X.. انضمام مليون مستخدم لـبلوسكاي في 24 ساعة تعرف على تقنية 4-7-8 لتقودك الى نوم هادئ وسريع الحوثيون وتنظم القاعدة.. تفاصيل اتفاق سري سينفذ في محافظة جنوبية وتعاون في مهام أمنية واستخباراتية ولوجستية قرار أمريكي ينتظر الحوثيين سيتخذه ترامب قريباً الكشف عن زيت دواء خارق لعلاج الأمراض وإزالة سموم الجسم بطريقة لا تتوقعة
وصلتني في الأسبوعين الماضيين عشرات الرسائل الالكترونية التي تضامن أصحابها مع الشعب اللبناني «الصامد»، وقد عبروا عن اعتزازاهم بقوة هذا «الشعب العنيد الذي سيرفع رأس العرب». لم أجادل كثيراً في الشعارات الطنانة لبعض هذه الرسائل لأنني أعرف صدق نيات مرسليها. ولكن استوقفتني رسالة بعنوان «ما لن تشاهده على الـ"سي إن إن"»، وهي تتضمن مجموعة صور لضحايا المجازر التي ترتكبها اسرائيل بحق المدنيين اللبنانيين منذ بدء الهجوم العسكري. الصور، وكلها بثتها شاشات التلفزة العربية مراراً، يغلب فيها الاطفال المرمية جثثهم وسط الشوارع مدماة وليس من ينتشلهم. بعضهم أيضاً، كان يبكي في حضن والده أو والدته والخوف والذعر باديان على وجهيهما معاً، وقد ارتمت العائلة كلها في أحد مراكز النازحين. مجموعة الصور تلك، تشهد على وحشية ما تقترفه إسرائيل ضد أشخاص مدنيين عزل، لا حول لهم ولا قوة، وهي بالتأكيد صور ستبقى في أرشيفنا ولن تبثها «سي إن إن» كما يقول عنوان الرسالة. فالإعلام الأميركي عموماً، والموجه إلى داخل الولايات المتحدة خصوصاً، يركز طويلاً على وجه امرأة باكية في تل أبيب ولا يأتي حتى على ذكر عدد الضحايا اللبنانيين في هذه الحرب. كما أن تقارير طويلة وكثيرة أعدت من ملاجئ حيفا، فيما لم يقدم مراسل أميركي واحد على زيارة مركز من مراكز النزوح في بيروت أو غيرها من المناطق.
هذا كله صحيح، «سي إن إن» لن تبث هذه الصور ولا غيرها من المشاهد التي تعنينا وتدعم القضايا الانسانية في منطقتنا. لكن فلنتوقف لحظة عن شتم الاعلام الاميركي ونفكر في ما نملك في المقابل. نملك في الواقع قنوات تلفزيونية وفضائيات تبث على مدار الساعة هذه الصور نفسها التي لن تعرضها الـ «سي إن إن»، ولكن بسياقات مختلفة غير سياق حدوثها.
فأجساد الأطفال وأشلاؤهم تحولت على شاشاتنا «فيديو كليب» للأغاني الثورية والحماسية التي تشحذ همم المحاربين ومن يصفقون لهم. والنزوح والتشرد والجوع، كلها بطولات، يبدي الإعلاميون إعجابهم بها وهم يتنقلون بين مراكز النازحين.
فجولات بعض المراسلين على المدارس حيث يكتظ أكثر من 30 شخصاً في غرفة واحدة، صارت مناسبة لحصر هؤلاء في صورة نمطية عن البطولة، أكثر منها عرضاً للحال الانسانية للمهجرين. وفجأة وجدت الأمهات الباكيات، والاطفال الجياع والرجال الخائفون أنفسهم في دور الأبطال الصامدين الذين سيرفعون رأس العرب قاطبة. لكن هذه الصورة النمطية عن البطولة تنزع عن هؤلاء إنسانيتهم، وتجعلهم يبدون في مظهر من لا يمل التنكيل به، عدا عن أنها تبتعد عن قضيتهم وهي بالدرجة حالهم التي تتطلب تدخلاً سريعاً. صحيح أن «سي إن إن» لن تبث هذه الصور ولا غيرها مما يدعم قضايانا، لكن في المقابل دعونا لا نحيد عن «انسانية» صورنا بشحنات مبالغة من البطولة.
* بيسان هي محررة صفحة الشباب في يومية الحياة.