شرطة تعز تعتقل قاتل أربعة من أفراد أسرته في صنعاء اشتعال حرب التكنولوجيا ..الصين تسبق الولايات المتحدة في التاكسي الطائر ذاتي القيادة بعداغتيال وزير الإعلام في حزب الله..مصادر تكشف تفاصيل لن تكن معروفة وغامضه احذروه…. القاتل الصامت يعيش في مطابخكم قرارات جديدة وصارمة… .اليمن يطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات صارمة لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين بايدن يتخذ قراراً "مفاجئاً" لأول مرة قد يشعل الأوضاع في أوكرانيا و"يغضب" بوتين الاعلان عن هلاك قيادي بحزب الله تولى التخطيط والقيادة والسيطرة لعدد من معارك الحوثيين صحة مأرب تدشن حملة توعوية لطلاب المدارس حول وباء الكوليرا مصادر مأرب برس :المليشيا تخنق التجار بجبايات جديدة بالضالع خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين
الدعوة التي وجهها السيد مارتن غريفيث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لعقد لقاء بين الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين، أثارت الكثير من التساؤلات حول جدواها والغرض منها في هذا التوقيت، خصوصاً مع اعتقاد البعض من مؤيدي القوة أن استعادة الحديدة ومينائها من سيطرة الحوثيين صار أمراً لا مفر منه، في الوقت الذي تحذر فيه كافة المنظمات الدولية من العواقب الكارثية حال عدم تجنب المعركة والتوصل إلى اتفاق ينهي مخاوف اليمنيين، خصوصاً سكان المدينة.
ومن المستغرب أخلاقياً أن أغلب المتحمسين للمعركة هم اليمنيون المقيمون بعيداً عن الساحة وحرائقها.
لقد كتبت كثيراً عن الحديدة ومخاطر العملية العسكرية التي يريد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تجنب خوضها ويرغب في إتاحة الفرصة لجهود المبعوث الخاص إلى صيغة يصبح معها الميناء بعيداً عن مرمى الشكوك من الطرفين ويستفيد المواطنون من خدماته دون معوقات وتعود موارده للدولة، وهي خطوة إذا تم التوصل لها فإنها ستسهم حتماً في مسار إعادة الثقة التي تفتح المجال للقاء قادم أكثر فائدة.
هناك قضية أخرى لا تقل أهمية عن الحديدة، وهي حصار تعز من قبل الحوثيين.
يعلم الجميع أهمية وحيوية تعز في أي اتفاق قادم يأمل اليمنيون والإقليم أن يكتب له النجاح والاستمرار لوضع حد لأحزان ودماء اليمنيين، ويتذكر الكثيرون المحاولات التي تعددت لرفع الحصار الذي فرضته الميليشيات الحوثية على مداخل المدينة، ولم تنجح بسبب انعدام الثقة بين أبناء تعز الذين توزعت ولاءات أغلب قياداتهم خارج المحافظة، وكان غياب القرار المحلي هو المعوق لأي تفاهمات كان من الواجب والممكن التوصل إليها مبكراً.
لا شك أن بدايات المعركة في تعز كانت بين أطراف معروفة التوجهات والانتماءات الحزبية، ولكن طول أمد الحرب أنتج تجمعات صغيرة شرسة تتوزع النفوذ داخل المدينة وفي محيطها، وهو أمر يعقد التوصل إلى اتفاق يفك أسر المدينة وخاصة تأمين منافذها، ومكمن الصعوبة هنا أن قيادات هذه المجموعات صارت تجد في الحرب مصدر إثراء ونفوذ سيزولان بعودة الحياة الطبيعية إلى المحافظة، وهي قضية تحتاج إلى تفاهمات كبرى لم يكتب لها النجاح حتى الآن بسبب انتزاع القرار السياسي من قياداتها الفاعلة لصالح قيادات حزبية تعيش آمنة بعيداً عن تعز.
ليس أمرا بعيدا عن الحقيقة أنه رغم التنازع داخل المحافظة بين قيادات الميليشيات التي صارت همّاً يومياً يعاني منه الناس، إلا أن ذلك لا يعفي الحوثيين من المسؤولية الأخلاقية، إذ إنهم دون شك يتحملون إثم بدء الصراع المسلح في مدينة كانت الأكثر سلمية وهدوءاً في شمال اليمن، والذي صار فيما بعد مصدراً لإثراء العديد من قياداتها، وعلى قيادات الحوثيين إن كانوا جادين في المساهمة ببناء الثقة مجدداً أن يبادروا فوراً ودون شروط مسبقة في رفع الحصار عن مداخل المدينة التي صارت حركة المواطنين بين أجزائها صعبة وقاسية وبلغت حدّاً لا يجوز الصمت عنه، ولا يجوز إنسانياً وأخلاقياً أن تستخدمها القيادات الحوثية ورقة ابتزاز ومساومة، وورقة تفاوض على حساب ظلم الناس ومعاناتهم.
بالقدر الذي أجد فيه أن المعركة في الحديدة يجب تجنبها وهو أمر ممكن إذا كان الحد الأدنى من الثقة قد نشأ بين الأطراف اليمنية، إلا أن رفع الحصار عن تعز سيكون هو حجر الأساس، وهو لا يحتاج أكثر من قناعة القيادات الحوثية بأن بقاءهم لا يمكن له الاستمرار، وأن عليهم اتخاذ القرار بما يساهم في المحاولات التي يبذلها الكثير من أبناء المحافظة لبدء مسيرة طويلة من استعادة السلم الاجتماعي ونزع السلاح من الجميع عدا مؤسسات الدولة.