صحة مأرب تدشن حملة توعوية لطلاب المدارس حول وباء الكوليرا مصادر مأرب برس :المليشيا تخنق التجار بجبايات جديدة بالضالع خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين رئيس مجلس القيادة يطلع على خطة استئناف جلسات مجلس النواب عصابة نسائية متخصصة في الإبتزاز والنصب تقع في قبضة الأجهزة الأمنية بنوك صنعاء على حافة الكارثة.. اندلاع مواجهات مسلحة ومحاولة لاقتحام احد البنوك بالقوة تحليل غربي يطالب السعودية التوقف عن استرضاء الحوثيين.. ويتسائل هل هزيمة الحوثيين هدف استراتيجي لترامب؟ إنفجار غامض يؤدي بحياة سوق الزنداني بمحافظة تعز ... وتضارب في أسباب الوفاه صراعات بين هوامير المسيرة بمحافظة إب: قرارات مالية تهدد أرزاق عمال النظافة وسط انقسامات حوثية استعباد للمواطنين في مناطق مليشيات الحوثي ورسائل تهديد للموظفين بخصميات مالية اذا لم يحضروا محاضرات عبدالملك الحوثي
لست هنا لأناقش تفاصيل الحدث ، إنما لأعيد تصحيح بعض المفاهيم عن هذا الرجل الوطني ، وخاصة مع ظهور معلومات جديدة بين الفينة والأخرى تفيدنا لقراءة أكثر عمقاً ، وأكثر عدالة .
الحمدي رجل متميز وقائد عظيم استطاع انتشال البلد من وضعها في مرحلة حرجة تكالبت فيها الأكلة على اليمن ، ولا خلاف في ذلك ، وأكنُّ لهذا الرجل كل احترام وتقدير .
من خلال قراءة متأنية في الأحداث التي تمت وملابساتها استطيع تقرير العديد من الحقائق .
الحمدي لم يكن ذو خلفية ناصرية أو ميول من هذا القبيل ، وارتباطه بالناصريين جاء متأخراً وتحديداً بعد أن أصبح رئيساً وأكثر تحديداً في المؤتمر العام الخامس بالحديدة بتاريخ 15 / 4 / 1976م في حين كان قد قام بالحركة التصحيحية في 13 / 6 / 1974م والذي وافق رغبة لديه في البحث عن تنظيم يشكل حاضنة شعبية ومحرك بين الجماهير لتأييد قراراته شعبياً , وخاصة بعد إدراك الحمدي حجم قوى المقاومة لقراراته بتقليص دور القبائل ومشائخها والسعي لتحرير القرار الرسمي من هذا العنصر .
لم يكن أمام الحمدي خياراً إلا تنظيم الناصريين لأنه أدرك امتلاكهم هذا التوجه والذي يوافق لديهم رغبة بالانتقام من القبائل الذين دخلوا في حرب مفتوحة مع المصريين في عهد زعيمهم الروحي جمال عبد الناصر ، ومقاومة التدخل المصري الرامي إلى التحكم بالقرار اليمني وميل مشائخ القبائل – وخاصة الشمالية - إلى تفضيل الارتماء في حضن الجار السعودي لاعتبارات عديدة ومتشابكة .
أضف إلى ذالك أن الناصريين يكنون عداءً للقبائل والتشكيلات الشعبية المحافظة لان فكرهم لم يستطع التوغل بين هذه القبائل فيما استطاع فكر الإخوان المسلمين ( العدو الفكري للناصريين ) من الانتشار هناك لأسباب عديدة أهمها الطبيعة المحافظة لقبائل اليمن والنزعة نحو التدين واحترام المتدينين .
ارتبط الحمدي بالناصريين سياسياً فيما لم تكن له خلفية فكرية ناصرية ولو كانت هذه الخلفية موجودة لكانت الأحداث غير الأحداث .
بحسب الوقائع التاريخية في المنطقة فالناصريون دمويون ويميلون إلى تصفية الخصوم وهذا مالم يفعله الحمدي ، وقاد انقلاباً أبيضاً لم تسيل فيه الدماء ، ولم يصفِ أحد من خصومه أو معارضيه ، وهذا دليل اكبر من واضح على حجم الفارق بين فكر الحمدي وبين الفكر الناصري .
ومما يؤيد وجهة النظر هذه أن الحمدي كان متديناً ويحب المتدينين ، ولم يذكر عنه ما يؤيد نزعة العداء التي كان يغذيها التوجه الناصري آنذاك ، فهم يعتبرون المتدين رجعياً ويعتبرون الإخوان المسلمين عدو تاريخي يجب اجتثاثه فيما هادنهم الحمدي ومكن لهم كذلك .
باختصار ..... الحمدي رجل وطني بامتياز ، جمع حوله كل فئات المجتمع بمختلف المشارب وبجميع التوجهات ، وقدم نفسه بحجم الوطن الذي تحمَّل مسؤليتة ، وتعامل مع كافة الجماعات والأفكار على مسافة واحدة ، ولم يكن حكراً على فئة بعينها ، ولم يصنع لديه هذا الشموخ إلا كونه جاء من مدرسة الوطن ومن صفوف الجنود المخلصين .
مع احترامي لكل الإخوة الناِصريين إلا أنهم استغلوا الرجل ليقدموا أنفسهم للمجتمع بإنجازاته ، في حين لا تشير أي من الدلائل أن الرجل جاء من المدرسة الناصرية إنما تعامل معهم لتحقيق مكاسب سياسية وهذا في عرف أرباب السياسة لاغبار عليه ولا مآخذ .
دمتم سالمين .......