لماذا يعرضون حياتهم للخطر في اجتيازهم للحدود ؟
بقلم/ عبد القيوم علاَّو
نشر منذ: 16 سنة و 6 أشهر و 13 يوماً
الأحد 04 مايو 2008 11:39 م

الحب والعشق للاغتراب والهجرة فطرة متلازمة لروح الإنسان اليمني أو لنقول إنها عادة اجتماعية جُلِبَتْ عليها النفس والروح للمواطنين اليمنيين وأصبحت جزء من حياتهم وعادة توارثتها الأجيال من الآباء والأجداد تغربوا وهاجروا وساقتهم الأقدار إلى بلدان بعيدة ما كانت بالحسبان هكذا فعلَ الأجداد ، فتبعتهم الأبناء والأحفاد صنعوا لهم مجداً وتاريخاً يذكر مآثرهم التاريخ ويعترف بفضلهم الواقع ومعالم الآثار التي خلفوها بعدهم ولا تزال شاهدة على براعة المواطن اليمني وأخلاقه في تعامله مع الآخرين أصبحت عبارة عن نظريات تدرس في مدارس البلدان التي استضافتهم في غربتهم وهجرتهم ولنا في أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبير علماً من أعلام التاريخ الذي سجله في صفحاته البيضاء وكان ولا يزال أدبه وإخلاقه وشهامته وشجاعته عنواناً لشموخ الإنسان المسلم العربي اليمني الذي اغترب عن وطنه وهاجر هرباً من بطش الطغاة وجلاديه ليتحول إلى بركاناً ملتهباً ثائراً تفجر بعد حين فاحرق الطغاة وحولهم إلى رمادٍ تذره الرياح الثورية فأسس لنا بنياناً شامخاً قوياً لا تهزه الرياح ولا تخوفه أصوات الغربان ولا تحركه أنامل الجبناء الذين يسطرون بأناملهم الخيانة العظمى، فيضحكوا عليهم أسيادهم الذين وظفوهم كمحرجين بوطنهم في أسواق الحراج وحوانيت النخاسة يبحثون عن مشتري لشرفهم فلم يجدوا إلا اللاعنات تلاحقهم في منامهم وصحوتهم فهل لبائع الوطن شرف بعد ذلك وكرامه ؟؟

وللهجرة والاغتراب اليمنية فوائد كثيرة لبلدان الاغتراب والدين الإسلامي الحنيف فكان لليمنيين الشرف الأكبر في انتشاره في دول شرق اسايا وأوربا والكثير من بلاد العالم وكانت للمغتربين اليمنيين بصماتهم الواضحة والجلية في مجال البناء والإنشاء والتعمير في اغلب الدول التي اغتربوا فيها أو هاجروا إليها ،ونسبة كبيرة من أبناء اليمن الذين اغتربوا أو هاجروا أصبحوا يعدون من النسيج الاجتماعي والسكاني لبلدان الاغتراب لهم ما لأبنائها الأصلين وعليهم ما على أبنائها الأصلين بل الكثير من أبناء المغتربين انخرطوا في العمل السياسي وتربعوا على كراسي السلطة ومنهم الوزراء والضباط والاكادمين ورجال المال والأعمال وحيثما وجد اليمني وجد الخير بإذن الله تعالى هكذا سمعتها من احد أبناء الجالية الطاعنين بالسن ممن كان لهم مشوار مع حياة الغربة والاغتراب وتنقل بين الكثير من الدول منها العربية والغير عربية واستدل على كلامه بدولة إثيوبيا وما حصل فيها بعد خروجهم منها إبان الحكم المانجستو هيلا مريام الشيوعي.

نعود إلى عنوان مقالنا لماذا يعرضون حياتهم للخطر في اجتيازهم للحدود ؟

الكثير من أبناء اليمن اليوم يغامرون بحياتهم كثيراً فيعرضون حياتهم دائماً للخطر والذي قد يؤدي بحيات الكثير منهم بسب اجتيازهم للحدود وتسللهم إلى بلدان الجوار مخالفين بذلك القوانين والأنظمة في تلك الدول فيعيشون مجهولين الهوية تتلاطم بهم أمواج الخوف والمذلة فتضرب بهم شمالاً وجنوباً وتقذف بهم غرباً وشرقاً، فتلسعهم الثعابين وتفترسهم الوحوش وتنهش أجسادهم النحيلة الذئاب المفترسة فلا يجدون أية حماية قانونية كونهم لم يحترموا القانون الذي ينظم إقامة الغير في هذه الدول فيكون مصيرهم الابتزاز من ذوي القلوب المريضة من أصحاب الأعمال الذين يستغلون نقطة الضعف لديهم فَيُشَغِلُونَهُمْ بأبخس الأثمان وأحياناً لا يحصلون على أجورهم فيضطرون لتركها مقابل سكوت من شغلوهم وعدم الإبلاغ عنهم الجهات المختصة وحتى لا يصبح مصيرهم السجن والترحيل.

 إذاً لماذا يخاطرون بحياتهم، ويغامرون بأنفسهم في اجتيازهم للحدود متسللين، ومتخلفين ومهربين ؟

 هل هو الجوع والفقر أم هو الطمع أم هو الخوف من المستقبل فيسعون إلى الهروب للأمام ولكنهم لا يعلمون مصير اختراقهم للقوانين والأنظمة الدولية المعمول به بين الدول وكيف يجيز القانون الدولي للدول بالدفاع عن حدودها وعن مجتمعاتها ضد من يجتاز حدودها بطريقة غير شرعية،فيكون ذلك عامل إقلاق للأمن وخلل في السكينة العامة، إذاً على من تقع المسئولية القانونية والأخلاقية ؟

 هل تقع على الدولة أم على المجتمع أم على المواطن الذي عرض نفسه للخطر بجهلة لقوانين والمواثيق الدولية، وما هو دور الجهات المختصة ذات الصلة بهؤلاء وهل تحرص على سمعة مواطنيها وتحترم حقوق المواطنة لهم ، وهل تخاف على سمعة اليمن التي نحرص عليها جميعاً ؟

هل نحن نعيش أزمة ضمير إخلاقي ؟

نعم نحن اليمانيون نعيش هذه الأيام في أزمة الضمير الأخلاقي والأدبي لدى المواطن والمسئول فالديمقراطية التي نعيش جوها المليئة بالحرية قد حولها البعض منا إلى مكاسب شخصية يستغلها في الإثراء الغير مشروع ونهب المال العام والتصرف به وكأنه ورث ورثوه من بعد أبويهم ، فيسطون ويستغلون وظائفهم وسلطاتهم في اختراقهم للقانون ودوسوهم على القيم والعادات والتقاليد والأعراف اليمانية الأصيلة المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف.

 نحتفل اليوم بمناسبة انتخابات أمين العاصمة ومحافظي المحافظات ونفتخر بين الشعوب بديمقراطيتنا وبحريتنا في اختيار من يحكمنا،ولكننا حقيقةً خائفون من نتائجها ومن أزمة الضمير الأخلاقي الذي نعاني منه جميعاً مسئولين ومواطنين فالثقة انعدمت بغياب الضمير المغترب عن الذات،والذي طالت غربته والخوف كل الخوف أن نعود نتباكى على الماضي ونتمنى أن تعود أيام ما قبل انتخابات المحافظين في ظل أزمة الضمير الأخلاقي التي نعيشها في يمن 22 مايو1990م إذا لم نحسن الاختيار ونبتعد عن الحزبية والقبلية والمناطقية والعنصرية الأسرية قليلاً ومن اجل اليمن تهون كل المصالح الشخصية فهل يعود الضمير الأخلاقي من غربته،وهل تصحو العقول النائمة

نتمنى أن تسير الانتخابات بحرية ونزاهة وبعيدة عن شراء الذمم والإيعاز المغلف بالترهيب والترغيب والإملاءات كما حصل في السابق في انتخابات مجلس النواب والمجالس المحلية والذي اعتمد على المناطقية والعنصرية القبلية والحزبية في اختيار أعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية ليس في منطقة معينة بل عم البلاء وانتشرت نظرية شراء الذمم مبكراً فهل هذه المرة نبتعد عن هذه النظرية أو لنقل : نجمدها قليلاً ، ونعطي لضمائرنا الميتة إجازة مفتوحة ونطالب الضمائر المغتربة بالعودة إلى ذاتنا ولو بصفة مؤقتة.

قرار الأخوة في اللقاء المشترك مقاطعة انتخاب المحافظين قرار متشنج

كنا نتمنى أن تكون التجربة مقبولة لدى الطيف السياسي اليمني بألوانه المختلفة ولكن فوجئنا بقرار إخواننا في اللقاء المشترك المتشنج اتجاه هذه التجربة التي لطالما نادينا بها وتغنينا لها وطالبنا بإقرارها لعلى وعسى أن تخرجنا من عنق الزجاجة التي حشرتنا داخلها مصائب الأيام وكوارث الدهر ولعنات الأقدار نحن نعرف أن للحزب الاشتراكي اليمني ثأر قديم لدى الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام الذي أخرجه من السلطة في 7/7/1994م بعد خيانة الوطن بقراره الكارثي الانفصال وتسببه بقتل عشرات الآلاف نتيجة لحرب الردة والانفصال،ولكننا في نفس الوقت مستغربين من مواقف بقية الأحزاب التي تدعي القومية العربية والأصولية الإسلامية من قرار انتخاب أمين العاصمة ،ومحافظي المحافظات،وقرار تضامنهم مع الحزب الاشتراكي في مقاطعة الانتخابات كان قراراً خاطئاً وغير موفق ويتعارض مع الأيدلوجية التي يؤمنون بها ظاهراً ويمقتونها خفياً أيدلوجية{ الديمقراطية} بطريقتهم الخاصة ، فهل يضنون أن الانتخابات لن تجرى وان التجربة سوف يتم وئدها في مهدها ؟ كلا وألف كلا فالانتخابات تسير في طريقها الصحيح وهم الخاسرون وبقرارهم مقاطعة الانتخابات يكونوا قد حكموا على أنفسهم مسبقاً بالموت السياسي وخروجهم من ساحة العراك الديمقراطي وفقدانهم لتحالف، وتعاطف الشارع اليمني معهم.