قصتي مع الدكتور كولن شفرد
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 8 أيام
الثلاثاء 09 ديسمبر-كانون الأول 2008 08:45 م

جاءني ذات يوم قبل ما يقارب عشر سنوات من الآن حارس المنزل المجاور للمسجد الذي أخطب فيه – جامع الرحمن -

قال الحارس: الدكتور كولن شفرد يريدك (مدير شركة سن ول) امريكي الجنسية

قلت: وأنا أريده (كنت اعلم ماذا يريد مني فهو يشتكي من سماعات المسجد التي على المنارة فهي تزعجه حيث قد سبق وان جاءني صاحب المنزل قبله ) تواعدنا لليوم التالي ذهبت إليه استقبلني في فناء المنزل – الفلة- بادرته \"بعد ان فكرت مليا فقلت لنفسي لماذا لا اقتحم ؟ ولن اخسر شيء بل العكس ابلغه رسالة الاسلام واكون قد اقمت الحجة عليه فان شاء آمن وان شاء ظل على كفره \"

قائلاً : : أسمع إلي قبل ان اسمع اليك

قال: ماذا تريد ؟

قلت: يقول الله تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنا مُسْلِمُونَ”)

استغرب قائلاً : تدعوني إلى الإسلام؟

قلت: نعم

قال: إن دينكم لم ينتشر إلا بالإرهاب انظر الى ما يحدث في الجزائر و...

قلت: له وقد أخذت نباتا من الأرض ما هذا ؟

قال: نبات

قلت : لو قلت لك هذا ثعبان هل تصدق ؟

قال: لا

قلت : لو أعطيتك 5000$ هل ستقول ثعبان

فضحك قائلا : هات

قلت : وهل ستعتقد في قلبك انه ثعبان ؟

قال : لا

قلت: ولو فرضت عليك أن تقول ثعبان وإلا طعنتك بالخنجر – الجنبية-

قال: سأقول

قلت: ولكن هل سيستقر في قلبك بالإغراء أو التهديد ان هذا النبات ثعبانا؟

قال: لا

قلت :كذلك الإسلام لا يمكن ان يستقر في القلب لا بالإغراء المادي ولا بالإرهاب النفسي ولو كان هذا هو مقياسكم لنشر الاسلام لخرج اليوم كثير من المسلمين من هذا الدين بسبب ما يلاقوه من عنت وظلم وتخلف وعلى العكس من ذلك نجد برغم التشهير والتشويه سواء من ابنائه او من اعدئه الا انه ينتشر في اصقاع المعمورة ،

فلبث مليا ثم قال: أريد أن أعرف عن الإسلام أكثر، تواعدنا الى اليوم التالي ثم أحضرت له نشرات عن الإسلام باللغة الإنجليزية فقرأها ، ثم أرسل إلي بعد أسبوع حارسه

فقال : لي الدكتور كولن يريدك وكان هذا في نهار رمضان ، فذهبت إليه

قلت : له ماذا تريد ؟

قال: أريد أن أسلم ، ما اجملها من كلمة تختلج في صدر الداعية وهو يقطف ثمرة جهد يسير كان بدايته الاقدام بهمة عالية شعرت بسعادة تغمرني سارعت الى التوضيح له ماذا يعني انتمائه للإسلام فقد كان هذا الرجل يقيم حفلات صاخبة في بيته مزعجة لنا كونه بجوار المسجد ووالله ان بعض الشباب المتحمس كان يريد ان يتصرف تصرفات طائشة فكنت اقول لهم صبرا سيجعل الله مخرجا وفعلا هذا الذي حدث فاردت ان اختبره هل اسلم عن اقتناع ام انها نزوة ظرفية او لحظة عاطفية ،

فقلت له : ولكن الاسلام يحرم الخمر وانت معتاد على شربه

قال: نحن قد بلغنا قمة الحضارة المادية واعطينا انفسنا ما تريد ولكنا لم نستطع اسعادها فنهرب من النكد الذي نعيشه الى شرب الخمر ولكن بعد ما عرفت هذا الدين اقول كل الغربيين في ذمتكم يا مسلمين

قلت له: لماذا ؟

قال : لانكم لم تبلغوا لهم هذا النور ولا يعرفون عن الاسلام الا من وسائل الاعلام بانه قتل وارهاب او من سواح الجنس العرب عندما يأتون الى الغرب بانه دين تخلف وشهوات شعرت انه دخل الاسلام بعد ان شعر بحلاوته مقارنا ذلك بمرارة الكفر الذي كان يتجرعها ، ودخل بعد ان شرح الله صدره للاسلام لان من علامة الانشراح للاسلام ان يكره ضده فاذا انشرحت نفسك للطاعة فبالمقابل تكره المعصية ، واذا رغبت لسماع القران والمواعظ كرهت ما يناقضها ، لا يمكن ان يجتمع في قلب مؤمن حب الله وحب ما يبغضه الله ،

المهم ، أخذته إلى المسجد قبل ان يؤذن لصلاة المغرب وقد اجتمع الناس في باحة المسجد استعدادا للافطار ثم وقف امامهم بشموخ واعتزاز وأعلن \"لا إله إلا الله محمد رسول الله\" رحب به المصلون وبكى بعض الحاضرين وكان مشهدا إيمانيا مؤثرا

قلت له: عندما دعوتني ماذا كنت تريد ؟

فقال مازحا: اريدك ان تدخل سماعة المسجد الى البيت ، حسن اسلامه كان محافظا على الصلاة في المسجد حتى تم نقله الى الجزائر في نفس الشركة .

ملحوظة : اوردت هذه القصة للعبرة واخذا الدروس واسأل الله ان يجعل ذلك خالصا لوجهه.والى لقاء اخر ان شاء الله .