روسيا تعلن الرد بعد قرارات أوكرانيا استخدام النووي… وبوتين يعلن توقيع مرسوماً يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي ارتفاع أسعار النفط مع تعطل الإنتاج في أكبر حقول غرب أوروبا تهريب الذهب... تفاصيل واقعة صادمة هزت الرأي العام في دولة عربية اتفاقية تعاون جديدة بين روسيا والسودان روسيا تستخدم الفيتو ضد قرار بريطاني عن السودان استعداداً للانفصال.. ليفربول يستبدل صلاح بـ نجم شباك أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة
مأرب برس - خاص
من أهم معتقدات الزيدية (وهو مذهب آل رسول الله المطهرين ، وشيعتهم من المسلمين) ، مسألة الوعد و الوعيد وصدقهما ، واعتقاد الزيدية أن ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى من وعد وعد الله به المؤمنين الصالحين من خير وجنة عرضها السماوات والأرض ، لا بد أن يفي الله به لعباده الصالحين ، وأن ما جاء من وعيد للكافرين والمنافقين والفساق والظلمة والجبارين لا بد أن يفي الله به يوم القيامة ويدخلهم النار ، كما توعدهم في كتابه العزيز ، وأنه لا يمكن أن يخلف الله وعده فيدخل الكافر أو المنافق المستحق للنار بحسب كلامه في كتابه العزيز الجنة ، أو أن يدخل المؤمن الصالح الذي آمن وعمل الصالحات واستمر على ذلك حتى وافاه أجله النار ، فهذا منافي لما أخبر به الله جل وعلا في كتابه العزيز ومنافي لعدل الله تعالى والله أعدل العادلين.
فأهل الكبائر والقتلة والظلمة الجبارون الذين يعملون الكبائر ويصرون عليها حتى يتوفاهم الله ، لا بد أن يكونوا من أهل النار حسب ما جاء في كتاب الله الا من تاب منهم وآمن وعمل عملاً صالحاً ، فإن الله سبحانه وتعالى يغفر له ويبدل الله سيئاته حسنات ، وذلك صريح ما جاء به القرآن حيث يقول الله جل وعلا في وصف عباد الرحمن المؤمنين : (والذين لا يدعون مع الله الهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً . الا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ).
والزيدية ينفون صحة أي حديث يخالف هذا المعتقد ويعطي الظلمة والجبارين وسفاكي الدماء الأمل الكاذب في دخول الجنة ، رغم اصرارهم على أعمالهم السيئة واستمرارهم في ظلمهم وفسقهم وفجورهم وسفكهم للدماء الى آخر لحظة من لحظات حياتهم ، فهؤلاء لا يمكن أن يدخلهم الله الجنة ، ويساويهم بالذين آمنوا وعملوا الصالحات وجاهدوا أنفسهم ، وخالفوا شياطين الجن والانس ، وغالبوا شهواتهم طاعة لله ، فكيف يمكن أن يتساووا هم والفساق الفجرة بين يدي الله سبحانه وتعالى وهو أعدل العادلين ، وما تلك الأحاديث المروية الا أحاديث موضوعه لأنها تخالف القرآن العظيم ومبادئ الاسلام التي عُلِمَت من الدين بالضرورة ، وما خالف القرآن ومبادئ الاسلام الأساسية فمن المؤكد أنه موضوع ومكذوب به على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، ولذلك فهو مرفوض ولا يُصَدَّق راويه .
ولكي أوضح لك أيها القارئ إن كنت تريد أن تعرف الحق الذي أنزله الله وجاء به نبي الهدى صلى الله عليه و آله وسلم ، ولا تستبدل بذلك أقوال الذين أرادو تغيير دين الله ، لكي أوضح لك ذلك أضرب لك مثلاً بأحاديث رووها وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قالها ، وهي مكذوبة على رسول الله ، أما الحديث الأول وهو معلق اليوم مع الأسف في مسجد رسول الله على أحد الأبواب التي داخل الحرم النبوي الشريف ، وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم – حسب زعمهم - :(شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) ، هكذا أهل الكبائر فقط ، أما المؤمنون المخلصون الصادقون ، أهل الذنوب الصغيره التي لا بد أن تحدث للبشر ، حتى وإن كان مؤمناً موحداً ، فهؤلاء لا يشفع لهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ، بل يعرض عنهم ويشفع لأهل الكبائر ، وهذا الحديث وأمثاله فيه دعوة واضحة لارتكاب الكبائر ، وأنها ليست من أسباب العقوبة والعذاب بل هي من أسباب نيل السعادة وشفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، التي يرجوها كل مسلم ، وما من مؤمن صالح الا وهو يسأل الله تعالى شفاعة رسول الله ، وعلى هذا فما على من يرغب في شفاعة المصطفى صلى الله عليه و آله الا أن يرتكب الكبائر ، فيزني ويسكر ويظلم ويسفك الدماء ، ويهتك الأعراض ، وينهب الأموال ، ويعق والديه ، ويعمل ما شاء من الكبائر ، حتى يستحق شفاعة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم.
وهذا الحديث يخالف ما جاء في كتاب الله ، حيث يقول عز وجل (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريماً) آية 31 – النساء ، فجعل اجتناب الكبائر سبباً لتكفير السيئات ، بينما هذا الحديث يجعل عمل الكبائر لا اجتنابها سبباً لتكفير السيئات ، وهو معاكس لما جاء في القرآن تماماً ، وقال تعالى في كتابه العزيز (ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى . الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش الا اللمم إن ربك واسع المغفره) آية 32 – النجم ، فالله سبحانه وتعالى يخبرنا أنه سيجزي الذين أحسنوا بالحسنى ويغفر لهم ويرحمهم ، ويخبرنا أنهم هم الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش الا اللمم وهو ما ألم به الانسان من الذنوب الصغيرة التي لم يستطع دفعها لضعفه البشري ، هكذا يقول الله عز وجل ، بينما الحديث المكذوب يجعل عمل الكبائر من أسباب النجاة ونيل شفاعة الرسول الأعظم صلوات الله عليه و آله ودخول الجنة ، ويهمل أصحاب اللمم الذين وعدهم الله بالمغفرة والرحمة ان صدقوا في طاعته والانقياد له ، الا فيما غلبتهم أنفسهم الضعيفة من صغائر الذنوب التي لم يستطيعوا ردها لضعفهم البشري ، وهذا الحديث غيّر وقلب ما أتى به القرآن ، ليجعل النجاة والشفاعة لأهل الكبائر دون غيرهم.
والحديث الثاني الذي رووه ووضعوه ليفسحوا الأمل للظلمة والفجرة أنهم سيتساوون مع المؤمنين الصادقين الصابرين يوم القيامة ، ذلك الحديث المكذوب ما زعموه عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، وهم لم يختاروا لوضع هذا الحديث وروايته الا الصحابي الجليل أبا ذر رضي الله عنه ، حتى يستحي أي مسلم أن يرد حديثاً قد رواه أبو ذر ، وهو الذي يقول فيه النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله :- (ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر) ، قال الراوي لهذا الحديث زاعماً أن أبا ذر روى أنه سمع رسول الله يقول ، (من قال لا اله الا الله دخل الجنة قال أبو ذر – فيما زعموا - : وإن زنا و إن سرق يا رسول الله ، قال النبي(ص) – حسب زعمهم - : وإن زنا وإن سرق ، قال أبو ذر للمرة الثانية : وإن زنا وإن سرق ، قال النبي : وإن زنا وإن سرق ، قال أبو ذر للمرة الثالثة : وإن زنا وإن سرق ، قال النبي للمرة الثالثة : وإن زنا وإن سرق رغم أنف أبي ذر) ، وقد أبطلوا بهذا الحديث كلما جاء في كتاب الله عز وجل عن تحريم الزنا والتحذير منه وعن السرقه وأكل المال الحرام وما جاء به رسول الله من الدعوة الى مكارم الأخلاق ، والسيرة الحسنة وهو القائل صلوات الله عليه وآله في الحديث المعروف والمتلقى من الأمة بالقبول : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، وبحسب هذا الحديث الموضوع ، فما على الانسان الا ان يقول : لا اله الا الله بلسانه ، ثم يفعل ما يشاء ، فيزني ويسرق ويظلم ويفجر ويقتل ويؤذي غيره من المسلمين ويظلمهم وينهب أموالهم ويسرقها ويهتك أعراضهم ويفعل من الذنوب ما يشاء ، فان الذنوب كلها لا تضره اذا كان قد قال بلسانه : لااله الا الله ، ولو كان بدون قلبه وبدون أن يصدق عملُه ما نطق به لسانه ، وهذا معارض لصريح القرآن فالله سبحانه وتعالى يقول في الآية التي مرت في وصف المؤمنين الذين يستحقون الثواب والجنة ورضوان الله عز وجل : (والذين لا يدعون مع الله الهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامه ويخلد فيه مهاناً الا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأؤلئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) ، فهذه آية محكمة يخبر الله سبحانه وتعالى فيها أن الشرك ، وقتل النفس التي حرمها بغير حق ، والزنا ، كلها ذنوب اذا اقترفها أو أي واحدة منها أي مسلم ، استحق النار والخلود فيها ، الا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً ، كلام واضح وآيات محكمة ، قطعية الثبوت قطعية الدلالة ، لا شك فيها ولا ريب ، فالذين يدعون مع الله الهاً آخر أويقتلون النفس التي حرم الله بدون حق ، ويقضون على الحياة التي وهبها الله للناس ، أو يزنون ويخربون البيوت ويخلطون الأنساب وينشرون الأمراض النفسية والجسمية في المجتمع بنشر الزنا كل أولئك من أهل النار خالدين فيها ، حتى وان قالوا لا اله الا الله وادعوا أنهم مؤمنون فذلك لا ينفعهم لأنهم لم يطبقوا كلمة لا اله الا الله عملياً ، والكلام في هذه الآيات إنما هو عن المسلمين الذين يقولون لا اله الا الله لإنها تبدأ بقوله تعالى : (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً ) ، ثم وصفهم الله سبحانه بتلك الصفات ، ومنها أنهم لا يدعون مع الله الهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله ، ولا يزنون ، ومن يفعل منهم ذلك فهو في النار خالداً فيها الا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً ، والحديث الذي رووه يبيح الزنا وهتك أعراض المسلمين بالزنا ببناتهم أو أخواتهم أو زوجاتهم أو أمهاتهم وسرق أموالهم ونهبها واستحلالها فهي كلها مباحة حلال ويكفيه قول لا اله الا الله وان زنا وان سرق وان زنا وان سرق وان زنا وان سرق.
وقد احتجوا في مذهبهم هذا ببعض الآيات التي نزلت في تقديس الله وتعظيمه وأنه يفعل ما يشاء وأنه على كل شئ قدير مثل قوله عز وجل في وصفه نفسه : (فعال لما يريد) وقوله :(يدخل من يشاء في رحمته) وغير ذلك من الآيات التي تبين أن الله يفعل ما يشاء فقالوا اذا كان الله قد قال : (يدخل من يشاء في رحمته) فإنه اذا شاء أن يدخل الكافر أو المنافق الظالم أو أياً من أصحاب الكبائر المصرين عليها الجنة ، فإن له ذلك وتلك مشيئته ثم زادوا على ذلك فقالوا : إن ذلك محتمل حدوثه يوم القيامه ، بل من المتيقن أنه لا بد أن يكون ، وما علموا أو لم يريدوا أن يعلموا أن هذه الآيات وأمثالها إنما جاءت لإثبات القدرة والمشيئة لله تعالى حتى يعرف الإنسان عظمته وقدرته ويؤمن بأن له الحق بأن يفعل ما يشاء وليست لاثبات أن الله سيفعل ذلك ، وهو مثل قوله تعالى في كتابه العزيز على لسان نبيه شعيب عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام في محاججته للكافرين :(قد افترينا على الله كذباً إن عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها الا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شئ علماً) ، فنبي الله شعيب عليه السلام يؤكد أنه لا يمكن أن يعود هو والمؤمنون الذين معه في الكفر بعد اذ نجاهم الله منه ولكنه يستثني فيقول :(الا أن يشاء الله ربنا) ، وذلك لكي يؤكد أن كل شئ لا يمكن أن يحدث رغماً عن الله ، أو كرهاً وأن له الحق لوشاء أن يعيدهم في الكفر لما امتنع عليه ذلك ، وذلك لتبيين عظمة الله وقدرته وأن له الحق أن يفعل ما يشاء في عباده ، ومع ذلك فإنه لم يفعل ولن يفعل ، وما قد حدث ولم يحدث في تاريخ الانبياء جميعاً أن أحداً منهم قد عاد الى الكفر بعد أن نجاه الله منه.
وقد رووا أيضاً حديثاً مضحكاً آخر ومؤسفاً ومن المؤكد أنه موضوع ومكذوب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالوا إن الله سبحانه وتعالى بعد أن ينهي الحساب يوم القيامة وما يزال أهل النار وأهل الجنة جميعاً في أرض المحشر يمد يده فيقبض ثلاث قبضات (عشوائية) من الناس الواقفين في عرصات المحشر ، ثم يضع ما في يده في الجنة ، ومن ساقه الحظ وصادف أن دخل في إحدى هذه القبضات العشوائية دخل الجنة كائناً من كان من الناس ، وتصور أيها القارئ كم سيكون في قبضة الله من الناس في ثلاث قبضات والله سبحانه وتعالى يقول : (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) ، ومن المؤكد أنه مادام سيقبض ثلاث مرات بيده التي تسع الأرض جميعاً ، والسماوات مطويات بها ، ثم يضعهم في الجنة ، فإن كل المنافقين والكفار سيدخلون الجنة ، لأن القبضة عشوائية ، وقبضة الله واسعه وعظيمة ، ولن يبقى حسب هذا الحديث المكذوب الا من خانه حظه جداً جداً ، وعلى هذا فستصبح القضية يوم القيامة ، قضية حظ (ويانصيب) تعالى الله عن هذا اللعب علواً كبيراً .
وهكذا يتبين أن كل ما استدلوا به من أحاديث ليثبتوا أن من الممكن أن يدخل الفساق الفجرة الظلمة الجنة مع المؤمنين المظلومين المتمسكين بالايمان بالله سبحانه وتعالى وبالعمل الصالح فيكون المظلوم المؤمن عند الله يوم الحساب هو والظالم الذي ظلمه وسفك دمه أو هتك عرضه أو سلب ماله سواء إنما هي أحاديث موضوعة ، إن ذلك يتنافى مع عدل الله يوم القيامه ، والله جل وعلا يقول : (لا ظلم اليوم) ويقول في نفي المساواة بين أصحاب السيئات والمؤمنين : (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) فلا يمكن أن يجعل الله الذين اجترحوا السيئات كالذين آمنوا وعملوا الصالحات ، والذين يظنون ذلك ساء ما يحكمون.
وهذه الأحاديث وأمثالها وضعها علماء السلاطين عندما استولى الملك العضوض على الحكم في الاسلام دون شورى بين المسلمين ، كما شارك في وضعها أناس دخلوا في الاسلام وهم غير مقتنعين به وذلك حتى يحطموا ما جاء به رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ولكي يسود عدم المبالاه بالعذاب في الآخره وينتشر الفساد والظلم وعدم التقيد بالعمل الصالح فتنهار الامة الاسلامية عما قريب وذلك ما حدث بالفعل في تاريخ المسلمين.
ثم إن هذه الأحاديث وأمثالها وقفت في تاريخ المسلمين حجر عثرة أمام التصحيح المتمثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد جعل الله سبحانه وتعالى صفة الأمة الاسلامية الأساسية التي تجعلها خير أمة أخرجت للناس أنها تؤمن بالله و تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، أي أنها تصحح الانحراف كلما حدث ، يقول الله عز وجل (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) ، فتصحيح المسار وازالة الفساد فور حدوثه مع الإيمان بالله هما الصفتان اللتان تجعلان الأمة الاسلامية خير أمة أخرجت للناس ، فهي تصحح المسار و تزيل الفساد كلما حدث فور حدوثه ولا تتركه حتى ينتشر ويعم فيصعب اصلاحه ، ولكنهم بهذه الأحاديث قد أبطلوا هذه الصفة الأساسية للأمة الاسلامية ، وقضوا على إرادة التصحيح ومقاومة الانحراف اذ كيف يمكن أن يأمر المسلم بالتمسك بالأخلاق الفاضلة والتزام الأعمال الصالحة والنبي صلوات الله عليه وآله قد قال حسب زعمهم أنه يكفي المسلم قول لا اله الا الله وان زنا وان سرق ، وان زنا وان سرق ، وان زنا وان سرق ، وكيف يمكن أن ينهى المسلم عن المنكر وعن الرشوة والظلم وسفك الدماء وهتك أعراض الآخرين وسرقة أموالهم و هي مع كونها كبائر حسب زعمهم من أسباب نيل شفاعة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم ، وبهذه الأحاديث وأمثالها قيدت الأمة الاسلامية وفرض عليها السكوت أمام الانحراف والظلم والفساد حتى وصلت من الضعف والانهيار الى ما وصلت اليه اليوم.
ومن هنا يتبين لك أيها المسلم أن ما قاله آل رسول الله المطهرون وشيعتهم الأخيار المتمثل في مذهب الزيدية من صدق الوعد والوعيد ، وأنه لابد أن ينال كل إنسان جزاءه الذي يستحقه هو الحق الذي لاريب فيه.
ولا شك أن الله سبحانه وتعالى سيعفو عن كثير ولكن حسب موازين يعلمها هو وبدون إباحة للزنا والسرق وأكل المال الحرام وبدون أن يتساوى الظالم والمظلوم ، والقاتل والمقتول ، كما قال تعالى : (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين).
والله أعدل العادلين وهو القائل : (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره . ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) ، (ومن أصدق من الله حديثاً) ، (إن الله لايخلف الميعاد).
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، آمين اللهم آمين يارب العالمين.
حسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير وعلى الله توكلت.