أليس لي ملك اليمن ؟!!
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر
الثلاثاء 17 إبريل-نيسان 2012 05:38 م

يمتد الزمن أو يتقاصر فلابد لكل ظالم من نهاية فمهما منحه مستشاروه كماً من الأماني أن حكمه دائم فلابد له قالها ( فرعون ) وهو يستغرب طلب موسى ( عليه السلام ) بخلاص بني إسرائيل منه : (( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي )) فيرددها الطغاة معه اليوم وكلا على حده ( أليس لي ملك اليمن ) ( أليس لي ملك الحرس الجمهوري ) ( أليس لي ملك القوات الجوية وقواعدها العسكرية ) (( أليس لي ملك المؤسسة الاقتصادية ) ( أليس لي ملك هذه المحافظة ) ( أليس لي السيادة على هذه الإدارة والشركة وتملك حقوقها وإيراداتها ) .

لقد بينت القرارات الأخيرة للرئيس منصور حجم ما يعانيه الوطن من تسلط وتملك من فئة استولت على خيراته وتقاسمت سلطاته , فهاهم يرفضون قرارات إقالتهم من مناصبهم وذهبوا يبثون الفتنة والتمرد وقطع الطرقات ونهب المؤسسات في محيط عملهم أو بتحريك بعض الجماعات المسلحة المتطرفة من أجل المزيد من سفك الدماء وتخريب المنشئات , ويقوم كبيرهم محمد صالح الأحمر بإغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الجوية وكأنه يغلق غرفة من غرف قصوره الملكية .. أرأيتم أي مهزلة جمهورية كنا نعيشها .. أي خدعة ديمقراطية كنا نخوضها .. أي كذبة وطنية كنا نقيمها .. يرددون على مسامعنا ليلا ونهارا هذه الشعارات والمأثورات فظنناها حقا وصدقا . واليوم انكشف الستار الجمهوري ليظهر خلفه تملك اسري وسقط الماكياج الديمقراطي ليكشف وجها دميما لحكم شبه ملكي . خسر الطغاة حكمهم الذي بنوه على الكذب والتزييف وخسروا سمعتهم التي شيدوها على الفساد والتدليس وخسروا مكانتهم التي أسسوها على المصالح وشراء الذمم . لقد تذكرت خالدا ( رضي الله عنه ) يوم اليرموك حين جاءه أمر عزله من أمير المؤمنين عمر( رضي الله عنه ) فقال سمعا وطاعة ولبى النداء وعاد جنديا تحت إمرة أبي عبيدة بن الجراح ( رضي الله عنه ) وخالد يومها صاحب فتوحات وبطولات وانجازات وتضحيات , فما بال هؤلاء العالة على الوطن لم ينفذوا ويطيعوا وهم بدون انجازات إلا انجاز تحطيم فعالية قواتنا الجوية واقتصادنا , وهم بدون فتوحات إلا فتوحات حساباتهم البنكية في الداخل والخارج مما نهبوه من خيرات وطننا , وهم بدون تضحيات إلا التضحية بخيرات أرضنا نهبا وتوزيعا . تلك هي طريقتهم في التعامل مع الوطن .. تقاسم وتوزيعات .. ملكيات وتوريثات ..

هذا لك وهذا لي . فنقول لعصابة الأسرة الحاكمة وأعوانها : متى استعمرت الوطن وتملكتم كيانه ؟ وهل كانت تضحيات سبتمبر وأكتوبر البطولية ومآثر ثورة الفل الشبابية لنستبدل إماما ملكيا بإمام جمهوري ؟ واستعمارا أجنبيا باستعمار محلي ؟ فماذا يريد كبيركم الذي علمكم النهب ليتركنا وشأننا ؟ أما تكفيه دماء الشهداء وأموال التشييد والبناء ؟ أما تكفيه 33 عاما تسلطا ونهبا و تفردا وتجبرا ونرجسية ؟ أما تحمدون لهذا الوطن وقياداته الثورية أن منحكم جميعا في لحظة ضعف إنساني وضغط سياسي حصانة ومخرجا من أجل درء فتنة القتال الأهلي وشبح الحروب اللعين ؟ فهلا قلعتم عنا أنيابكم التي تقطر سما ومخالبكم التي تبث في الوطن فرقة ورعبا . ونقول له : ألم تصلك صرخات الملايين وهي تهتف لك ( ارحل .. ارحل) فأنت اليوم عندها لم تعد صانع الوحدة ولا فارس العرب ولا القائد الرمز ولا غيرها من ألقاب النفاق والتزييف , أنت اليوم عندنا من الزواحف كالوزغ والسحالي التي عند تيقن هلاكها تترك ذيولها تتلوى لتشغل المهاجم عن ملاحقتها , واليوم بقيت منك ذيول تتقافز لتشغلنا عن مطاردتك فتنجو , ذيول ما زالت تمجد اسمك وعائلتك , ذيول ما زالت ترفع صورك على مبانيها وقنواتها الفضائية , ذيول تستنزف الوطن في صراع جانبي لتطيل من بقاء حكمك السرابي .. هيهات هيهات .. لقد لبس الثائر لامته واحتضن درعه وما كان له أن يضعهما حتى يستكمل أهداف ثورته .. فيراك وعصابتك سجينا خلف القضبان أو مدحورا خارج حدود الوطن أو متأرجحا على باب اليمن .