|
كثير من التصرفات لا تستطيع أن تقف أمامها إلا عاجزا عن تفسيرها ، وخاصة أنها وفي كل مرة تحدث تخلق لها أعذارا ومبررات حتى تنفذ من جعبتك كل الذرائع .
ماذا يفعل اللقاء المشترك الآن وهو يبدوا لنا كالأبله الذي لا يتعلم من الصفعات التي يوجهها له الرئيس في كل مرة ، بل ماذا في يده بعد أن تمت خديعته بشكل وبأسلوب مكرر ومعتاد وسهل وكأنه مبتدئ وغير متمترس أو واعي بأساليب الرئيس الملتوية .
مُرر قانون الانتخابات ، وربما سيتم تمرير اللجنة العليا رغما عنهم ، ولم يفرج حتى الساعة عن المعتقلين ، وأيضا سيدخل اللقاء المشترك الانتخابات البرلمانية القادمة ليمنى بهزيمة ساحقة وسيعترف بالهزيمة ثم يدخل غيبوبته السياسية عدا بعض البيانات الباردة بين الحين والآخر.
أول كلمة في بيان الكتل البرلمانية لأحزاب اللقاء المشترك كانت ( لم تفاجأ الكتل البرلمانية لأحزاب اللقاء المشترك بانقلاب كتلة المؤتمر الشعبي العام ) إذا اللقاء المشترك معتاد على هذا الأسلوب ألمؤتمري الأصيل في التعامل معهم ومع ذلك خاض التجربة حتى النهاية وهو يعلم نتائجها ، ليخبرنا بعدها أنه خُدع كالعادة .
تكتل حزبي من عدة تيارات ، كل مرة يستخدمه المؤتمر الشعبي العام ممسحة له ويكتسب الشرعية من وراءه ثم يلقيه كورق صحي ، هو حتما تكتل سياسي فاشل ولا يمثل حتى نفسه .
كان خطاب الرئيس في المؤتمر الإعلامي الموسع خطاب إعلان فوز واضح ، كما كان خطابا حسم النتائج بناءً على المعطيات التي حدثت مع اللقاء المشترك الذي لم يعد حتى بخُفي حنين ، أما الشارع الذي تهدد به المعارضة كظاهرة صوتية لن يسمح لهم باستخدامه وهم وكما يبدوا أضعف من ذلك .
الرئيس ومن خطابه الأخير لم يعد يريد من اللقاء المشترك أي شيء آخر لذا كان كلامه ناري وملتهب ومليء بالاتهامات كالعمالة والفساد ، أنه طلاق مرحلي حتى استحقاق آخر .
بكل صراحة ، اللقاء المشترك يبدوا لنا أنه أضعف بكثير مما يحاول أن يبدوا عليه ، وهذا الضعف مستغرب جدا أمام نظام حاكم غارق في الفساد حتى أذنيه ومن السهل جدا تعريته أمام الشعب عبر كل الوسائل المتاحة ، إلا أن اللقاء المشترك يصر على استخدام ذات الأساليب التي طالما أستخدمها وعلى اللغة ذاتها التي مل الجميع منها ، أن تنظيم سياسي لا يستطيع أن يجدد أساليب عمله ولا يستفيد من أخطائه هو تنظيم يعاني من خلل كبير أن لم يتم تداركه فهو سينهار وينتهي .
أحسب أن ما حدث للقاء المشترك مؤخرا ليس فشلا أو خيبة أمل ، أنها فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، فهو الآن لم يعد يمتلك أية ورقة في الانتخابات القادمة سوى ديكور يزين واجهة النظام أمام العالم ليبدو وكأنه هنالك انتخابات ديمقراطية صحيحة .
كما أني أجهل ماذا يريد اللقاء المشترك بالضبط من هذه الانتخابات وما هي جدوى خوضهم إياها على المواطن البسيط ، بل ماذا يستطيع أن يغير في ظل هيمنة كاملة للنظام الأسري الحاكم عدى بعض الحقائب الوزارية والثانوية .
ربما الخلل الأول الذي يعاني منه المشترك هو أن لعابة يسيل أمام أية عظمة يلوح بها النظام أمامه ، فيفقد بصريته وينسى تجاربه ، ليقع مرة أخرى بنفس الخيبة والفشل والانكسار .
من سوء الطالع أنه لا يوجد أمامنا إلا أحد خيارين أولهم المؤتمر الشعبي العام وكل ما يمثله من فساد وتخلف وإقطاع وهيمنة والثاني اللقاء المشترك الساذج والبسيط الذي يرفع شعارات كبيرة يعجز عن تطبيقها حتى داخل أحزابه ، وأمام هذان الخياران يصبح الوطن كريشة في مهب انحطاط سياسي مؤلم ، يصبح الوطن الذي نحلم أن نستفيق ذات يوم ونجده ، هو وطن خارج احتمالية التحقيق مالم تنهض قوى شابه ومستقلة ونزيهة وتعمل على تأسيس اللبنة الأولى في الاتجاه الصحيح للعمل السياسي الذي ومن خلاله يكون هو الخيار السليم للمواطن ويكسب ثقته ، نريد تنظيمات سياسية ذات أيادي بيضاء تنغمس وسط الشعب وتعاني مثله وتعمل لأجله ولأجل الوطن ، لا لأجل كرسي هنا أو منصب هنالك .
benziyazan@hotmail.com
في الأربعاء 20 أغسطس-آب 2008 11:13:03 م