احتراق حافلة متوسطة مخصصة لنقل الركاب في هذه المحافظة بعد تحديث بوتين عقيدة روسيا النووية.. أردوغان يوجه تحذيراً لـ الناتو على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. مليشيات الحوثي تهدم منزلاً على رؤوس ساكنيه ماذا ينتظر وكلاء طهران في اليمن في عهد ترمب...وهل سيكون هناك استهداف للقادة الحوثيين ؟ كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة
ينعقد، غدا الجمعة، في نيويورك اجتماع "أصدقاء اليمن" على مستوى وزراء الخارجية، وهو –ولاشك- الاجتماع الأهم بعد اجتماع لندن أواخر يناير الماضي، بل إن ما يمكن أن يُسفر عنه سيكون حصادا للجهود السياسية والدبلوماسية التي بدأت منذ دعوة رئيس الوزراء البريطاني السابق (جوردن براون) عشية رأس السنة الميلادية لعقد اجتماع دولي عن الوضع في اليمن، وتواصلت -أي تلك الجهود- من خلال عدد من اللقاءات المختلفة في عدد من العواصم العربية والأوربية لبلورة فكرة إنشاء مجموعة "أصدقاء اليمن"، والتحضير الجيد لها، والتي تتوّجت بالمشروع الأهم المتمثل في إنشاء صندوق إنمائي دائم لدعم اليمن كأحد أفقر بلدان العالم التي تتعرّض لمخاطر مختلفة ذات طابع سياسي واقتصادي وأمني ومعيشي.
أتصوّر أن هذا الاجتماع الهام الذي يجد حماسا واضحا وملموسا من أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي وحماسا لا يقل عنه من قبل الدّاعمين الدوليين الأساسيين وفي مقدِّمتهم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوربي، يعكس اهتماما واضح المقاصد باليمن وأوضاعه الصعبة التي يعاني منها حاليا بغضّ النظر عمّا يُكتب من تحليلات متعددة الاتجاهات والأهواء في الصحافة الغربية، وهي تحليلات لا يمكن غض النظر عنها ولابد من قراءتها بتمعن واهتمام، فمثل هذه التحليلات وخاصة من كبار الصحافيين يمكن أن تؤثر بشكل كبير في صناعة القرار لدى الساسة الغربيين، وليس كما هو الحال عندنا في المشرق العربي...
والواضح للعيان ولا يخفى عن كل لبيب أنه رغم كل القراءات السلبية التي نجدها مبثوثة بين الحين والآخر في صحافة الغرب فإن التعاطف الإيجابي يغلب على مُجمل القراءات التحليلية، وبالتالي هو ما نلمسه بوضوح لدى الحكومات الأوربية والإدارة الأميركية، وقد وجدناه جليا في الرسالة الهامة التي بعثها الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الاثنين الماضي للرئيس علي عبدالله صالح وعبّرت بوضوح عن حجم التعاطف الإيجابي للولايات المتحدة الأميركية مع بلادنا، بشكل يبعث على التفاؤل بمستقبل أفضل خاصة وأنها تبنت بقوّة فكرة إنشاء الصندوق الإنمائي لدعم التنمية في اليمن وإخراجه من عنق الزجاجة.
ليس سرا بالطبع القول إن هذا الدعم لن يأتي لسواد عيوننا بل إدراكا لأهمية هذا البلد من جميع النواحي، ومع ذلك فإنه لا ينبغي أن نركن على هذه الأهمية الجيوسياسية فنعتقد أن الأموال ستتدفق علينا بلا شروط، إلا أنه من حسن الحظ أن هذه الشروط تصب جميعها في صالح بناء دولة قوية مستقرة آمنة ومزدهرة في اليمن، وهو طموح ينشده كل اليمنيين ويحلمون به..
ولذلك فإن الذين يشعرون بالقلق من هذا الدّعم ويتصورون أنه قد يؤثر سلبا على السيادة الوطنية يجب أن يدركوا أن قضايا السيادة مسألة ليست محل مساومة لدى قيادتنا الوطنية من ناحية، كما أنها ليست ذات أولوية بالنسبة للدول الداعمة لليمن، لأن هذه الدول في نهاية المطاف تريد أن ترى بلدا مستقرا مزدهرا آمنا وليس بلدا مفككا متناحرا كما هو حال دول أخرى في المنطقة، وهذا يحمّلنا كل المسؤولية في أن نكون بمستوى مبادرة مجموعة أصدقاء اليمن، فالأشقاء والأصدقاء لن يرموا أموالهم بلا حساب، وهذا ما يدعونا في الأخير لإعادة النظر في كثير من أساليبنا الإدارية العقيمة التي أوصلتنا للحال الذي نشكو منه نحن قبل أن يشكو منه الآخرون.