صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
لم يتمالك عوض مبجر أمين عام المجلس المحلي لمديرية صيرة نفسه وهو يتحدث بحديث مؤلم تشابكت فيه الكلمات مع الدموع أمام جموع من المصلين عقب صلاة الجمعة الماضية في أحد مساجد مديرية صيرة واصفاً قادة السلطة المحلية بمحافظة عدن بـ(منزوعي الرحمة والإنسانية).
حديث مبجر جاء بعد أن عجز عن دفع تكاليف علاج زوجته رغم أن الأطباء أمهلوه 48 ساعة لعلاجها في الخارج فقط.. ورغم تردده على كبار قادة السلطة الملحية بالمحافظة لم يتمكن من الحصول على شيء منهم حتى توفيت زوجته بمرض سرطان الدم في الوقت الذي تصرف فيه أموال المحافظة على سفريات ومهرجانات وفعاليات تافهة كان يكفي ربع تكاليفها لعلاج امرأة مصابة بسرطان الدم وعلاج الكثير من الحالات المستعصية المتواجدة في المحافظة.
إذا كان عوض مبجر وهو مسئول في السلطة المحلية وأمين عام المجلس المحلي في صيرة وأحد كوادر حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وبإمكانه الدخول إلى مكتب محافظ المحافظة ونائبه بسهولة قد تعثر في الحصول على أدنى دعم من السلطة المحلية وقيادتها فكيف يكون حال المواطنين البسطاء في هذه المدينة الكادحة والذين يتم الضحك عليهم بتقديم طلباتهم – عند حصول كوارث أو حوادث لهم أو مساعدات عاجلة وطارئة – إلى محافظ المحافظة والذي يوقع على أمر بالصرف يتم رفضه فيما بعد من مكتب المالية بالمحافظة بحجة أن الصرف من هذا الباب يحتاج إلى (قرار) من الهيئة الإدارية في المجلس المحلي بالمحافظة الأمر الذي يستدعي استخراج أمر بعرض هذا الموضوع والذي قد يكون مستعجلاً جداً على اجتماع الهيئة الإدارية في المحافظة وقد تؤجل مناقشة هذا الموضوع من اجتماع إلى آخر وإذا ما صدر القرار من الهيئة الإدارية فإن المعاملة قد تستغرق أكثر من أسبوعين في سبيل (التوقيع) على هذا القرار بين المحافظ ونائبه وقد يحتجز كل منهما القرار في درج مكتبه بحجة أن الآخر لم يوقع على قرار اتخذه هو وطوال هذه الإجراءات وهذه الخلافات بين قادة السلطة المحلية يكون المواطن الغلبان قد انتقل إلى رحمة الله وأصبح في عداد الموتى دافعاً ثمن صراعات الكبار.
وإذا كان الجميع يعرف جيداً أن هناك مخصصات كبيرة جداً تتجاوز مئات الملايين في الباب الرابع لموازنة السلطة المحلية بعدن الذي يعتبر بوابة الفساد المالي في المحافظة مخصصة للشباب والكوارث والحوادث ويجري الصرف منها على رحلات خارجية وداخلية ومهرجانات وفعاليات تافهة يتم فيها بعثرة عشرات الملايين هنا وهناك لشلة محددة لا تتغير ولا تتبدل، فالجميع أيضاً يعرف أن المستفيدين المفترضين من هذه البنود خارج إطار الموضوع.. لا يسمع أنينهم إلا الله عز وجل ويبقى المترفون والفاسدون ينهبون الأموال ويبعثرونها يميناً وشمالاً من دون حسيب أو رقيب.
إذا كان المسئول الحكومي والمحسوب على الحزب الحاكم لم يتمالك نفسه وقال أمام جموع المصلين وأمام عدد من المسئولين في المحافظة وأعضاء في مجلس النواب بأن (الوحدة مع هؤلاء حرام حرام) بنبرة ملؤها الإحساس بالقهر والظلم (رغم أن قيادة محافظة عدن من أبناء المحافظات الجنوبية) فماذا يمكن أن يقول المواطن المسكين الذي لم ييأس بعد من أنه لا خير يرجى من قيادة المحافظة إلا لشلة معروفة يمكن الرجوع إليها من سندات الصرف المتكررة والمستمرة التي أتعبت صرافي البنك المركزي في عدن، وإذا كانت قيادة محافظة عدن لم تحسب حساباً لأمين عام أخطر مديرية في محافظة عدن يسيطر عليها (المشترك) بنفوذ كبير ولا يوجد فيها نائب مؤتمري واحد عن دائرة من دوائرها في البرلمان.. فكيف يكون الحال مع المواطن المسكين في عدن والذي لا يشكل أي أثر أو ثقل في المحافظة؟.
لقد كان عوض مبجر معذوراً في كل الحالات على ما قاله أمام المصلين كونه يعلم جيداً أن قيادة المحافظة كانت قادرة على المساعدة وأنها تصرف أضعاف أضعاف هذه المبالغ على أنشطة وفعاليات لا طائل منها.
إن على كبار قادة السلطة المحلية بالمحافظة أن يدركوا أن خلافاتهم وصراعاتهم تؤثر سلباً على المواطن في هذه المدينة الكادحة والتي أنهكتها الصراعات.. بل قد تؤثر على حياته ومستقبله.. فمعاملات المواطنين أولى بأن تحترم ومعاناتهم أولى بأن يتم السعي إلى تخفيفها.. ولكم نتمنى عليهم إعادة النظر في الصرفيات التي تصرف من ميزانية المحافظة والتي تحرم منها أسر ومواطنون هم في أمس الحاجة إليها.