‏البيضاء التي سودت وجه الحوثي
بقلم/ د. عبده البحش
نشر منذ: 4 سنوات و 7 أشهر
السبت 18 إبريل-نيسان 2020 06:12 م
 

عندما يثار الحديث عن الامجاد والتاريخ والبطولات والثورات والتضحيات في ارض اليمن تقفز محافظة البيضاء الى الصدارة بشكل عفوي لما لها من دور عظيم وتاريخ مجيد في سفر النضال اليمني ضد الامامة السلالية واللعنة الكهنوتية الخبيثة التي لوثت اليمن عبر قرون عديدة منذ ان ذرت الطائفية والسلالية اللعينة بقرنها في ارض اليمن أواخر القرن الثالث الهجري في زمن الدولة العباسية التي انشغل ملوكها بالشهوات والملذات، لتنتشر الأوبئة الطائفية والحركات الباطنية والزندقة على أوسع نطاق.

كانت البيضاء بمثابة البركان الذي يتفجر حمما حمراء تلتهم فلول الامامة وزبانيتها عبر التاريخ، حيث سجل التاريخ النضالي في اليمن ارثا حافلا ومشرفا يفتخر به كل من انتسب الى البيضاء وخصوصا ابطالها الميامين الذين لقنوا الامامة دروسا قاسية في اكثر من ملحمة خلدها التاريخ في انصع صفحاته. لقد كان للبيضاء صولات وجولات في مقارعة الامامة التي ما كانت تلبث ان تتقهقر وتتراجع الى وكرها في صعدة تحت ضربات ابطال البيضاء في اكثر من ملحمة خلدها التاريخ.

اليوم تخوض البيضاء معركة مصيرية ضد الامامة السلالية الطائفية الجارودية اللصوصية وهي معركة من ضمن المعارك الشاملة التي يخوضها اليمنيين ضد الانقلاب الحوثي الامامي الإيراني الحاقد على وطننا ارضا وانسانا وثقافة وحضارة وتاريخا. تخوض البيضاء معركتها الباسلة ضد العصابة الحوثية الامامية الإيرانية برغم الخذلان من الحكومة اليمنية والتحالف العربي، ومع ذلك استطاع اسود البيضاء ان يمرغوا انف الحوثي الإيراني في الوحل ويجعلوا من ارضهم مقبرة لجحافل الحوثي في معظم مديريات المحافظة.

لقد عجز الحوثي ان يطأ بقدمه مطارح قبيلة قيفة العنيدة وخسر معظم مقاتليه على تخوم القبيلة دون ان يتمكن من تحقيق أي نصر يذكر سوى الهزيمة والعار. لقد شاهد الجميع كيف استعان الحوثي بأسياده الامريكان الذين سارعوا في إنقاذه بغارات جوية مكثفة بطائرات الدرونز الموجهة، وهي التي مكنت عميل ايران من التوغل في بلاد قيفة، ومع ذلك فان القبيلة لم ولن تستسلم للحوثي الإيراني طال الزمان ام قصر. كل قبائل البيضاء الابية تأبي ان يدنس الحوثي ارضها او يهتك عرضها، وها هي اليوم تقاتل في قانية والصومعة ونعمان وذي ناعم وقيفة والسوادية وال حميقان والملاجم والزاهر وغيرها من مديريات البيضاء الابية، وبهذه السمفونية القتالية البطولية التي تعزف لحن ايقاعاتها مدافع وبنادق ورشاشات وقذائف رجال البيضاء يلوح في الأفق شعاع النصر على العصابة الحوثية وتتحقق المقولة التاريخية التي ستكتب كعنوان بارز في اغلفة الكتب والمجلات لتصبح انشودة وطنية ترددها الأجيال وهي "البيضاء التي سودت وجه الحوثي".