أرفعوا معاولكم عن سفينتنا!
بقلم/ سلطان الذيب
نشر منذ: 11 سنة و شهر و يومين
الأحد 13 أكتوبر-تشرين الأول 2013 04:47 م

يمر عالمنا العربي بكثير من الاضطرابات وخاصة تلك بلدان الربيع العربي، فلقد استطاع كهنة النظام السابق ودولته العميقة بالاشتراك مع قوى خارجية لا تريد أن ترى ثمرات الربيع في تلك البلدان سعت كلها مجتمعة لتقويض الربيع وإفراغه من محتواه.

وسأتحدث هُنا عن اليمن إذا أن لنا تجربة مختلفة تماماً عن بقية دول الربيع العربي، وحتى ثورتنا المضادة تختلف بعض الشيء عنهم فهي هجين بين بقية فلول النظام وبعض عسكره ومليشيات مسلحة حوثية وأخرى حراكية انفصالية بزعامة البيض، وما نراه من تناغم عجيب في المواقف بين هذا الثلاثي هذه الأيام رغم ما كانوا يدعونه من اختلاف وحنق على بعضهم، إذا أن حالهم كما قال الباري في كتابه :(وتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) لهو ما يدعوا للريبة والخوف على الوطن من التنسيق المستمر لمثلث الشر هذا لصناعة المشكلات والعوائق وهذا المثلث الذي يتكون من هذه القوى التي ذكرناها أنفاً رغم أن مشاربهم شتى وغايتهم مختلفة ولكنهم مجتمعين على أهداف مرحلية أهمها إضعاف الدولة اليمنية أكثر فأكثر وخرق سفينة الوطن لتغرق والأستقواء ببعضهم وليتسنى لكل قوة منهما الاستفراد ببعض الواحها ليكون بها سفينته الخاصة ..

ما رأيناه مؤخراً في مؤتمر الحوار وفي قاعة الحوار من اتحاد موقف الحوثي والحراكيين واتحاد تام في الموقف وبالتأكيد من ورآهما مخلوع اليمن ما هو إلا ثمرة وجزء يسير مما يجري في الخفاء من تنسيق وتعاون بينهم واتحاد معاولهم في الفتك بهذا الوطن، وبطريقة المثل الشعبي القائل : " أمسك لي وأنا اقطع لك " وقد صدر مؤخرا بيان أتفاق مشترك بين الحوثيين والحراك الجنوبي على توحيد المواقف في مؤتمر الحوار وقع عليه كلاً من صالح هبرة محمد علي احمد ممثل انصار الله ممثل الحراك الجنوبي.

إنهم يخافون من حل يتفق عليه اليمنيين يفضي إلى توحد الرؤى في ما من شأنه قيام دولة قوية موحدة ، يريدون تقطيع أوصال اليمن ليحضى كل منهما بقطعة من الترتة له ولجماعته وعائلته.

من جهة أخرى لم يعد الأمر خافياً أو سراً في التنسيق بين العائلتين عائلة صالح ومرتزقتها وعائلة الحوثي وزنابيلها ، ولم يعد خافياً أمر تسليح صالح للحوثيين وتدريبهم من قبل ضباط الحرس والحرس الخاص ولا تسليمهم مراكز قيادية لبعض الوحدات والأماكن لأشخاص ينتمون للحركة وإن كانوا بالبزة العسكرية.. حتى وصل الأمر إلى أن نرى في عناوين الأخبار بأن صالح يتبرأ من محاربة "الحوثيين" وأنه يتواصل مع زعيمهم بل ويلتقي به في مزرعة له في حجة.

ولم يعد سراً أيضاً إرسال ميليشيات انفصالية تتبع علي سالم لأفراد منها للتدريب في صعدة، وكذلك دعمهم بما يلزم من سلاح وغيره، جاء ذلك ثمرة التقاء و اتفاق بين قيادة الطرفين تم في في لبنان، أو حتى بين بعثاتهم في طهران الأم الكبرى للجميع.

إن مشكلتنا في اليمن وبكل صراحة تكمن في أصحاب المشاريع الخاصة عائلية فاشية وحزبية ضيقة ومناطقية نتنة وشخصية مقيتة وبأنانية غير مسبوقة ..

ليس عيباً أن يسعى فصيل ما للحكم والاستحواذ بأي مجلس شعبي أو إداري أو غير ذلكن ولكن ليكن الوصول بالطرق المشروعة وعن طريق إرادة الشعب، ولا سبيل لذلك سوى انتخابات حرة ونزيهة ، لكن أن يحاول البعض أن يصل الى ذلك من خلال التخريب واستخدام القوة وغير ذلك من الوسائل الغير مشروعة أو اللجؤ في عدم الاستطاعة لتحقيق الأهداف تلك بالخراب وزعزعة أمن الوطن واستقراره وعقائده واستغلال فقر وجهل الناس بأبشع الصور وليخرب المعبد علي وعلى أعدائي ، عند ذلك لا يمكن بحال من الأحوال أن نقول بأن تلك القوى قوى وطنية وسلمية بل يُعد من يمارس هكذا في عداد جماعات عصابات قطاع الطرق والمافيا ، وتكون الوطنية هُنا معدومة والولاء فقط للجماعة أو العصابة وبغرض نفعي مصلحي آني ..حينها يجب الوقوف ضدها وبكل حزم من قبل أجهزة الدولة وبتكاتف شعبي .

إن سفينتنا تبحر في بحر عميق كل يوم تعلو أمواجهة لتهز أشرعة السفينة فلنكن عون للشرفاء في هذا الوطن ولقيادته ..ونتفهم المواقف الأخيرة للرئيس هادي ونشكره على ذلك ويجب أن ندعمه ونقف بجانبه ،وإن كنا نأمل منه أكثر من ذلك ولكنه يبدو وكأنه يمشي بحقل من الألغام التي زرعتها قوى الشر وعبثت بمقدرات البلاد لعقود من الزمن 

ما نأمله ونرجوه ونسعى له كشعب أفراد وهيئات هو قيام دولة قوية تديرها حكومة منتخبة وبإرادة شعبية حرة، هي من ستقضي على هذه النتوءات والطحالب التي لن تعيق بفضل الله مسيرة وطن عريق كاليمن وإن أخرته قليلاً إذ أن اليمنيين أضحوا أكثر وعياً بأهداف وخطط أصحاب تلك المشاريع الصغيرة.

وأخيراً: رسالة لمثلث الشر، عودوا إلى رشدكم وارفعوا معاول التخريب عن سفينة الوطن، فالوطن أكبر منكم ومن مصالحكم الضيقة، دعوا الظلم والقتل والتخريب جانبا أعملوا بمعاير المصلحة العامة، الوطن ليس حكراً عليكم بل تذكروا بان لكم أحفاد غدا يجب أن يجدوا وطن آمن ومستقر.

أختم مقالتي بالدعاء الى الله العلي القدير ان يكلل جهود كل مخلص في هذا البلد بالنجاح وأن يصيب بالشلل كل يد تريد النيل من وطننا ، وأن يحفظ اليمن وأهلة من كل سوء ومكروه إنه قريب مجيب الدعاء .. وكل عام والوطن والمواطن بخير ونماء.