عيون عربية على المشهد المصري
بقلم/ فؤاد محمد السايس
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 6 أيام
السبت 09 يونيو-حزيران 2012 07:50 م

﴿1﴾ 25 يناير تأتي ب 25 مؤبد:-

يقول المثل اليمني ما بايفيد الندم مدام شرعك حكم...... جاء القاضي احمد رفعت ليقول كلمته المتأنية المتأخرة بعد أن تأجل النطق بالحكم لأكثر من 48 جلسة فقد جاء القدر الحتمي صباح ال2 من يونيو لتعقد الجلسة 49 ويأتي النطق بالحكم المخفف ب 25 سنة مؤبد، أو هكذا قال.

أمنت الثورة المصرية محاكمة مدنية لحسني مبارك لم يكن يوفرها لخصومه، كانت محاكمة الإسلاميين تتم بواسطة المحاكم العسكرية، ذات الطابع الحكم النافذ، إذ لم تتوفر للمحكومين أية فرصة استئناف الأحكام، بل كانت الإعدامات تتم فجرا داخل السجون دون رحمة، أو شفقة.

عرض المدعي العام أكثر من 60 ألف وثيقة إدانة ومستند دال على ارتكاب الجرم من قبل مبارك، والعدلي، وزبانيته، لم يأخذ بها القاضي، لعدم كفايتها، \"مما يدل على نزاهة الحكم الصادر بحق النظام\" ومع ذلك كانت الإدانة واقع الأمر، فجاء الحكم باين لا يمكن إنكاره. حكم مدي الحياة، هكذا قالها ونطق بها القاضي المستشار أحمد رفعت، هذا بيان حكمنا!!!!

﴿2﴾ ردود فعل الشعب المصري:-

ولكن ماذا قال الشعب؟ قال العجب!

ما هذا الذي كنا نتوقع أو ننتظر، وان كان يفي بالمطلوب، ولكن!

هل هذا الحكم سيغير المعادلة السياسية، والجولة الثانية والأخيرة في الانتخابات الرئاسية يكاد يقترب موعدها.

﴿3﴾عودة نظام حسني من عدمه:-

هل يعود أم لا يعود، بين الجزم والحزم تساؤلات عديدة تكتنفها الانتخابات المصرية، فالمواطن المصري حزم أمره وأقدم على أول خطوة جريئة وقوية من نوعها في الحياة السياسية نتيجة التحولات الكبيرة التي أحدثتها ثورة 25 يناير المجيدة.

ذلك إن الشعب المؤمن بعروبة مصر ودورها القومي الريادي أبي إلا أن يسجل نقاط رئيسية تحسب له، وللثورة المقدسة التي أكدت من أن الشعب المصري سيظل قويا بإيمانه بعروبة مصر ودورها المؤيد والمساند للقضايا العربية ومنها قضية فلسطين.

وتأكد لنا ذلك من خلال قرار الثورة المصرية المجيدة بوقف ضخ الغاز المصري للكيان الصهيوني، الذي كان النظام البائد يدعم اقتصاده ويقوي شوكته ضد أهلنا في فلسطين، فيما يغلق المنافذ المؤدية لقطاع غزة، ويحرم الشعب هناك من الدواء والغذاء،ويفرض عليهم جبروته وطغيانه الغير مسبوقة، هذا من ناحية ومن ناحية أخري الالتفات الكبير للقضايا العربية من قبل النخب السياسية في مصر وعلى وجه التحديد التيار الإسلامي الذي يعول عليه لعب دور رئيسي في بلورة الخارطة السياسية المصرية باتجاه التنسيق مع الجهات العربية ذات الصلة، وتقديم مصلحة الأمة العربية على غيرها، بما فيها التوقف عن تقديم المصلحة الصهيونية على حساب مصالح الشعب والأمة.

﴿4﴾الآمال معقودة في رفع معاناة الشعب وانتشاله من أزماته:-

الآمال معقودة باتجاه رفع معاناة الشعب المصري العادي، وانتشاله من الفقر والعوز والتهميش إلي تفعيل دوره باتجاه الإنماء والتعمير.

الأمر الذي يضع مصر على درجة كبيرة من التقدم والنهضة والرخاء، مما ينعكس ذلك إيجابا باتجاه قيامها بدور طليعي، وتحسسها للحال العربي المنتكس نتيجة سياسات العهد البائد الذي عطل العمل العربي، وجمد كل المجهودات في التكامل الاقتصادي، والاتحاد السياسي والتضامن الفعلي.

﴿5﴾واقعية التغيير دامغة لا لبس فيها:-

أيا كانت النتائج فقد انتقل الشعب المصري نقلة نوعية صوب التغيير، ورسم خارطة سياسية جديدة على ارض الواقع، تصان فيها كرامة الإنسان وتعلي حقوقه، وتنجز مصالحه، وتعطل آلة القمع والعنجهية والعدوان التي كان يمارسها في حق الشعب، من اجل بقاءه ووجدانه.

طمس مفاصل مستقبل الشعب، وجعل حياته مبهمة دونما اكتراث من هذا أو حسبان من ذاك، وكان مصر أضحت عزبة لهم، يفعلون ما تشتهي بها أنفسهم، يتصرفون في مصير شعبها الأبي البالغ 82 مليون فرد كيفما يريدون .

﴿6﴾هل يعود النظام بلباس جديد؟

هل سيعود النظام بلباس جديد؟ الفريق أحمد شفيق المرشح لأداء بطولة مسرحية عودة النظام ورموزه واذرعه الصلبة المتينة، وميكنته الإعلامية المغالطة للحقائق، ودبلوماسيه المرتهنين لإرادة الأخر، وأدائهم الهزيل، المسخر حماية مصالح الكيان الصهيوني المتغطرس، المضطهد لشعبه، يمارس عنجهيته المعهودة بإتقان، والتعالي الغير مبرر، وسواد الاستبداد الممنهج، الكابح لمشروع التحرر من الاستبداد والتبعية.

﴿7﴾عودة زبانية وشللية رموز حسني تعني انكسار الثورة وتعطل مسيرتها:-

عودة زبانية وشللية رموز حسني تعني الكثير للشعب المصري والعربي وتحديدا الفلسطيني المحاصر في غزة، المؤمن بالله، الحالم بالدولة، المؤمل تطبيق شريعة الله.

هل عودة حسني مرة أخري أكيدة؟ وان كانت كذلك فان لعودته عناوين عديدة، ومنها ممارسة نهج حكم الشعب بذات المنهجية السابقة.

﴿8﴾المرحلة القادمة تحمل بسمة التجديد:-

نحن على موعد مع مرحلة جديدة، تتاح للتيار الإسلامي \" نبض الشارع وقلبه الخافق\" فرصة الحكم بمنهجية وعقيدة جديدة، لنري دولة جديدة، على شريعة الله تؤدي وتنجز أعمالها، بشفافية مطلقة، وأمانة متناهية، ونزاهة كاملة، مع كفالة حق المواطنة السليمة والصحيحة للآخرين \"الأقباط\" والتعايش سواسية دون انتقاص كما تقتضيه الشرائع ويعلي شأنه القانون، وأداء الواجبات.

نتمنى ذلك، نتمنى رؤية دولة نموذجية حديثة، يسود الأمن والأمان والاستقرار ربوعها، والتنمية تأخذه طريقها دون عوائق أو عراقيل، تحد من البطالة، وتؤمن لقمة عيش المواطن العادي، تطبق المعايير والقيم الإنسانية، تحترم كرامة المواطن، تعلي نهضة الوطن، تترجم الأماني والآمال إلي حقائق دامغة لا يمكن الطعن في شرعيتها وواقعيتها.

﴿9﴾قاعدة انطلاقة ثورة 25 يناير تتأسس من مباديء ثورة 23 يوليو ضد الاستبداد والطغيان:-

بما إن القاعدة الثورية دوما تذكرنا بأن نهاية الظالم لا تنتهي عند تجرع آلام الظلم وطغيان الاستبداد، بل تبدأ بثورة الشعب كل الشعب، تشمل كل فئاته ومشاربه وأطيافه.

فقد كان ذلك وارد في 25 يناير حيث ثار الشعب وثئر على حكم الأمر الأوحد الباطش المستبد.

وجاءت الثورة من رحم ثورة 23 يوليو المجيدة، حيث كفاح عبدالناصر ورفضه للذل الذي رآه بأم عينيه، ولامسه عن قرب في فلسطين، وتجرع ألام خسارة الجيش المصري لمعركة كان جدير أن يحقق فيها نصرا مبين.

إذ الفاروق وفساده المستشري الذي بلغ مداه بأن استورد سلاحا فاسدا، أفقد الجيش المصري قدرته على تحقيق الانتصار المؤزر.

فقد كان لزاما أن تقوم ثورة نظيفة تمحي أثار الهزيمة، تحقق للأمة مبتغياتها من عزة وكرامة ونهضة وبناء، وها هي ثورة 25 يناير تخرج من رحم ثورة 23 يوليو تجسد ذات الملحمة، تحقق واقعا جديدا على كل الأصعدة، الإصلاح السياسي يبدأ ليأخذ مكانه الطبيعي، تليه وتتبعه إصلاحات مالية واقتصادية وتربوية، يشيد العمران المبتغي ويستتب الأمن والأمان بعيدا عن منهجية الأمن المتسلط.

﴿10﴾اجتثاث الفساد ورموزه المؤثرة:-

القرارات الفردية النابعة من الفساد والإفساد من حسني المخلوع وزمرته وزبانيته من العدلي ووالي وغالي وعبيد- هذا يقتل، وذاك يبيع تحت مظلة الإصلاح المالي والاقتصادي يخصخص المؤسسات الناجحة، وتصريفها بثمن بخس.

يبدد ثروة قومية تم تشييد بنيانها بجهود جبارة بذلها الشعب، ودفع قيمتها من عرق جبينه لتكون رافدا ودافعا وتأسيسا لبنيان تجني ثماره الأجيال الصاعدة قاطبة.

﴿11﴾تحقيق العدالة الاجتماعية وتجذير ثقافة المواطنة المتساوية:-

ذلك إن الثورة جاءت مجددة ومحدثة تغيير سلوكيات البعض من الذين ارتأوا من أن مصر عزبة أجدادهم،عبثوا بالمال الوفير، والثروة الهائلة، وأهدروا كرامة الإنسان العالية، رهنوا الإرادة الصلبة، أساءوا الإدارة واصرفوا في الفساد بشكل جائر.

حاءات الثورة على أكتاف الشباب، وأجساد الشهداء، وأمال الأمهات، وابتهالات المشايخ، وأماني الأطفال الواعدة، جاءت بدافعية قوي الشعب المؤثرة، لكي تتغلب على الجراح العميق، وتعيد التوازن واللحمة في صفوف المجتمع.

جاءت لتؤمن الوحدة الوطنية بين الشعب الواحد، إذ لا فرق بين قبطي أو سلفي أو مسلم معتدل، ليبرالي أو يساري أو مستقل براغماتي.

فالكل في نظر القانون مواطنون متساوين لهم حقوق وعليهم واجبات يؤدونها، إذ لا يفرق بينهم جنس أو لون أو ديانة.ابن الصعيد والنوبة يتساوي مع شقيقه القاطن في دمياط والإسكندرية والقاهرة، وقس على ذلك.

وللتذكير فإن ثورة 23 يوليو المجدية شارك في تأجيجها كل الطيف واللون المصري من كاتب وحامل قلم صحفي، وجندي مقاتل، وطبيب جراح، وأستاذ معلم، وإمام مصلي، وباحث أكاديمي، وفلاح مزارع، وحارس عامل.

﴿12﴾الدكتور المهندس محمد مرسي وتطلعات الشعب:-

تتمنى شريحة كبيرة من الشعب في ظل ما أفرزته الجولة الأولي من نتائج - فوز محمد مرسي ابواسماعيل- الأستاذ بكلية الهندسة، رئيسا عادلا يقود مصر وفق البرنامج المعد من قبل فريقه الإداري والانتخابي النخبوي ما يحقق طموح الشعب المصري، وحبذا أن يشتمل مجلسه الدكتور الطبيب ابوالفتوح الرجل المتنور والأستاذ الثائر الناصري حمدين صباحي الرجل الأمين، حتى تأتي نتاج أللحمه بثمرة ناضجة تمحق الظلم وتمحي سنوات الحرمان .

﴿13﴾اشاعة العدل والمساواة والسلم الاجتماعي:-

وان يطغي السلم الاجتماعي، والعدالة، والمساواة، وان تشاع الحريات، وتعمم المفاهيم الصحيحة للحكم الرشيد، وتصحيح الأخطاء وتعديل المفاهيم المغلوطة السائدة، البائدة الزائلة مع زوال حاكمها المستبد، الذي جاع الشعب في عهده المشئوم، ونكل بالشباب في وقت شاعت نسائم الحريات العالم، وهدم البنيان الاجتماعي وعهدت الشعوب الوئام، واوجد جرحا لا يندمل، وشرخا في جدار مصالح الأمة لا يترمم، فكان عاقبة كل ذلك الخسران، وايما خسران انه الخسران المبين.

﴿14﴾مصر ومحيطها العالم العربي:-

نريد رئيسا قويا في مصر العروبة، في قامة إبراهيم باشا – وأحمد عرابي – وجمال عبدالناصر- يحقق عودة مصر إلي رونقها الجميل، وقيادتها للعمل العربي، وتصحيح مساره، وإصلاح اعوجاجه وتغيير سلوك إدارة الأزمات، وهيكلة بنيانه، وإعادة بناء مؤسسات الجامعة العربية الهزيل الذي لا يكاد يبين.

هرمت الجامعة نتيجة اعوجاج خط سيرها، وتأرجحه قراراتها بين اليسار واليمين، وخضوعه للضغوط الواهية الماهية، وانكساره أمام هبوب والرياح العاتية، لم تعد الجامعة جامعة لشمل الأمة المتناثرة.

﴿15﴾أمة واحدة ذات رسالة خالدة:-

امة عظيمة مقامها كبير، تسير اليوم في ركب تطبيق الأجندات الموضوعة من قبل الأجنبي. نريد جامعة عربية قوية متماسكة، تبني ولا تهدم، تعيد الحق لأصحابه، قراراتها نابعة من أروقة مجالسها، أمينها العام جاد حكيم، أمين في أداء مهامه، مؤمن بعروبة رسالته، متيقن من مشروعية حقوق الأمة المنضوية تحت مظلة جامعته.

مثابر يعلي الحق وان كان على حساب مصالح أنية لا تخدم قضايا الأوطان، فلسطين ساكنة في وجدانه، أمنة في عنقه، مؤازرة شعبها مسئولية تقع على عاتقه، يباشر ليحقق مصلحة الأمة في الرقي والتقدم.

الانعتاق والتحرر من قبضة بني صهيون في طليعة أولوياته، يناصر قضايا الأمة ويتيقن بالمجد إذ لا يتأتي بإتباع نهج وإملاءات غبار الاستعمار، ورياح الرأسمالية العفنة، وتسلط الجبابرة الأكاسرة، وجبروت بني صهيون ومكرهم وحقدهم ومكائدهم التي لا نهاية لها.

﴿16﴾توهان الدائرة المحيطة بعالم مصر:-

تاه العراق خارج خارطة بين النهرين، ذهبت رياح ليبيا أدراجها، تمزقت وحدة السودان إلي أشلاء إربا اربأ، تشتت قوة سوريا بين ماضي كان براقا لامعا ينشد الأمن والتنمية وتحرير الأرض، ماضي يمانع الانزلاق في أتون مستنقع ووحل وطين طامر، ماضي يقاوم العدوان والتعدي والتقسيم والتشرذم، وبين مستقبل قاتم لا نعلم افقه ومداه، وفلسطين معلقة حتى تفيق الأمة من ثبات نومها العميق. فهل هناك بيان أكثر مما هو بائنا.

﴿17﴾الأمل معقود والنصر موعود:-

الحقيقة الساطعة مرة مرارة العلقم في الزور، لا يمكن ابتلاعها، والأمل في مسيرة الأمة المصرية لتعطي ثمار ثورتها المباركة أمتها العربية قاطبة.

الدائرة تتوسع ولا تضيق، وان كنا اليوم نتباكى على مجد العراق تناثر، وعبق رياحين فلسطين أخفي وغيب، اتساع رقعة خارطة القارة السودانية تأرجح، وتاريخ ليبيا التحرري قاهر الاستعمار الأبدي تبدد، وثقافة تونس توارت، وعروبة سوريا طعنت، وقيادة مصر الأبية طمست، فقد تأتي صحائف الغد لتغذي الآلام، والحسرة، والبكاء، والندم على ما تبقي من الوطن الكبير وقد تهاوي.

﴿18﴾عودة مصر مطلب جماهيري:-

عودة مصر القوية الأبية الشامخة القائدة أضحي مطلب جماهيري عربي عريض، لا يتوقف عند الرجاء والأمل والابتهال فحسب، بل يتدفق حنين ويتطلع إلي مستقبل باهر وزاهر ملؤه الجفن، وحدقات الأعين الحالمة الواعدة، والموعودة بالنصر المبين.

﴿19﴾فك قيود ارتهان مصر من ايادي المتنفذين:-

لقد رهنوا حقوق مصر ومصيرها، وتركوا شأنها عرضة لستيفني ليفني، وليهودا باراك، وليفي، وبنيامين نتنياهو، وبنيامين بن اليعازر الذي أدرك أخيرا وصرح بأن مصر غير التي كانت في عهد المخلوع حسني، ولن تكون كذلك أبدا.

﴿20﴾الكيان الصهيوني يعرض اللجؤ لحسني:-

المعروف إن حسني كان له أخر اتصال مع بن اليعازر الذي رحب به وعرض عليه اللجؤ إلي الكيان باعتباره صديق قدم لهم ما لم يقدمه أخر غير سلفه الذي زار القدس تكرما ومحبة فيهم، وقدم لهم على طبق من ذهب حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وحيد دور مصر القيادي والريادي والممانع والمناطح والمقارع ورأس حربة الكفاح العربي وخنجره في خاصرة أي عدوا.

حيد دور مصر وجعلها حصان طروادة ترعي الحق الصهيوني المشكوك فيه، وتتناسى الحق العربي الفلسطيني، تعادي هذا الجانب من اجل مصلحة ذاك الكيان.

﴿21﴾حسني عطل حق الشعب المصري في التضامن وتحرير الارض:-

تغيب دور المواطن وحقه في رفع الشعار والتضامن مع الحق العربي مقابل رضي سفير الكيان، تمنع التظاهر والتأييد والمؤازرة للقضايا العربية خشية إغضاب الساسة الصهيانية.

﴿22﴾النظام البائد يحرم الشعب من حق التمتع بثروته الوطنية:-

هكذا كان دور حسني مبارك الذي باع الغاز المصري بأقل الأسعار دون أن يقبض ثمن ذلك القليل، مقابل حرمان الشعب المصري من حصوله على دبة غاز وإن بلغ ارتفاع سعرها مبلغه، حد تجاوز الخمسين جنيه.

هكذا كان حسني الأمر الناهي المتحكم بمصير الأمة، فيما الناس تعيش في العشوائيات كان هو وشلته وزمرته تفرش لهم الورود في شرم الشيخ حيث الريفيرا ومارينا والمنتزه والراحة الأبدية، جاءوا بالجنة حيث هم ماكثون يمرحون ويرتعون في ارض الجولف والمتعة، وتركوا الشعب يعيش في جحيم العشوائيات دون ماء نظيف أو صرف صحي حديث، أو سكن يتناسب مع أدمية الإنسان، أو غذاء متكامل، بل بالكاد يقي بائس الجوع، لتمتد الأيام النحسات المتبقية من العمر التعيس المديد.

﴿23﴾لماذا كل هذا الاهتمام بما يجري في مصر دون غيرها من البلدان؟

فلربما احدهم يتساءل لماذا كل هذا الاهتمام بما يجري في مصر دون غيرها من البلدان؟

لان عصب الحياة في العالم هكذا يبدوا لي ولكثير من المفكرين، يأتي من نبض الشارع المصري الحر دوما.

وبالتالي ما يطرأ من الأمر هنالك يؤثر سلبا أو إيجابا على المنطقة العربية.

فثورة 23 يوليو1952م كان لها الأثر الكبير إذكاء ثقافة التحرر في عالمنا العربي، ولم تهدأ الشعلة اشتعالا إلا باستقلال دول الخليج العربي من نير وتسلط الاستعمار البريطاني، بعد تحرير اليمن وجلاء القوات البريطانية من عدن عام 1967م، وهكذا أفل سطوع نجم الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عن سماءها الشمس.

﴿24﴾العالم العربي يجل دور مصر الريادي الداعم لمساعي التحرر:-

لذلك، نقول إن العالم العربي يمر ألان بتجربة فريدة من نوعها، التغير يحدث في مصر وبلدان أخري، فيما السودان يمر بمخاض عسير لا يمكن وصفه إلا بأنه خطير، فبعد أن تم تقسيمه شمالا وجنوبا، يتم التأمر عليه ألان لتغز يمه إلي دويلات عديدة،.والتأمر على سوريا يمضي على قدم وساق، هكذا بدون هوادة ولا رحمة، والكيان الصهيوني يتمتع بالحماية المطلقة من قبل قوي الاستكبار العالمي والغرب عموما، فيما القضية الفلسطينية تترنح بين تجاذبات القوي السياسية حماس ومنظمة التحرير، ولم يتبقي لحماس بعد أن نأت بنفسها من الأحداث الجارية في سوريا، إلا الإخوة في القيادة المتبلورة في مصر لعلهم يدعمون موقفها في الثبات على عدم الانزلاق في المشروع الاستسلامي الذي فقد مصداقيته ويتوهم الأخ عباس إن معطياته لازالت قائمة.

لذلك نتأمل أن تمضي مسيرة التغير في مصر بسلام، وتتحد قوي اليمين واليسار في مسار واحد، في سبيل خلق مناخ سياسي سليم، وواقع جديد يتيح إحداث تحولات دراماتيكية باتجاه تفعيل العمل العربي والاتحاد.

﴿25﴾توظيف دور المفكرين واصحاب القلم في تحقيق اهداف الثورة ومصالح الامة المصرية قاطبة:-

دور المفكرين ورعاة القلم دوما كان مؤثرا ومنتجا ومؤسسا للحق، ودافعا لاحقاق العدل في المجتمعات، وقد تمثلت لدينا العديد من القضايا التي تهم الوطن والمواطن، استطاع أهل الفكر من النخبة ورعاة القلم ان يفعلوا الأحداث وترجمتها إلي واقع، وتوظيف ذلك لخنق واقعا جديدا وتغييرا شامل.

ورأينا كيف الصحفي محمد حسنين هيكل استطاع أن يبوب صفحات تاريخ مصر الثورة، وان يكون أكثر قربا من الزعيم الخالد جمال عبدالناصر- يحرك نبض الشارع ويتحسس لآلامهم ويتعايش مع همومهم ويلبي مطالبهم، ويشرع احتياجاتهم ويجعلها حق من حقوقهم الأساسية لا ينتقص من قيمتها، ولا تمس أو تهدر مكتسباتهم.

ولعلنا نرجع إلي ما قام به هذا الكاتب الكبير من دور هام وحيوي في خدمة القضية الفلسطينية، عندما نصح الرئيس والزعيم جمال عبدالناصر اصطحاب المناضل الجسور الشهيد ياسر عرفات إلي موسكو حيث القوة والندية لجبروت الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني بلا حدود.

فكان أن اخذ الزعيم جمال عبدالناصر بنصيحة الكاتب والمفكر هيكل واصطحب معه في رحلته إلي موسكو المناضل ياسر عرفات ضمن الوفد المرافق وتقديمه للزعامة السوفيتية في حينه، وكما يتذكر الأستاذ فؤاد مطر في مقالته التي كان لي حظ الاحتفاظ بنسخه منها ضمن أرشيفي الخاص بفلسطين الغالية، يقول الكاتب فؤاد مطر \" فلسطين الثانية في ضيافة الكرملين الرابع\" .... استضاف الكرملين عام 1968م ياسر عرفات الذي كان من ضمن أعضاء الوفد الذين اصطحبهم الرئيس جمال عبدالناصر في زيارته إلي موسكو، بناء علي اقتراح من الكاتب والصحافي الأستاذ محمد حسنين هيكل، ويومها قدم الرئيس المصري لزعماء الكرملين (بريجنيف وكوسيغن وبودغورني) الشخص الذي سمعوا انه بدا من خلال تنظيم ثوري يحمل اسم ((فتح)) النضال لاستعادة الحق الفلسطيني من إسرائيل،\" .

﴿26﴾هيكل يسطر ملحمة وطنية بتزكية ابوعمار قائدا للثورة الفلسطينية:-

وبذلك يسطر الأستاذ هيكل ملحمة وطنية يستحق لها الشكر والثناء والاحترام كونه كان ناصحا أمينا، حقق من خلال خطوته هذه قفزة نوعية للنضال الفلسطيني، بتزكية احد اكبر الرموز الوطنية الفلسطينية إخلاصا والتصاقا بالقضية، أن يكون ضمن الوفد المرافق للزعيم الخالد عبدالناصر والتأثير على قوي دولية كانت ندا قويا وشرسا للمعسكر الغربي، دعمت المشروع العربي التحرري، وأمدت الدول العربية بالأسلحة التي كان لهذا السلاح شرف تحقيق الانتصار، وهزيمة العقيدة العسكرية للمعسكر الغربي التي تمتلك الدولة العبرية السلاح والعتاد المصنع طرفهم، ليس هذا فحسب بل إن السد العالي تم تمويله وتشييده بدعم وقرار سوفيتي بحت، ولا زال المشروع قائما متحديا الأزلام وصفوف الأعداء، يؤمن لمصر المناعة ويمدها باحتياجاتها من الطاقة بأقل التكاليف.

﴿27﴾كلهم في ركب قافلة فداء الوطن:-

الصحفي الناجح حامل الفكر والقلم، والكاتب والقاص والعالم ورجل الدولة ورجل الدين وهكذا كلهم كانوا أصحاب مشروع كبير لبناء مصر، شاركوا بجهدهم وأحاسيسهم وعرقهم فنالوا شرف المشاركة والبناء والتحديث.

وكان لهم حق استثمار منجزات ما تم تشييده في عهد الثورة المباركة، وكان لهم سبق الريادة وكانت لمصر قدرة التأثير على كل الأحداث الإقليمية والمحيط العالمي، والدليل انه تم إنشاء بمبادرة أو مساهمة مصرية \"منظمة الوحدة الإفريقية – ومنظمة المؤتمر الإسلامي – ومؤتمر دول عدم الانحياز في عهد عبدالناصر الزاهر\".

﴿28﴾القيادة هنا ليست زعامة على غرطاس من ورق:-

فالقيادة هنا ليست زعامة على غرطاس من ورق، ولكن مسئولية عظيمة يتبوؤها الكبار ممن يصنعون التحول في حياة الشعوب، بناءا وأعمار وتشييد وإقامة مشاريع إستراتيجية تغيير من معالم خارطة الأرض وتجعل منها واحة مشرقة.

فكان عبدالناصر الزعيم والقائد استطاع خلال فترة وجيزة آن يغير ملامح مصر، ويجعل منها دولة قوية قيادية، ومحورية يعتز بها المواطن العربي، ويهابها العالم الغربي وكذا العدو الصهيوني.

﴿29﴾جمال حمدان وشخصية مصر:-

فعليك يا سيدي القاري أن تقرأ كتاب الدكتور جمال حمدان – الفيلسوف والكاتب الكبير. لتري وتتلمس عن قرب وتطلع عن دور مصر الطليعي والمحوري. ابي هذا الرجل ان يخرج من بيته ومكث فيها محتجبا عن الناس عقدين من الزمن، الف كتب وكانت شخصية مصر هي الدرة في ذلك التاج، على راس كل الشرفاء الاحرار من محبي مصر وتاريخها ومجدها التليد.

﴿30﴾ الفليسوف الكبير المنظر الدكتور عبدالوهاب المعارض لكامب ديفيد يعري زيف ادعاءات بني صهيون:-

وعليك أيضا قراءة كتاب الدكتور عبدالوهاب الانصاري لتتلمس كيف عبث الصهاينة بمقدرات الأمة ودورهم التخريبي واثر أعمالهم السيئة والعدوانية وانعكاساتها السلبية على حضارتنا وتاريخنا المعاصر.

والدكتور عبدالوهاب الأنصاري يعد من المع كبار الكتاب الذين تخصصوا في إيضاح السيرة الذاتية للفكر الصهيوني ونشاءه الدولة العبرية،ونسج مخططاتها الهادفة الي الاستيلاء وتهويد فلسطين.

ويتمتع الدكتور بوجاهة واحترام كبير في الوسط الفكري والعلمي، وهو بالتأكيد ذو توجهات إسلامية ورجل مؤمن، و كان في طليعة مناهضي سياسات النظام البائد ومقاوم شرس لنظام حسني مبارك بالمشاركة مع جورج إسحاق القيادي في حركة كفاية المصرية التي أطاحت بفضل مجهوداتها ورفضها للواقع، وتحريضها للنخب المصرية الاخري ومؤسسات المجتمع المدني مثل حركة 6 ابريل والقضاة وفي طليعتهم القاضي البسطويسي والصحفيين ومنهم الأستاذ الكبيرة إبراهيم عيسي، ومصطفي بكري وهويدا طه ووائل الأبرشي، والمحامين وفيهم المفكر الإسلامي الكبير رجائي عطيه، والأستاذ القدير سامح عاشور – رئيس المجلس الاستشاري والقيادي الناصري.

﴿31﴾محو دور الاستعلاء الصهيوني واستلاب القرار السيادي المصري بعد ثورة 25 يناير المجيدة:-

لعلنا في سردنا لبعض الأحداث التاريخية التي جاءت بها ثورة 25 يناير المصرية، وابتهاج كبار المثقفين والنخب من ذوي الفكر النير في العالم العربي لبزوغ فجرها المنير ابتدءا، وإسدال ستار التسلط الصهيوني واستلابه للقرار السيادي المصري ثانيا، وتحكمه بالمزاج العام العربي، وتحديد أولويات القضايا الهامة لدي الشارع ، من خلال توظيفه لآلة الإعلام العالمية والإقليمية المتماشية والمتوائمة مع خط الدعاية الصهيونية المرسومة بدقة متناهية ليس أخرا.

فالثورة المصرية اندلعت لتصحيح المسار السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والتربوي، والإعلامي.

﴿32﴾تلاشي الدور الصهيوني بانطفاء شمعة النظام البائد:-

التسلط الصهيوني سوف يتلاشي بالتدريج تبعا للتغيرات الكبيرة التي يحدثها نبض الشارع المصري. المواطن المصري بطبيعة الحال دوما كان مع القضايا العربية، ولم تفلح آلة الإعلام والفورة الاقتصادية الهشة التي كان يقودها الفريق الطفيلي الرأسمالي العفن الذي جاء به الرئيس المقبور أنور السادات، اثر إعلانه عن الانفتاح الاقتصادي، وسرقة أموال الشعب وتقنين ذلك تشريعيا، وتعطيل الآليات الرقابية والإدارية التي كانت ترعي مصالح الشعب وتمنع الانزلاق إلي الفوضى الخلاقة، والعبثية المميتة، وحرمان الأفواه الجائعة من تلقي نصيبها من المادة الغذائية.

﴿33﴾التنكيل والتعذيب والتهميش من نصيب المواطن:-

كان النظام لا يهتم إلا بمصالحه ومن في معيته، يدك، ويدعس، ويدهس المواطن بهدف تركيعه وإخضاعه لآلة سوق العرض والطلب التي يتحكم بها كبار التجار الذين اثروا ثراء فاحشا من خلال إدخال البضائع الرخيصة والمنتهية الصلاحية، وعديمة الجدوى والمخالفة للمواصفات والمقاييس، وتعريض صحة الكثير من المواطنين الأبرياء لخطر الإصابة بالأمراض المستعصية التي لا يمكن أن يحتملها المواطن أو يتحمل ألامها وانين أوجاعها مثل السرطان .

﴿34﴾تدمير الارض الزراعية وبث سمومها القاتل واستيطان الأمراض المسرطنة في جسد المواطن المقهور:-

في جسد الشعب النظام الساداتي ووزراءه المتعفنين ومنهم وزير الزراعة الدكتور والي ميزار الذي تولي إدارة السياسة الزراعية وعمل على إفساد الأرض من خلال رش التقاوي المؤدية إلي السرطنة، والادعاء بتحسين جودة المنتج الزراعي وزيادة كميته الإنتاجية ووفرته، وهكذا، من أقاويل زائفة ثبت علميا أنها كان بؤرة وحاضنة لكثير من المواد الضارة للتربة والأراضي الزراعية وانعكاساتها للثروة الحيوانية .

إن السكوت عن اتخاذ أية خطوات داعمة لإيقاف عمليه تطبيق السياسات الزراعية العقيمة الضارة، أدت إلي التأثير السلبي للمنتج الزراعي والتربة ، وتسببت بخسائر كبيرة لم تكن قاصرة على القطاع الزراعي فحسب بل اشتملت صحة الإنسان.

﴿35﴾تجاوزات الدكتور والي وتطبيق سياساته الزراعية العقيمة كلفت الوطن الكثير من الخسائر المالية والصحية:-

تطبيق سياسات الدكتور والي ولسنوات عديدة والعبث السائد دون رقيب أو حسيب بل بمباركة ضمنية من نظام حسني على هذه الخطوات،من خلال السكوت والزج بالأصوات الممانعة التي كانت تفضح التطبيقات الخاطئة المؤدية إلي استشراء الكثير من الأمراض ، والأضرار الصحية بحق الشعب المصري، وأبناءه لخير دليل على انعدام المسئولية الأخلاقية والقصور في أداء الواجبات المناطة بأجهزة الدولة التي ترعي صحة وسلامة المواطن.

وما الزج بالأصوات الوطنية الشريفة المنادية بإيقاف التلاعب بحياة ومستقبل المواطن من أمثال الأستاذ الكبير المناضل مصطفي بكري والأستاذ المناضل وائل الأبرشي والأستاذ الكبير مجدي حسين والأستاذ الكبير المرحوم مجدي الذي وافاه الأجل وهو في وهج عطاءه وصغر سنه ، والزج بهم في السجون إلا إدانة على الجرم الفاضح والدليل المادي عليه.

﴿36﴾البذور المعدلة وراثيا ناقوس خطر على صحة المواطن:-

تلك البذور المعدلة وراثيا وما يتم تعريفه بالتنوع البايلوجي والتي تم استبدالها مع البذور الوطنية، ثبت أنها لا تتوافق مع التربة المصرية الصالحة.

لسنوات عديدة كانت تستخدم بذور من ذات نبع الأرض، وتعطي إنتاجا وفيرا صالحا،وصحيا لا تشوبه شائبة، صديقا للبيئة ومحافظا للتربة.

إذ إن المبيدات الحشرية وتلكم المخصبات الكيماوية التي يتم تداولها في مصر دون حسيب أو رقيب أدت إلي طمر الأراضي الزراعية بكثير من المواد الضارة والسامة مما افقدها قدرتها التنافسية الانتاجية، وتحديدا محصول القطن الذي كان يتباهي به المزارع إبان عهد الزعيم عبدالناصر ((التيلة الطويلة)) وكانت كبريات الشركات العالمية البريطانية والأمريكية تتنافس على شرائه وبأسعار عالية جدا.

إذ علينا ألان وفي ظل الق الثورة وبريقها - أن نحاسب من دمر هذه الثروة الوطنية الهائلة والكبيرة التي تعد المصدر الرئيسي الداعم للاقتصاد، والعمود الفقري للأمن الغذائي المصري.

﴿37﴾تقويض القرار المصري العروبي والتلاعب بالمصير والحق الوجودي الفلسطيني:-

عمل الكيان الصهيوني بكل ما أوتي من قوة، وما سخر له من تسهيلات دبلوماسية على تعكير صفو العلاقات بين مصر ومحيطها الإفريقي، واجتمعت الأسباب المؤدية إلي بسط الكيان نفوذه والتفوق.

ومع ازدياد النغمة الشعبية على النظام جراء الاختلالات الاقتصادية، وانكفاءه، عمل الكيان الصهيوني على توتير العلاقات العربية بواسطة أطراف تتناغم سياستها مع الكيان. أفقدت مصر مكانتها القيادية، وامتثلت لاملاءات الصهاينة ومن لف لفهم.لقد ايقن العدو الصهيوني من ان تغييب دور مصر يتيح له تشتيت القضية الفلسطينية، وبعثرة أوراقها .

﴿38﴾تغييب الدور المصري المؤثر يخفت بريق القضية الفلسطينية:-

ومع اختفاء الدور المصري وضعف أداء الدبلوماسية المصرية، وان قرار الحرب والسلم لم يعد بيد الإدارة المصرية،عبثوا بملفات عديدة، منها تدمير العراق، وتمزيق السودان، والعبث بأمن سوريا، وإزالة القيادة الليبية.

وهكذا أرادوا محوا القضية الفلسطينية فاغتالوا الزعامات الرئيسية فيها بدأ من ابواياد وابوجهاد وياسرعرفات ، حتى بلغ مبلغهم اغتيال الدكتور فتحي الشقافي، وفضيلة الشيخ احمد ياسين فكان الارتهان الأكبر ولم يعد لنا في فلسطين شيء إلا إرادتنا وكفاحنا ورفضنا لواقع مذل لا يمكن أن نقبله ما دامت فلسطين عربية إسلامية، وما دامت القدس هي أول قبلة لنا، وما دمنا نتحسس من إن عالمنا العربي لن يفرط بالقدس، وما دام أهلنا في فلسطين على ثبات فهم في رباط إلي أن يشاء الله، فلن نخذلهم ولن نتخلي عن إرادتنا في تحريرها من يدي الباطشين الذين أملوا أن يغيروا الواقع لصالحهم، وان يطمسوا معالم التاريخ، وان يهدموا حضارتنا ويتسيدوا عليها، وان يشردوا أهلنا وإحلالهم بمستوطنين يهود يتم استجلابهم من أقطار عدة.

﴿39﴾اتحاد القوي من اجل ايجاد تحالف بين الاطراف الثلاثة مرسي – صباحي – ابوالفتوح يؤدي الي خلق واقع جديد يحمي الثورة من سرقتها من قبل رموز العهد البائد:-

ولربما يعقد اتفاق بين تيار العدالة والحرية الدكتور مرسي وحمدين وابوالفتوح وهما من خيرت رجالات مصر العروبة والإسلام، ويتحدوا في وجه فلول نظام حسني مبارك، وتعود لمصر بهجتها، ورونقها، والقها، وقيادتها، وحريتها، واستقلالية قرارها السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي، والزراعي المنزوع عنها نتاج اتفاقية كامب ديفيد المشئومة.

وفك ارتهانها والاعتماد على الذات والركن على استغلال الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها من ارض ومعادن ومياه وسواعد الرجال، وجعلها في خدمة الوطن والمواطن، والاستغناء عن المعونات المشروطة التي أثقلت كاهل مصر، وقيدت حرية الحركة الاقتصادية والتجارية، ونزعت عنها حق استقلال سياستها وإرادتها وتفاعلها مع قضايا أمتها، جراء تلك المعونة المشروطة.

﴿40﴾التيار الإسلامي يرعي قيم العدالة الاجتماعية ويعلي من شأن المواطنة الصالحة والمتكافئة:-

التيار الإسلامي إذا ما قدر له آن يحكم مصر فان قيم العدل والمساواة والحرية والكرامة سوف تسود بالتأكيد، فلا خشية من تبؤ التيار الإسلامي مقاليد سدة الحكم،وتطبيق شريعة الله التي هي بالتأكيد مشعل لبزوغ النور واليها نهتدي جميعا.

والأقباط نحتبهم إخوة في المواطنة، فقد عاشوا تحت كنف الدولة الإسلامية، ولم يمسهم ادني أذي، وكفلت لهم الشرائع حقوقهم وصيانة دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فلا خشية إذا من بلوغ سدة الرئاسة مواطن صالح، مؤمن، يخشي الله ويعمل من اجل شعبه ووطنه الكبير.

فقد عاني التيار الإسلامي في عهد مبارك الويل والثبور وعظائم الأمور، نكل بهم ، وتم تعذيبهم، وحرمانهم من حقوقهم الوطنية والإنسانية، صبروا وثابروا حتى تحقق لهم وللشعب المصري قاطبة هذا الانتصار العظيم.

فلا يخوفونكم ويرهبونكم منهم، ومن يفعل هذا فإنما في نفسه حقدا وكراهية، وتوجس لا مبرر له، فالشعب المصري في وئام وأخوة ومحبة حتى قيام الساعة.

﴿41﴾مصداقية التيار الإسلامي وتوجهاته الصحيحة تبعث انفتاح القوي السياسية باتجاه أقامة تحالف سياسي يحافظ على المكتسب الثوري:-

التيار الإسلامي صادق النية، وعاقد العزيمة على انتشال المجتمع المصري من الفقر والعشوائيات إلي العصرنة والاكتفاء الذاتي.

فالقوي السياسية من اليسار ناصريه – اشتراكية – شيوعية – وحركات أخري مثل كفاية – شباب 6 ابريل – شباب الالتراس - ومجتمعات مدنية ونقابات المهندسين – الصيادلة – الأطباء- والصحفيين ورجال الفكر والأدب والمستقلين، على كل هذه القوي السياسية الفاعلة أن تعمل كفريق واحد، وتتضامن فيما بينها وبين مرشح الرئاسة الدكتور محمد مرسي، وان تجعل من اصطفافها عنوان ترد على المشككين من أن التغيير وارد وقادم إلي مصر الغالية، وان عهدا جديدا ينأي من العلاقة التبعية التي كانت تربط نظام حسني بالكيان الصهيوني، وان خدمة هذا الكيان على حساب المصلحة الوطنية والعربية قد انتهت وولت إلي الأبد.

﴿42﴾مصر الجديدة معقل الحريات والأحرار:-

وان مصر الجديدة معقل الحريات والأحرار قادمة وبقوة، وان الشعب المصري في بصدد إحقاق حقوقه التاريخية في القيادة والبناء والتعمير، والنهضة الواعدة قد بدأت تدور عجلة دورانها بالفعل بفضل هذا التحالف للقوي الثورية مجتمعة.

وعاشت ثورة 23 يوليو – وعاشت ثورة 25 يناير، عاش كفاح الشعب العربي الفلسطيني. وعاشت وحدة الأمة العربية قاطبة.

فالتهنئة لثورة 25 يناير ولشبابها المخلصين الذين اثبتوا إنهم المخلصين لهذا الشعب من نير حكم نظام حسني مبارك.

﴿43﴾السقوط المدوي لعمرو موسي والدرس المستفاد من الانتخابات:-

ربما كثيرا من المحللين والمتتبعين لعملية التحول في مصر والمتتبعين لسير الانتخابات المصرية أدركوا من ان حظوظ عمرو موسي في الفوز قد تلاشت بعد أحداث ليبيا، ودوره الغامض بتمرير ملف ليبيا إلي الأمم المتحدة، مخترقا بذلك بنود العمل في الجامعة وميثاقها المغلظ، ومتجاوزا حدود صلاحية الأمين العام، ومتماهيا مع الدور المرسوم والمحبوك باتجاه تدمير ليبيا وتصفية قيادتها الوطنية.

﴿44﴾الأمين العام والملف الليبي:-

فجاء الشارع العربي ليتساءل عن الفوائد التي يمكن ان تكون الجامعة قد جنتها نتيجة تمرير ملف ليبيا وهي عضو في الجامعة العربية، وتحريك الملف باتجاه مجلس الأمن الدولي دون ان يكون هناك داعي يذكر، حيث إن الأمر برمته يعد امرأ داخليا، ولا يحق للجامعة العربية ان تتحرك باتجاه تأزيم الأمر وتدويل القضية، وترك الأمر بيد الغير ودعوة الناتو للتدخل الصريح، وتدمير البنية التحتية لليبيا وقتل أكثر من 30 ألف من مواطنيها.

الشعب المصري يفيق من ثباته ويقول لا :-

هذا الأمر جعل الشعب المصري يفيق من ثباته، ويتراجع عن عاطفته تجاه مرشح الرئاسة وينأي بنفسه، وان كان قد حصل علي 11% من الأصوات وهو ما يعادل 2و2 مليون شخص، فالربما كان ذلك جزاء من الأصوات المتراجعة التي لم يحالفها الحظ ان تتحقق من أعمال عمرو موسي وما ألحقه من ضرر بحق الشعب العربي الليبي .

فلها الحق في حجب التصويت عنه، وهو صاحب المقولة بأن كثير من الأمور والتعقيدات في مصر بإمكانه أن يحلها باتصال هاتفي بينه وبين الأسياد أي قوي الاستكبار العالمي والدول المتحالفة مع الكيان الصهيوني.

هذه الكلمات أوقعته في شر أعماله المبطن الذي سمي إسرائيل بأنها خصم فيما سماها المرشح الدكتور ابو الفتوح بالعدو.

وأد حلم عمرو موسي بديمقراطية ليبرالية علمانية ليبية:-

وان كان عمرو موسي قد حلم بإقامة ديمقراطية ليبرالية علمانية في ليبيا، وتباكي على مقتل 220 ليبي جراء الأحداث الأولي التي تناولتها وسائل الإعلام وتم تضخيمها بما يخدم مصالحها، فان دوره الغامض لا يقل فظاعة وفذاذه عما اغترفه الآخرون بحق الشعب الليبي.

فقد أحال الملف إلي مجلس الأمن، وتناسي ما يمكن أن يفعل الناتو بالقيادة المستنيره لليبيا التي أممت البترول وطردت الاستعمارين الأمريكي والبريطاني، وأغلقت قواعدهما وكانت علي خصومة دائمة، وعداء تاريخيين لسنوات عديدة، وهو الدبلوماسي المحنك على حد علمي.

وان كان حقا يدرك هذه المخاطر وتمادي معها فان مؤامرته هذه لم تكن لتمر دون عقاب فكان الشعب المصري أن قال له شكر الله سعيكم يا سيادة الدبلوماسي ونأي بنفسه عنه.

وعود انتخابية من عمرو موسي:-

عمرو موسي احد أركان نظام حسني وركائزه وأعمدته الحصينة، يتبرا من أعماله ومؤازرته لنظام مبارك ويعد الشعب بعهد جديد من امن يتحقق خلال 100 يوم، واقتصاد يتم إصلاح بنيانه في فترة وجيزه، ودبلوماسيته تنفتح للعالم الخارجي ويعظم دورها الاستسلامي منذ الوهلة الأولي لتسلمه الحكم ومقاليد إدارة الدولة.

الأمين العام والملف السوداني:-

وعودة إلي مهامه كأمين للجامعة العربية، نقول لماذا ترك الملف السوداني يمر مرور الكرام، ويتعاطف مع استقلال الجنوب السوداني، ويبارك الانقسام.

ألا يستحق السودان المؤازرة والدعم من لدن الجامعة، ويترتب لها حق خيار التمسك بوحدتها وتتلقي الدعم المباشر من الجامعة وأمينها العام.

ولماذا لم تتباكي علي الكثير من ألقتلي الذين ماتوا ويموتون جراء الحروب والحرمان من الغذاء أما نتيجة الحرب أو الجوع في جنوب السودان البلد العربي سابقا، والمرمي في أحضان الكيان الصهيوني، أليس خارطة الأمن القومي المصري يبدأ من حيث منبع ومرور مياه نيل.

هدية العقيد للامين العام:-

كان العقيد الراحل لطيفا مع الأمين العام، وسخيا كعادته ومنحه سيارة فاخرة من نوع دابليو ام بقيمة تجاوزت ال 78 ألف دولار هدية تليق بالجامعة وامينها العام، بحسب الإعلام ((التلفزيون الليبي))، الذي جاء بالخبر إبان إرهاصات العدوان علي ليبيا العروبة.

 

استطلاع الجزيرة: بن صهيون يتذمرون من الحكم الصادر بحق مبارك، ويطالبون ب 80 اعدام ضد الرئسس بشار:-

الجزيرة أجرت استطلاع شعبي على نتائج الاستفتاء، في مدينة السويس الباسلة، فكان الإجماع على انه دون المستوي المتوقع، فيما إحداهم وهي آم لشهيد هنأت سيدة مصر الأولي باحتضان أبنائها علاء وجمال، فيما هي تبكي حصره وندما على فقد ابنها الشهيد، وإهدار الدم . استطلاع أخر أجرته الجزيرة في قطاع غزة كان عليه إجماع بأن تشمل الأحكام مبارك والعدلي ومعاونيه، لما قاموا به من أعمال شنيعة بحق الشعب المصري. وكذلك كان هنالك استطلاع للشارع الصهيوني... الذي ابدي تذمره وغضبه ورفضه وسقطه، حبا لحسني مبارك وجاء ثنائهم ومدحهم وإطرائهم وإجلالهم لأعماله، فيما صب احدهم جما غضبه على الرئيس بشار.... وقال بأنه يستحق 80 إعدام...... عجبا !!!!لعلي القاري الحصيف يعلم السبب.

فيروز – مصر عادت إليك شمسك الذهبي:-

تغنت الفنانة الكبيرة صاحبة الحنجرة الذهبية، والمتقدة بالروح الوطنية، المؤمنة بعروبة مصر، المكافحة من اجل استرداد عزة فلسطين، الحالمة باللحمة والإخاء، المتيقنة من الوحدة العربية.

فيروز ولطالما هذه وجهتها فقد أحبت فلسطين من الوريد للوريد، وأسكنت القدس وجدانها، وألهبت أحاسيسها، فكان هذا البركان العاطفي، والشعور الوطني المتدفق لا يخلوا من التباهي بالمجد العربي، والفخر والاعتزاز لمكانة فلسطين وقدسية النضال من اجل التحرر والانعتاق من قبضة بني صهيون.

تتغني بكل فخر وتشدو لحن الوفاء، وعاطفتها مرتبطة بوحدة الأرض والإنسان، تتطلع لرؤية التضامن العربي واقعا متجسدا، والعطاء الثوري ينبض لا ينقطع.

الكم الكبير من الأناشيد الجميلة التي شدت بها لفلسطين والقدس، تحي فيها كفاح الشعب الفلسطيني، وتحرضهم على دوام الاستمرار في التصدي ومواجهة العدوان والسلف الصهيوني.

\" مصر عادت إليك شمسك الذهبي\" :-

وقد كانت لفيروز ترانيم أغنية جميلة لمصر الكنانة \"مصر عادت إليك شمسك الذهبي\" فهل نقول ان عهدا جديدا قد بدأ في مصر الكنانة لنتغنى جميعا بهذه الأحداث الجميلة التي تزهوا بها مصر هبة النيل. تظل أغنية فيروز مصدر إعجاب وإلهام، كونها لمصر.

فيروز الجميلة المتألقة حبها لمصر يستمر ويتدفق تدفق المياه في الوديان، لقد كان الدافع الأساسي والمحفز لانطلاق حنجرتها وتغنيها أمام الجميع شاهدا على هذا الكم الكبير من الحب والانتماء للجسد العربي الواحد.

نقول هل عاد الوهج المصري مع إطلالة ثورة 25 يناير المجيدة- ها هي الإرادة المصرية تعود ألينا مرة أخري.

التهنئة القلبية لشعب مصر لهذا المنجز العظيم:-

فمبروك لشعب مصر هذه الخطوات الديمقراطية الصحيحة، ولهم الحق أن يفخروا فشعب مصر دوما كان في الطليعة، ومقدمة الصفوف، وتواق لرؤية بيارق الحرية ترفرف عاليا من جديد.فلا خشية من التيار الإسلامي القوي القادم لحكم رشيد لمصر الكنانة.

فالإسلام خير وبركة ونور وهدي، وهداية وصلاح واستقامة وعمل، وأخوة وعدل، وسمو وتسامح، وعفو ومفازة.

حمي الله مصر العروبة :-

حمي الله مصر العروبة، وأيد بها الفتح المبين، وتحرير فلسطين، وعودة السلم الاجتماعي في عراق الأبي الأشم، واستتب الأمن والأمان ربوع سوريا المجد العربي، وأعاد ليبيا إلي سابق عهدها متحدة لا تقسم، وكاد لأعداء الأمة العربية والإسلامية، وأحاطنا برحمته ونجانا من مكر بني صهيون.