أهداف الثورة .. ومن سوف يقطف ثمارها (1/2
بقلم/ أمين عبد المجيد
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 13 يوماً
الإثنين 02 يناير-كانون الثاني 2012 08:05 م

مثلت الوحدةُ اليمنيةُ في بداية تسعينات القرن الماضى سفينةُ النجاة لكلآ الشعبان فى الشمال والجنوب، وأستبشرت جميع فئات المجتمع اليمني بألمستقبل ألمشِرق لبلد موحد، وكان ذالك كله يهدفُ إلى ميلآد دولةُ القانون والْمواطنةُ الْمتساوية،دولةُ ديمقراطيةٌ وتعدديةُ سياسية، بهدف ألتنافس ألبناءََ من خلال تقديم ألاحزبُ السياسيةُ لِبرامج سِياسيةُ شاملةُ وكاملة،هادفةُ إلى بنأَ الدولةُ والتنافُسِ الشريف كادةٍُ للرقى بالمجتمع فكرياً،نهضوياً،سياسياً لمواكبة بقيةُ الاُمم....وليس سياسةُ ألاءِقصى وألاءِستحواذ -سياسةُ الغاب.

على كل حال تمت الوحدةُ اليمنيةُ وتحققت في فترةًًًٍ زمنيةُُ محددة،وبمحدادات معينةٌ، وكان على رأس ذلك ألمؤتمر ألشعبي ألعام ( مظلةُ ألكيانات ألقبليةُ وألعسكريةُ) والحزب ألاءِشتراكى. ومع إعتراف ألجميع بِأنَّ الحزب ألاءِشتراكى هوا ألذي قدم دولةُ تحملُ طابعُ مدني بخبرةُ سياسيةُ،ولكنها للاسف أصطدمت بِِِصلفْ ألمشروع ألقبلى ألذي كان ينظر لمشروع ألوحدة ليس إلأأكثر من مرتعٍ جديداًًًً لِتوسيع مساحةُ ألاءِستحواذ، ونهب خيرات البلااد في الجنوب وقبلها في ألشمال. وهنا لاننكر بأنه كان هناك أحزب اُخري في ألشمال - مثل ألقومية وألاءسلامية - كانت تعمل في ألظلام قبل ألوحدة ، فحررة قيودها ألوحدة ألمباركةُ وأصبحت ظاهرة في ألساحة السياسية.

أعقب مشروع ألوحدةُ ألمباركة بدايةُ تمثلت بسلسلةُ من ألاغتيالات لكوادر ألحزب ألاءِشتراكي أنتهت بحرب 1994م،وألتى أظعفت شريك ألوحدة ألحقيقى،حيث أسهمت هذه ألاحداث بتسلق ألاحزابُ ألاخرى،وألتى أستفادت من إمتيازات ألحزب ألحاكم،سوى من خلال ألائتلاف فى ألحكومة ألسابقةاو فظلاَ عن تلك ألتى تم تفريخها فى مطبخ ألحاكم ومن ثم الدفع بها إلى الساحة بهدف توسيع رقعة ألمشاركة ألشعبية كما يراها هو.

تفنَّن ألحزب ألحاكم وببراعة بالتعاطي مع قيادات هذه ألاحزابُ، وحولها إلى أذْرع شبه خفية تتفق مع مخرجات سياسته - قد يكون ألمقابل هو فتات ألهبات،والساعدات،والعقارات.......إلخ. وبالتالى تحولت علا قة ألمعارضة بالحاكم إلى ما يشبه ألطفل ألرضيع باُمه - إذ بعدت عنه لحظة ما على صوته بالصراخ. للاسف هذه صورة ألمعارضة فى ظل نظام صالح،ولاغرابة باَّنّه من حقائق أالتاريخ أنَّ ألمعارض يعكس صورة ألحاكم إما بالقوة أو ألظعف،وعليه نتسأل هنا!! هل من ألمسلمات أن نعول على مخرجات هذه الصورة بالقدرة على بنأ وإدارة الدولة أليمنيةُ الحديثة؟

هبت نسيم ربيع الثورات العربية فى بداية 2011م، فأستلهمها الشباب أليمنى التوًّاق للخروج من عنق ألزجاجة وأعلنوها سلمية. وجدت هذه الثورة ألبيضاء لتُعيد روح ألتفاؤل إلى نفوس كل أليمنيين فى الداخل والخارج بإمكانية التغييرنحو ألأفضل. أفرزت هذه ألثورة خلال عشرة أشهر من ألاعتصامات كيانات شبابية متنوعة بمستوى ثقافى وسياسى أبهرألمهتمين بأالشأن أليمنى على ألمستوى الدولى قبل ألاءِقليمى. ويتمثل ذالك من خلا ل الصمود السلمى المتواصل،والروح العالية دون إنكسار خلال ألعشرة ألاشهر الماضية من عمر هذه الثورة ، وأكبر دليل على ذالك مسيرة ألحياة ألراجلة التى شرعت رحلتها من تعز الحالمه وأنتهت بصنعاء العاصمة. نعم تعز الحضارة والمدنية والثقافة و العلم و لقيم و الاخلاق، يقابلها على ألكفة ألاُّخرى جنس بشري يحمل مقلوب هذه الصفات، حيث وهاهم اليوم يقتلون هؤلاء الشباب عند مدخل العاصمة،لا لذنب أقترفوه سوى انهم يبحثون عن أُسس الدولة المدنية المفقوده.على الرغم من هذا كله،فإن هذه الكيانات الشبابية لم تسطيع توحيد اهدافها من خلال مشروع مشترك يتوافق مع اهداف الثورة ألتى اتت من اجلها نحو التصعيد السلمى بأهدافٍ موحدة. يرجع ذالك إلى وجود قوي اخرى تعمل بقوة بإتجاه مضاد لتوجه هذا المشروع الحضارى، وإعاقة صيغة مشروعها ألثوري الذي يحدد اهداف هذه الثورة السلمية،ويضمن ديمومتها فى الاستمرارية مع الأخذ فى الاعتبارعوامل اخرى لايمكن إسقاطها على ألواقع أليمنى مقارنة بثوارت عربية اخرى.

لاننكر بأن شباب الثورة المستقلين قد يمثلون نسبة اقل من تلك المدعومة من قواعد ألأحزاب السياسية اللاعبة فى الساحة، ولكن هذه الشريحة تحمل مطالب تنمويه بالدرجه الاولى و لا علاقه لهم لا من قريب و لا من بعيد بالكيانات الحزبيه ابدا... يمكن التأكيد هنا على أنه لايمكن لاي ثورة أن تحقق أهدافها بدون قيادة رشيدة تحدد مسارها وبالتالى تجني ثمارها.

للاسف الشديد ؤُدات هذه الثورة فى مهدها وذالك بتقاسم إدارة الدولة بين أطراف المعادلة السياسية - ألطفل ألرضيع ومه - بمباركة خليجية ومدعومة بقرار أممى، نتج عن ذالك إقصاءَ شباب الثورة،ومطالبهم التى خرجو من أجلها ،بل وتهاونت هذه القوى فى دماءَ الشهدأ والجرحى ايضاَ....أستطيع ان اشبه ما يحدث بانه عبارة عن بداية تكون كرة ثلج تتدحرج وتكبر تمهيداً لمرحلة التصلب حينها لايستطيع إختراقها أى عامل خارجى.

بنا على ما سبق ......فإنه يجب ان تتظافر جهود جميع الشرفأ الوطنيين فى الداخل والخارج الغيورين على هذا البلد المغتصب - مناصفة بين ألقبيلةُ وألعسكرومن هرول ورأهم من الاحزاب - بالدفع بمسيرة الثورة والحفاض على مكتسباتها. قد لايتفق معى البعض بهذا التوصيف ولكن الصورة كانت اكثروضوحاً خلال المواجهات المتقطعة بين أنصار الثورة وأنصار النظام على طول العشرة الاشهر الماضية،وأظهرت من هواللاعب الأساسي في الساحة ....للأسف لم يقتصر دور الأحزاب إلاَّ أن تكون تابعه لاحول لهم ولاقوة ، بل ينتظرون تلقى الأوامر من القيادات العليا .....وعليهم الطاعة فقط.

وعليه فإن مشروع الثوره الشبابية اليمنيه يمربمنعطف خطيرويجب أن نقترب أكثر من الحلول العملية والتي قد تكون كفيله بكسركرة الثلج الوشيكة في التصلب، إذا ما حسنة النوايا ووضعت مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. لفت إنتباهى جملة دقيقة ومهمة للغاية فى مقال ..رسالة على عجل..للدكتورياسين سعيد نعمان نشرت فى مارب برس بتأريخ لثلاثاء 27 ديسمبر 2011 م تقول ((لا بد من تغيير خط السير، أو تغيير حل المسأله)). على أصحاب ألفراسة أن يفهمُ مدلولات ذلك. هذا ما سوف نستعرضه فى الشطرالثانى من هذا المقال.

 

أهداف الثورة ...... ومن سوف يقطف ثمارها (2/2

حاولنا في الشطرالاول هذا المقال أن نلخص تسلسل الاحداث في اليمن بألتدرج منذ بداية ميلاد فجرالوحده المباركة ، كما استعرضنا العلاقة بين الحزب الحكيم والأحزاب الاخرى بعد إقصأ شريك الوحده الحقيقي - الحزب الاشتراكي - من بعد صيف 1994م . استعرضنا ايضاً وضع الثورة الشبابية والمنعطف الخطيرالتي تمربه نتيجة ألاءقصى المتعمد من قبل أطراف المعادلة السياسه- حكومة الوفاق - ومحاولة وأد الثورة وتحويلها إلى أزمة علي الأكثر.من خلال قرأتي ألمحايدة للصورة كاملة كما تدار سواء على الجانب السياسي أو تلك ألمسقطة على الأرض أوتلك الاُخري التي سوف تكون حاضرة على المدى الطويل في المشهد اليمني، سوف نركزعلى الدورالذي يمكن ان ينتهجه شباب الثورة في الساحات لقطف ثمار ثورتهم المباركة من خلاال المسارين

التاليين:-

المسارالأول :-

يتلخص هذ المسار بأ الاستمرارفي التصعيد الثوري المستمرمن قبل الساحات والضغط علي حكومة الوفاق لتوفير حلول قد تكون سحرية - بل هي سحرية بالفعل - والتي تشمل إقصى فلول النظام السابق من المنظومة ، محاسبة المتورطين في الجرائم - سواء جرائم قتل أو أخرى مدنيه - محاسبة الفاسدين وأعاداة هيكلة ألموآسسه العسكرية. بإعتقادى أن اتباع هذا المسارغير ناجع فى هذه المرحلة للأسباب التالية:-

1- الحالة الاقتصادية الراهنة التي أثقلت أعباء المواطنين ولايمكن أن تحتمل فتره أطول ، لحيث وأن جميع القرارت أللازمه لتوفيرالحلول السحرية السابقة توافقية أي مرهونة بتوافق الطرفين ، و معنى هذا أنه لايمكن لاي طرف إلزام الاخرإلاَّبشروطه وهذا سوف يخلق وسط مطاطى قابل للتجاذب لا نهاية له بين الطرفين.

2- عدم ضمان إستمرارية وديمومة الاعتصامات فى الساحات المختلفة فى ظل التصعيد المضاد من قبل القوة الاخري المستفيدة من الوضع القائم.

3- حكومة الوفاق وجدت بين اطراف معينة فى المعادلة السياسية مقصية دور شباب الساحات وهذه الحكومة تحضى بدعم إقليمى ودولى...بل واممى،والتى تجاوزت الثورة وتحويلها إلى ازمة فقط امام العالم.

قد يختلف البعض مع هذا الطرح بلاشك مستنداًً علي تسارع الأحداث المتمثله بتحركات الساحات المختلفة المطالبة بمحاكمة فلول النظام السابق والذي أعقبه سلسلة من الاضرابات في موأسسات الدولة لاجتثاث رموز الفساد إبتداء باالشركه اليمنية للطيران ، التوجه المعنوي منتهية بإضرابات مختلفة في عواصم المحافظات . أتفق مع الكثير من الزملاء الذين تعرضولهذا في مقالات سابقه مثل د.أحمد ياسين والاخ منيرالماوري والذي أطلق عليه مصطلح التغيرمن القاعده إلى القمه، أوإنتقال الثورة من الساحات إلى المؤسسات لاجتثاث المفسدين.ولكن أتصورأن يكون هذأ التوجه محدود التأثيرلأن أطراف المعادله السياسه مقيدة بخطوات ضمن المبادرة الخليجية، والمجتمع الدولى يراهن على الحل التوافقى والمعارضة التى يجب ان تكون فى صف ثورة الشعب هي جزءَ من هذه المبادره ومقيدة ايضاً.

 

وبنا على ذلك فإن تحقيق أى مكاسب على الارض من هذا القبيل هوا بفعل المد الثوري لمكونات الساحات والذي يقطف ثمارة بأعصاب باردة أطراف المعادله السياسه سوى بتفكك المؤتمر الشعبى وإنهياره او بألتوافق والمحاصصة فى حالة ألانهيار الجزئ. وقد يستمر الوضع على ما هوا عليه إلى ما بعد الانتخابات الثانيةلاَّن الأطراف اللااعبة فى الساحة سوف تمارس سياسة مطاطية نحو إقصى اى مكونات جديدة،وفى كل الأحوال فإن المكونات الشبابية الثورية سوف تجد نفسها خارج دائرة قطف ثمارهذه الثورة المباركة.

المسارالثانى :-

يتلخص في العمل على إشهارحركة سياسية نهضوية تلبى متطلبات الثورة الشبابية وأهدافها، وذلك من خلال أالخطوات التالية:-

1- العمل على التواصل داخلياً وخارجياً بين مكونات العمل الثورية المختلفة في الساحات ، والنظر إلى مطالب هذه الكيانات بعناية فائقة الحساسية.

2- إعادة صياغة هذه المطالب من خلال إعداد مشروع نهضوي يلبي طموحات هذه الكيانات الثورية وبما يتوافق مع اهداف الثورة الشبابية ، والذى سوف يظمن الخروج من هذا المنعطف الذي قد يؤدى إلى وأدها.

3- تكون هذه الحركة وعاءً حاوياً لجميع الايدلوجيات المختلفة الموجودة ظمن المكون الثوري ، وعلى ان يكون هدفه السامي بنأَ الدولة اليمنية الحديثة فقط.

4- يحدد هذا المشروع الاهداف الرائسية لبرنامجه السياسى شاملاً (النظام السياسى،شكل الدولة الحدثة ،البرامج الإقتصادية،إعداد منظومة متكاملة لجميع الجوانب المختلفة).

5- يتم الاتفاق على تسمية توافقية لهذه الحركه بما يحدده برنامجه السياسى.

6- يتم التوافق على اسمأ مجموعة تأسيسية لتبنى هذا المشروع، على أن تكون هذه الأسمأ من الشخصيات الوطنية المعروفة والمشهود لها بالنزاهة والاستقامة،حيث يجب مراعاة حساسية المرحلة وتقبل الساحات لهذه القيادات.

7- يتم إشهارهذه الحركة التجديدية بنا على ما سبق.

فى حالة ما إذا كان هذا الخيارهوالانسب فإن المميزات والمكاسب التى يمكن تحقيقها، سوى على الأمد القصيرأو الطويل،تتلخص فيما يلى:-

1- توحيد طاقات شباب الساحات لتحقيق أهداف الثورة لضمان الحفاظ عليها وإستمراريتها.

2- العمل على رفد الكيانات الحزبية الاخري بدمأ جديدة خرجت من رحم الثورة الشبابية السلمية.

3- محاولة تكسيركرة الثلج التى أوشكت على التصلب- كما ذكرنا سلفاً- فإن

الكيانات الحزبية الاخري سوف تعمل على الدفع بقوة بأفضل كوادرها إلى الساحة السياسية بهدف توسيع رقعة التنافس نحو بنأ الدولة المدنية الحديثة.