شبوة لن تكون لغير أبنائها
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 5 سنوات و شهرين و 21 يوماً
الإثنين 26 أغسطس-آب 2019 10:33 ص
 

وحدهم أبناء شبوة وسكانها هم من سيخسر وسيدفع الفاتورة الأكبر من دماء وممتلكات في حال استمرت الحرب الدائرة وتطورت واتسعت رقعتها.

ووحدهم أبناء شبوة يستطيعون بالالتفاف حول بعضهم وتوحيد الصف والموقف، إيقاف الاقتتال، والحيلولة دون تحويل محافظتهم إلى ساحة حرب مفتوحة، مجهولة الاحتمالات والمصير لعدة أسباب جغرافية وسياسية واجتماعية.

منعطف خطير جداً تمر به محافظة شبوة، يستدعي كل أبنائها إلى تحكيم العقل، والإدراك جيداً ان مصيرهم مرتبط ببعضهم وبمصير محافظتهم، لا بمصير منهم من خارجها، ولن يخسر أو يتضرر منهم من خارج المحافظة مثلما قد يخسر أبنائها جميعهم ويتضررون.

لن تكون شبوة آمنة مستقرة مالم يؤمن أبنائها بأنها لهم جميعاً قبل غيرهم، ولن يؤمن غيرهم بأحقيتهم في إدراتها والحفاظ عليها مالم يثبتوا ذلك أولاً، ولن يثبتوا ذلك إلا بالالتفاف حول بعضهم والقبول ببعضهم الآخر وخلق شراكة وطنية قوية، صادقة ونزيهة.

عندما تكون شبوة لأبنائها، فإن صفهم سيكون واحداً موحداً، وسيصبح أكثر متانة، وستكون آمنة مستقرة، ولن عرضة للاطماع التي قد تجعل منها يوماً ساحة للحرب.
أبناء شبوة، هم من يُقرر مصير محافظتهم، ومع من تكون؛ وما نراه اليوم في شبوة من منحى اختلف كثيراً عما حدث في عدن وأبين، أبناء شبوة هم من صنعه، وهم من جعل منه يكون كذلك، ولا زالت الأمور تحت سيطرتهم وهم من يحدد مسار المعركة ومع من تكون شبوة، وهل تكون مع الشرعية أو الانتقالي أو مسرحاً للحرب بين الطرفين.

لو كان أبناء شبوة جميعهم من الانتقالي لأصبحت شبوة في يوم وليلة تحت سيطرة الانتقالي وخارج نطاق تغطية الشرعية، ولو كان أبناء شبوة جميعهم مع لا يريدون الانتقالي لما بقي له من أثر فيها.

المجتمع الشبواني مجتمع قبلي ولا يزال يتغلب عليه الطابع القبلي أكثر من السياسي والعسكري والحزبي والمناطقي، ومن المعروف ان الطابع القبلي يتسم بالحكمة والمعرفة والتأني والصبر والقبول بالآخر وتحكيم العقل والمنطق وتقديم الوساطة والشورى والشراكة على الحرب والتفرد والتفرقة، وهو ما يتجلى واضحاً انخفاض نسبة العنف في الاحداث التي تشهدها شبوة، حيث اتسم بالحكمة قادة السلطة المحلية بالمحافظة وعدداً من قادة الانتقالي والنخبة الشبوانية، وحكموا بعضاً العقل والمنطق، على صوت الحرب، واستجابوا لدعوات التفاوض والتصالح التي اطلقها وجهاء وأعيان المحافظة، وكانت الأمور ستؤول إلى خير، لو لا وجود أطراف من خارج المحافظة دفعت ببعض ابناء المحافظة إلى الشروع في العنف والاقتتال.

الجميع سيعودون إلى أدراجهم، ولن تكون شبوة، إلا لأبنائها، عامرة أو مدمرة، ولا يزال القرار بيد أبنائهم، وواجب عليهم حسم الأمور وإغلاق الباب في وجه من يقرعون طبول الحرب من خارج المحافظة دون أن يهمهم مصيرها ومصير أبنائها، ومن سقتل من؟؟.

لن يستطيع أبناء شبوة الموالون للمجلس الانتقالي الانفراد بالمحافظة، وإقصاء من سواهم، ولن يستطيع الموالون للشرعية الانفراد بها، حتى ولو كانت النسب غير متكافئة، ويمتلكون قراراً شرعياً، نتيجة ضعف الأداء الحكومي وانتشار الفساد والتسيب الإداري، وهو ما جعل الثقة مفقودة وأضعف دور السلطات المحلية حتى وان كانت نزيهة وعادلة ومخلصة وولائها لمحافظتها.

لذلك من الضروري معالجة كل الاشكاليات والابتعاد عن مواطن الشبهة المثيرة للتشكيك والبلبلة، واستيعاب الجميع، والاستمرار في إطلاع الجميع على عائدات المحافظة ومصيرها.

وجهاء وأعيان شبوة اليوم معنيون أكثر من غيرهم ومن قبل بوقف الصراع الدائر بالمحافظة، وهذا يتطلب تشكيل لجنة وطنية تضم كافة وجهاء وأعيان قبائل المحافظة ودعوتهم إلى اجتماع طارئ يلزم كل شيخ من وجهاء المحافظة إلزام أبناء قبيلته بالانسحاب من المعركة وترك الطرف الذي يقاتل معه وتحييد موقفه، وبعد ذلك دعوة جميع المقاتلين من خارج المحافظة بالانسحاب والعودة إلى محافظاتهم، ويتم دمج المقاتلين مع الطرفين من أبناء المحافظة في المؤسستين الأمنية والعسكرية ويتولون مسؤولية حماية وتأمين محافظتهم، ويتم الشروع في أساسيات الخلاف والتي منها الاتهامات لقيادات عسكرية شمالية بنهب ثروات المحافظة، وتشكيل لجنة خاصة في التحقيق في كل تلك الاتهامات التي أصبحت مبرر لتدمير المحافظة وهدمها على رؤوس أهلها، ومعرفة حجم الانتاج وقيمة عائداته وتسخير نسبة المحافظة في بنائها وتنميتها، وأيضاً استيعاب أبناء المحافظة في المؤسات الحكومية وجعل الأولية في الوظيفة العامة لهم.