آخر الاخبار

محافظ حضرموت يحرج البحسني .. السلطة المحلية بحضرموت تقر بوجود مصفاة وتكشف تفاصيل تهريب النفط والجهات العليا المطلعه مهازل الصراع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت.. اتهامات وتدخلات وإقالات الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي انكسار جديد للمليشيات الحوثية شمال غرب تعز الإدارة الأمريكية تدعو سلطنة عمان للتخلي عن الحوثيين وإغلاق مكتبهم وتؤكد تحركها مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة الحوثيين مواجهة نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في ملحق دوري أبطال أوروبا .. العالم يتقد تسع كوارث مدمرة بدنية وصحية ناجمة عن إدمان الهاتف المحمول. رقم مخيف هز العالم ...تعرف كم ساعة قضاها المستخدمون أمام الموبايل خلال 2024 ؟ الريال يصطدم بالسيتي.. اليكم قرعة الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المواجهات تعرف على أفضل تطبيق يتصدر فى الولايات المتحدة خلال عام 2024..

تقاسموا كل شيء إلا الموت تركوه لنا
بقلم/ ابراهيم سيلان العبيدي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 24 يوماً
الأربعاء 07 ديسمبر-كانون الأول 2011 07:09 م

لم يتغير شيء بعد توقيع المبادرة الخليجية و تسليم علي عبد الله صالح سلطاته لنائبه، ما زال يمارس صلاحيات رئاسية هائلة، مثل إصدار المراسيم، والتفاعل مع قادة وزعماء العالم، و يصدر قرارا رئاسيا بتعيين أمينا عاماً جديداً لرئاسة الجمهورية اليمنية ، كما تواصل عائلته سيطرتها على الأجهزة الأمنية التي بدورها تواصل قتل الثوار، والقبض عليهم، كما ظلت صور علي عبد الله صالح معلقة في أرجاء صنعاء و غيرها من المدن اليمنية .

صحيح إن المبادرة الخليجية كانت حلا للجمود السياسي الذي كان يخيم على الوضع في البلد مع ما تحمله من سلبيات في منح صالح وعائلته حصانة من المحاكمة كما أنها لم تنص على إجراء إصلاح شامل في الحكومة و بالرغم من ذلك فقد تراجع صالح عن توقيع تلك الاتفاقية ثلاث مرات في اللحظة الأخيرة قبل أن يوافق في النهاية لكسب المزيد من الوقت، بعد تهديده بالعقوبات وبتجميد أمواله وأموال أسرته، على توقيعها في الرياض في 23 نوفمبر بحضور الملك السعودي عبد الله وسفراء الدول العربية والغربية. كل تلك التحركات السياسية كانت مهمة لتغير الواقع المؤلم للمواطن اليمني من خوف و انقطاع الكهرباء و أزمة المشتقات النفطية و ارتفاع جنوني للأسعار إلى الأفضل.

لكن الواقع الميداني لم يتغير شيء فقد عادت موسيقى الحرب وإيقاعاتها الصاخبة من جديد و تجددت الاشتباكات في أحياء الحصبة ومدينة صوفان السكنية وحي النهضة و اندلع العنف مجدداً في مدينة تعز بعد توقيع المبادرة مما أسفر عن استشهاد العشرات من المدنيين بسبب القصف العشوائي للقوات الموالية لصالح ، ما يحصل هو محاولة لتغير مسار الثورة حيث يعتقد صالح أنة سيتمكن من إخراج قطار الثورة عن مسارها عن طريق شق الصفوف بين مكونات الثورة اليمنية فمن جهة يتم تقسيم كعكة الوزارات مع اللقاء المشترك و جهة ثانية يعمل على تشتيت الإعلام الدولي في اشتباكات بين الحوثيين و السلفيين و من جهة أخرى ضرب تعز بقوة الحديد و كل هذا يحدث و صالح خارج الحياة السياسية في نظر العالم .

الثورة اليمنية مازالت تعاني من صعوبة في مرحلة إسقاط النظام وهدمه كلياً ، ففي حالة اليمن تزداد الصعوبات بحجم الفقر المدني والمؤسسي الموجود في هذا البلد ، حتى بعد الثورة سيظل يرزح تحت وطأة مشاكله ، وهيمنة نخب تأصلت فيه عبر انسجامها مع نظامه السابق ، مثل نخبة رجال المال والقبائل ، أو النخبة العسكرية ، فبعضها لو كان الأمر بيدها لساندت النظام ، لكنها وجدت نفسها أمام ثورة شبابية وشعبية قاهرة ، لذا صارعت للبقاء تحت مظلة الثورة ، وتحاول البقاء في ذات المكان الذي يضمن استمرار مصالحها ، فالتخلص من هذه النخب ، ومؤسساتها ، والأوضاع التي أقامتها يتطلب سنوات، أن الخروج من المأزق الذي يعيشها اليمن اليوم في هذه المرحلة الصعبة يكون عن طريق الانتقال إلى مرحلة سياسية تتطلب بناء فكر سياسي و اجتماعي جديد مبني على أساس تسلسل العمل المشترك وتقسيم القيادة حسب الكفاءة و ليس حسب الحزب هذا أو ذاك أو حسب المنطقة . و التفكير السياسي في بلدنا يجب أن يتغير والأولويات يجب أن يُعاد النظر فيها ، و النخبة السياسية في حاجة إلى إعادة النظر في كل شيء ، وتوجهاتها آن لها إن تتغير وتتحدث ، علينا أيضا إن نرتقي من مرحلة الحزبية والطائفية الضيقة إلى مرحلة \" التيار \" الممثل لتطلعات البلد و أهدافها جمعا، و لن يأتي الحل في تقسيم الوزارات كما يحدث مع اللقاء المشترك و تقسيم المناطق حسب الأقوى كما يحدث مع الحوثيين و تقسيم البلد كما يحدث مع الحراكيين نعم لقد تقاسوا كل شيء ألا الموت تركوه لنا.