أبو العباس والإصلاح .. من مقيل نسائي بتعز
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: 4 سنوات و 5 أشهر و 15 يوماً
الأحد 12 يوليو-تموز 2020 07:05 م
 

هذا المقطع الدرامي ليس من نسج الخيال أو غير واقعي, بل مشاهدات يومية لما يدور في أذهان أبناء تعز وأوضاعهم ألتي تختلط فيها المأساة بالكوميديا في زمن الحرب .. يدور المشهد في مقيل نسائي خالص بين نصيرات أبي العباس والإصلاح, حول من يعتقدون أن بيدهم لقمة العيش ورصاصة الموت.

 الأسماء الواردة رمزية لضرورات فنية, والحوارات واقعية.

تقول المواطنة المُخَزِّنَة جداً محصنة السُّبَيْع من حارة المظفر بتعز :

أيام أبو العباس كان ما فيش أحسن منها, الأرامل والأيتام والمطلقات والمُرزِنات في أحسن عيشة,والتغذية والمعونات من كل حاجة وفاكهة وأبَّا ,لا تنقطع علينا, والعيال يوظفهم أبو العباس الله يحفظه بالجبهات .. ثم تقاطعها أروى الصبرية : أو قا نسيتي الفجائع والصواريخ والاهوال تسقط فوق رؤوسنا وحقك أبو العباس بقلعة القاهرة يحتمي خلف المكالف.. ما للدِّمْ إلا خانقة وا محصنة).

 ثم تقفز امرأة من صَيْنَة : نحنا لا نشتي أبو العباس ولا أخو دباس, يا الله تخارجنا من الكل, أخذوا عيالنا يقاتلوا معهم , وزهدنا وقاهم يتقاتلوا داخل بيوتنا في الحارات, باب موسى, والمعتبية, وشارع جمال .. ومن مات مقتول ضاع غريمه.. الآن أجو ناس غيرهم بالمدينة, إلى حَدَّكن وهذه الساعة وهم يوصلوا ماء الكوثر للبيوت, والتغذية أحسن الأنواع نادراً نسمع القارح , مش سع أصحاب العباس كانوا يبيعوا الماء بهكذا وكذا, أو يوزعوا على المعاريف وأصحاب وادي المدام) .. ثم تقاطعها الحجة نورية القاضي من وادي الدَّحِي: كأنه ما فيش معاكن أزواج يصرفوا عليكن .. الحمد لله سكهة وربخة ما ابصرناش العافية إلا بعد ما خرجوا رباح تعز, كانت لا تجزع يوم أو ساعة بدون مصيبة وفجيعة مَرَّرُوا علينا عيشتنا الله يجعلهم مشتتين بالجبال).

 تضحك خولة القدسي من قلبها: من قال لكن أنهم مشتتين , موجودين بالتربة سع إبليس, قالوا شَيُفَجِّروا الأوضاع بعد ما شل عليهم الاصلاحيين فلوس ضرائب القات والدكاكين) تقاطعها محصنة السُّبَيْع : الله يفجر رأسك ,حرام ما هلش أكرم وأنظف وأطهر من أبو العباس لكن قالوا إن أصحابه كل ساعة يتمردوا عليه, أصله راجل محسود من أصحاب حسن العديني) .. تقاطعها نورية القاضي : قصدك الشيخ عبدالله العديني الذي قال السينما والأفلام حرام, كلهم مخرفين, وأبو العباس يقول التصوير حرام, ولكن القتل عندهم حلال, الله أكبر عليهم.. يا الله بحسن الخاتمة .. كردناهم من الباب نبعوا لنا من الطاقة).. تقاطعها أروى الصبرية : ومن تقصدي بكلامك يا ناكرة المعروف ؟.

نورية : أقصد الذي يتفضل علينا بقطمة رز وعلبة سمن وشيخربها علينا .. الله يصيبه من سابع سما.

خولة : هاه.. خرجي ما بقلبك مثل ما قال الفنان محمد سعد( المُخَبّا بان) وكله مكشوف .. أنتي ولا تشبعي تأكلي من كل مكان مثل المنشار وتتنكري للكل.

نورية : أِغضبي الشيطان شا تمرعيني يا جَمَل المعصرة, الله أكبر عليك, نسيتي الخمس البطائق, والذي يُوْصل سكتة بسكتة من الطاقة بلا بطاقة.

تقاطعها المُخَضْريَة صاحبة وادي الدحي: تتعبين انفسكن ولا لكن بالقملة ولا بالصميل .. سمعنا أن الرئيس عبدربه هادي أمر بخروج معسكر أبو العباس حق التربة ..

ترد عليها محصنة : من قال لك.. تحسبي ابو العباس دِمِّه تنقل عيالها من زغط إلى حُجْفة, أبو العباس تاج تعز ما يرقدش طارف.( تنفث دخان المداعة بعد أخذ نفس عميق) وتصرخ نورية القاضي : هاتي شاجر لي نخس .. يقعوا حطب جهنم ..).

خولة : هذا أبو عباس ما بعده إلا المصائب أينما حل ورحل .. ثم فجأة دوي إنفجار شديد يهز وسط مدينة تعز وتتطاير معه بقايا الجمر والتُتَن بعدما وقعت المداعة والبوري على الأرض, والنساء يتقافزن من المقيل لالتقاط الجمرات قبل اشتعال الفرشان.

ومن بعيد تسمع فجأة بعد الإنفجار أصوات رصاص كثيف وتكبيرات ( الله أكبر.. الله أكبر..).

 تقول محصنة : الله ينصرك يابو العباس اضرب من شق ومن طرف .. الظاهر رجع لنا الله شيحفظه .. تقاطعها خولة القدسي : سكتة خللونا نسمع يا ناس ما يقولوا مش اكَّهْ.

وتقترب التكبيرات أكثر وأكثر ( الله أكبر . . الله أكبر.. الموت لامريكا) .. هاه مَوْ قَوْ الخبر , قا أبو العباس وجماعته مع الحوثيين ..

ثم تقاطعها صاحبة صَيْنة : الله شيقصفكن هؤلاء الحوثيين بشحمهم ولحمهم .. أو ما تسمعين شعار الموت لأمريكا وإسرائيل .. أصواتهم من حق صعدة وذمار قال لكن أبو عباس والإصلاح .. قا طار عقلي من القرحة, نفسي شْتَخرج من اشقاقي .. اليوم ما عاد بوش لا قطمة سكر ولا دقيق ولا ماء كوثر .. دخلوا تعز أصحاب الخُمس والستة والستين داهية ... تقفز صاحبة وادي الدَّحِي : ما معانا إلا زامل الموت لأمريكا وإسرائيل الذي قتل اليمنيين قبل غيرهم, كان ناقصنا هذا اليوم الاغبر

وترد عليها محصنة السُّبَيْع : قا كنا مع صاحبنا أبو العباس أبو القميص, يوم لُقْمَة ويوم رصاصة, قُلْتَيْن ما تشتوا إلا الماء الكوثر والمفاليج أصحاب ( نص لح

ية) ..

وفجأة تعلو نداءات في المساجد وميكرفونات على سيارات متجولة(حي على خير العمل) :

إخواننا المواطنين أحرار وحرائر تعز الاشاوص أنصروا إخوانكم المجاهدين ولو بقلص دقيق ونص كيلو سكر وشربة ماء وعلبة كبريت أو خمسين ريال .. لقد جئناكم جائعين( أقصد فاتحين) .. إنه يوم النصر المبين(المظفر) على طغاة العصر من الدواعش والقاعدة وأصحاب الراهدة!!.

يقال إن نساء المقيل عندما سمعن بكلمة المُظَفّر قرقرت امعاؤهن وشعرن بدوار شديد وفلتان, لأنه في تلك الليلة سيبدأ المجاهدون(رجال الرجال) بنهب وسلب مديرية المظفر بتعز كغنيمة حرب.

ثم فجأة يسدل الستار عن أول وآخر فصول مسرحية( تعز في مهب المليشيات) ..

نسأل الله اللطف بتعز واليمن وأهلها ويلهمهم الرشد ومعرفة الحق.