آخر الاخبار

الرئيس من الرياض يوجه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من الداخل ويؤكد على الوفاء بالالتزامات الاقتصادية والخدمية أمام الشعب جيش الإحتلال ينسحب من محور نتساريم الإستراتيجي.. شاهد كيف أصبح عدن: الداخلية تعلن بدء صرف مرتبات منتسبيها لشهر يناير وتعليمات لغير الحاصلين على البطاقة الشخصية الذكية تراجع مستمر في قيمة العملة اليمنية.. ''أسعار الصرف الآن'' مأرب في عين العاصفة... هل يدق الحوثيون طبول الحرب مجددا؟ وماهو أخطر ما يقلقهم اليوم ...تحركات خطيرة ومريبة اليمن تتضامن مع السعودية ضد تصريحات اسرائيلية استفزازية ''بيان'' صبر القبائل قد نفد.. حشد كبير لقبائل حاشد وبكيل يعلن النفير ويدعو إلى توحيد الجبهات لإنهاء الإنقلاب الاعتماد على امريكا لن ينفع.. دراسة بحثية تقول إن هزيمة الحوثيين لن تكون إلا عبر حرب تشنها الشرعية دون تدخل خارجي بيان سعودي قوي رداً على تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين إلى المملكة ترامب يتحدث مع بوتين بشأن إنهاء حرب أوكرانيا في مكالمة هاتفية ..تفاصيل

طهران.. هل وصلت الرسالة؟
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 15 سنة و 3 أسابيع
الإثنين 18 يناير-كانون الثاني 2010 04:39 م

خلال السنوات الماضية لعبت إيران على الوتر الطائفي في المنطقة كثيرا، وفي الوقت نفسه دعت (كثيرا) إلى الوحدة الإسلامية. أكثر من منطقة عربية ملتهبة تبين - فيما بعد - فيها وجود أصابع إيرانية وراء الدخان.

فقد لعبت إيران على ورقة الأقليات الشيعية في بلدان عربية، ولم تنظر إلى هذه الأقليات إلا على أساس أنها ورقة ضغط على الأنظمة الرسمية لهذه البلدان التي لا شك أنها (هذه الأنظمة) تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية التدخلات الإيرانية في شؤون بلدانها.

في العراق، يشكو الإخوة العراقيون من تدخلات «الإخوة في إيران». في لبنان هناك 14 آذار و8 آذار، وإيران لاعب أساسي في خلافات الآذاريين بالطبع. في دول الخليج العربي حدث ولا حرج، ولا تكتمل الصورة من غير التعريج على صعدة لنرى «الإخوة الإيرانيين» هناك يبتسمون من خلف الدخان.

وماذا بعد؟

طهران اليوم تغلي، الأخبار تأتي من طهران محملة برائحة الدم، الصورة القادمة من طهران اليوم كأنها خارجة للتو من أحد الاستوديوهات الإيرانية في جبال صعدة.

دم كثير، صخب كثير، محافظون وإصلاحيون، شوارع ملتهبة، إطارات مشتعلة، دماء لضحايا يلفظون أنفاسهم أمام عدسات الكاميرات التي لم تستطع السلطة الإيرانية محاصرتها.

من يصدق أن صور الرموز الإيرانية المقدسة في آيديولوجيا الثورة، تحترق اليوم في الشوارع ذاتها التي هتفت باسمها. مبادئ الثورة اليوم على المحك، أبناء الثورة يثورون ضمنا عليها، شرعية النظام اليوم محل تساؤل.

الشعارات التي رفعتها جماهير الثورة التي أطاحت بالشاه هي عينها الشعارات التي يرفعها اليوم فريق من أبناء الثورة في وجه الولي الفقيه.

هل بدأ الإيرانيون اليوم يشعرون أنهم انخدعوا؟ هل وصلوا إلى قناعة بأن الولي الفقيه ما هو إلا النسخة المعاصرة من الشاه ولكن في عباءة دينية، وأن ثلاثين عاما من عمر الثورة انقضت لتعود الجماهير وترفع شعار «يسقط الديكتاتور» ولكن في وجه قائد الثورة «ولي أمر المسلمين» هذه المرة؟

كلام كثير تختزله الصورة القادمة من طهران هذه الأيام.

ولكن..

بما أن الشارع الإيراني اليوم قد بدأ يتحدى سلطة الولي الفقيه، وبما أن الشعارات التي كانت ترفع في وجه الشاه قد صُوبت أخيرا تجاه الولي الفقيه، وبما أن الانقسام قد غزا شوارع طهران حتى أصبح فيها نسخة معدلة من 8 آذار و14 آذار، بناء على كل ذلك يأتي السؤال المهم المتمثل في: هل تعي إيران خطورة التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية لكسب المزيد من الأوراق على طاولة اللعب مع الغرب والولايات المتحدة؟

هل تكف طهران عن اعتبار الشيعة العرب جيوبا إيرانية في العمق العربي، بحيث لا تنظر لهذه الأقليات إلا على أساس أنها عمق استراتيجي لأمنها القومي وأوراق على طاولة اللعب؟ هل يمكن أن تنظر إيران باعتبار للخصوصية السياسية والثقافية للجوار العربي بما في ذلك الأقليات الشيعية في المنطقة؟

هل ستعيد إيران فعلا النظر في مبدأ تصدير ثورتها إلى الجوار المتوجس من هذه الثورة منذ ولادتها؟ وهل ستكف عن محاولات مد نفوذها على أكبر قدر من مساحة المشهد الرسمي والشعبي في البلدان المجاورة؟

هل بدأت طهران تحس بخطورة اللعب على الورقة الطائفية؟ وهل وعت طبيعة الارتدادات العنيفة لسياساتها الخارجية على الأوضاع في إيران نفسها؟

الواقع أن إيران اليوم معنية بمراجعة سياساتها القائمة على التحريض والفتنة، لأن النار التي أشعلتها إيران في المنطقة قد بدأت تقذف ببعض الشرر المتطاير على ساحات طهران.

فهل وصلت الرسالة إذن؟

أما الرسالة فلا شك أنها وصلت إلى طهران. وأما قراءة نظام الآيات لهذه الرسالة وتعامله معها فهو الأمر الذي ستفصح عنه قادمات الأيام.