وزارة الداخلية تكشف تفاصيل إنجاز أمني جديد في منفذ شحن الحدودي مع عمان الجيش الأمريكي يعلن حصيلة عملياته ضد الحوثيين خلال أسبوع اتهامات حوثية صادمة للمعتقلين بتهمة الاحتفال بـ ثورة 26 سبتمبر .. مخطط غربي ينتهي بتصفية زعيمهم كما حصل للقذافي هيئة الإعلام العراقية تلغي ترخيص قناة MBC وتتهمها بانتهاك لوائح البث الإعلامي مجددا.. واشنطن تبيع الوهم لموظفي سفارتها المعتقلين لدى المليشيات المبعوث الأممي لليمن يدعو من واشنطن الى استئناف المفاوضات السياسية واستكمال خارطة الطريق الأممية من سراييفو.. انطلاق فعاليات مؤتمر العهد الديمقراطي العربي بمشاركة نخبة من المفكرين والسياسيين العرب وجهوا طلباً فورياً للمليشيات.. وزراء دفاع مجموعة السبع يصدرون بيانا مشتركا بشأن تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر وسفينة جلاكسي ليدر الإدمان والتعري مالا يعرفه الآباء والأمهات عن تيك توك في اليمن والعالم كويتي يتزوج من ثلاث مغربيّات .. فيديو
هناك فساد صامت،
وهناك فساد يتكلم،
وهناك فساد يصرخ.
والأخير “فساد حوثي” بامتياز:
الحوثي، الذي أباح لنفسه الانقضاض على الدولة اليمنية بكافة مؤسساتها وأجهزتها بحجة “تطهيرها” من الفساد والفاسدين، مَنْ سيطهِّر الآن مؤسسات وأجهزة الدولة من فساده ومنه؟!
بالأمس، داهم الحوثيون مؤسسة الثورة بحجة مكافحة الفساد فيها. واليوم، داهموا المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ومؤسسة الأحوال المدنية بنفس الحجة، فيما ما يزال الوضع متوتراً في محيط وزارة الدفاع حيث يصر الحوثيون على استعادة سيطرتهم على الوزارة، بنفس الحجة أيضاً.
من ينكر وجود فساد في مؤسسات الدولة اليمنية؟ لا أحد. مثلاً، رئيس مجلس ادارة مؤسسة الثورة فيصل مكرم ونائبه خالد الهروجي فاحت رائحة فسادهما في الأرجاء، ولا يمكن الدفاع عنهما، لكنْ هل يبرر هذا اقتحام ميليشيا الحوثي للمؤسسة وسيطرته عليها؟ لا، طبعاً، فهذا عدوان غير مشروع على مؤسسة صحفية تابعة للدولة، وهو لا يستهدف “مكافحة الفساد” فيها، بل سيطرة الميليشيا عليها. بارك الحوثيون هذا العدوان وينتظرون منا مباركته أيضاً بمبرر أن الرجلين فاسدين، لكن المشكلة أن الحوثي لم يطِح بمكرم والهروجي فقط، بل أطاح المؤسسة بالكامل من يد الدولة الى يده!
للحوثيين الذين يتهمون كل من يرفض سيطرة الجماعة على مؤسسة الثورة بأنه يدافع عن الفساد، نقول: حسناً يا سادة، دعونا “نلحقكم الى باب بيتكم”، ونفترض أمرين: الأول أن من حق جماعتكم اقتحام مؤسسات الدولة وتعيين من تشاء في مواقع مسؤوليتها، والثاني أن جماعتكم اقتحمت الثورة بهدف “تطهيرها” من الفساد لا السيطرة عليها. لكنْ، هل ستعيدها جماعتكم لـ”الدولة”؟ على الأرجح، “لا”.
طيب، سنقول لكم: اوكي، هنيئاً مرئياً لكم مؤسسة الثورة! لكنْ، هل “ستطهرونها” فعلاً من الفساد؟ على الأرجح أيضاً، “لا”.
وعلى أي أساس، أجبنا بـ”لا”؟ على أساس كل ما فعلتموه منذ اقتحمتم العاصمة وسيطرتم على معسكرات ومؤسسات الدولة فيها. ألم تقولوا أنكم تريدون دخول “الفرقة” لإخراج علي محسن منها وتسليم الحديقة؟ أخرجتم علي محسن، صحْ. لكنكم أخرجتم بعده كل شيء آخر في الفرقة، من الدبابات والمصفحات والمدافع والأطقم العسكرية وكل الأسلحة المتوسطة والخفيفة. أخرجتم السارق من الفرقة وسرقتم كل شيء! حتى الحديقة لم تسلموها! وهذا مجرد واحد من أمثلة لا تُحصى، فكيف نصدق هراءكم عن مكافحة الفساد في حين تؤكد كل أفعالكم العكس؟!
الحوثي “يكافح” الفساد بفساد أكبر، و”يكافح” النهب بنهب أكبر، و”يكافح” الظلم بظلم أكبر! والأمثلة على هذا أكثر من أنْ تُحْصَى وأكبر من أن تُوْصَف، ولكني سأكتفي هنا بمثال واحد من نماذج الفساد الصارخ، والذي دوَّن نفسه بكل “بجاحة” في وثائق العالم:
الوثيقة المرفقة هنا هي عبارة عن شكوى مرسلة من السفارة الألمانية الى وزارة الخارجية اليمنية قبل أسبوعين بالضبط: الرسالة الألمانية تشكو من المضايقات التي يتعرض لها دبلوماسيوها في مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، والتي بلغت حد: فرض (200- 250 دولار) على كل فرد من الدبلوماسيين الألمان كرشوة، مقابل السماح لهم بالمغادرة أو الوصول عبر صالة التشريفات، رغم امتلاكهم مذكرات رسمية “من وزارة الخارجية الموقرة”، وفقاً للشكوى!
عبر تاريخ مطار صنعاء، وعبر تاريخ العلاقة بين اليمن وألمانيا، لم يسبق أن سُجِّلتْ مثل هذه الفضيحة. ولكنها سُجِّلَّتْ أخيراً بفضل الحوثي! وهناك ما يقارب (14 رسالة) مماثلة من عدة سفارات غربية وغير غربية تحمل شكاوى حول اساءات مختلفة يتعرض لها دبلوماسيوها في مطار صنعاء. وإذا كان الحوثي قد بدأ سلطته في مطار صنعاء على هذا النحو، فتخيلوا كيف ستتطور وكيف ستنتهي!
الحوثي لا “يكافح” الفساد بفساد أكبر منه فحسب، بل وبفساد غير مسبوق: فساد الحوثي صريح وصارخ، لكنه فساد شجاع وفخور بنفسه يجوب مؤسسات الدولة ويتجول في الأنحاء وعلى كتفه كلاشينكوف. إنه فساد أرعن، وقح، وأخرق، فساد يؤدي “الصرخة”، فساد “مبَهْرِر” على الدوام. وأحياناً، يسألك بـ”هنْجَمَة”: “أيش أنا؟”، وإذا أجبته: “فساد!”، يطلق عليك الرصاص، أو في أحسن الأحوال: يهوي عليك بعقب البندق!
وبماذا، إذنْ، يتعين عليك أن تجيبه كي تتفادى شرَّه؟
قل له: أنتَ مكافحة الفساد!
أنتَ سِيْد الناس!
وإيَّاكَ أنْ تخطيء، وتقول له:
أنتَ سِيْد الفساد!