أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع تفاصيل لقاء وزير الداخلية بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن صنعاء..مليشيا الحوثي تجبر جميع العاملين في القطاع الصحي على هذا الأمر مؤتمر مأرب الجامع يدعو لسرعة توحيد القرار العسكري والأمني ويؤكد ان تصدير النفط والغاز هو الضامن لانعاش الاقتصاد الوطني ودعم العملة المحلية الامين العام لمؤتمر مأرب الجامع: مأرب لن تقبل ان تهمش كما همشت من قبل ونتطلع لمستقبل يحقق لمارب مكانتها ووضعها الصحيح قيادي حوثي استولى على مدرسة اهلية في إب يهدد ثلاث معلمات بإرسال ''زينبيات'' لاختطافهن الهيئة العليا لـ مؤتمر مأرب الجامع تعلن عن قيادة المؤتمر الجديدة.. مارب برس ينشر قائمة بالأسماء والمناصب الذهب يرتفع بعد خسائر حادة سجلها الأسبوع الماضي رئيس الحكومة يعلن من عدن اطلاق عملية اصلاح شاملة تتضمن 5 محاور ويبدأ بهيكلة رئاسة الوزراء.. تفاصيل الكشف عن كهوف سرية للحوثيين طالها قصف الطيران الأميركي في محافظة عمران
تصريحات وزير الخارجية السعودي السيد عادل الجبير الأسبوع الماضي، التي أعلن فيها استعداد بلاده لإرسال قوات برية إلى سوريا، لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ومن قبلها تصريحات العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف العربي في اليمن ، والتي صبَّت بذات السياق، عكست كلها فيما يبدوا حالة القلق التي تعيشها الرياض في الآونة الأخيرة، جرَّاء التقدم الذي أحرزته قوات النظام السوري في مدينة حلب الاستراتيجية، بسبب الدعم المباشر لها من قِبَل الطيران الحربي الروسي، ومن المليشيات الطائفية العميلة لإيران أيضاَ، وعلى رأسها حزب الله اللبناني.
ذاك القلق "المشروع بطبيعة الحال"، مَردّه إلى تخوف المملكة العربية السعودية، من أن يُشجِّع مثل هذا الاختراق إيران وحلفاءها، على مزيد من التعنت والتصلّب في مواقفهم التفاوضية، وعلى مزيد من الابتزاز لخصومهم وللمجتمع الدولي على حد سواء، من خلال فرض سياسة الأمر الواقع على الجميع بالقوة العسكرية، خصوصاً في ظل التراخي الأمريكي الواضح للعيان، بل والمتواطئ مع الروس والإيرانيين، على حساب حلفائه في المشرق العربي، وعلى رأسهم السعودية.
زاد من وتيرة تلك التخوفات أن هذا الاختراق والتقدم في صفوف النظام والمليشيات الطائفية، هو الأول من نوعه منذ التدخل الروسي المباشر في الـ 30 من أيلول/ سبتمبر الماضي، بل لعله الإنجاز الميداني الأبرز للنظام وللمليشيات التي تقاتل في صفوفه منذ ثلاث سنوات، ما يعني بأن موازين القوى قد اختلت بالفعل على الأرض لصالح النظام بعد التدخل الروسي، وهو ما سيفتح شهيته للمزيد من تحقيق الانتصارات الميدانية على قوى المعارضة المدعومة من الرياض، ومحاولة استعادة المواقع التي كان قد فقد السيطرة عليها سابقاً.
المملكة العربية السعودية تُدرك حتماً المخاطر الكبيرة، التي قد تترتب جرَّاء إقدامها على مثل هكذا خُطوة، فسوريا أصبحت مستنقعاً تتصارع فيه قوى دولية وإقليمية كبرى، على مناطق النفوذ والممرات الاستراتيجية، بعضها بشكل مباشر وبعضها الآخر عبر وكلاء ومقاولين من الباطن، والتدخل المباشر في مثل هذه البيئة، ستكون له انعكاساته الخطيرة على المملكة ذاتها، لأنه سيتحول إلى مواجهة مباشرة مع الروس والإيرانيين، وليس مع النظام السوري ذاته، ولذلك رأيناها تربط إمكانية تدخلها المباشر، بوجود تحالف دولي، تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هناك.
يرى بعض المحللين بأن التواجد الروسي المباشر في سوريا، قد أربك حسابات المملكة العربية السعودية، وأفقدها اتجاه البوصلة، ولذلك تاهت بين الملفين اليمني والسوري، فهي لم تستطع حسم الصراع لصالحها في اليمن، رغم مرور ما يقارب إحدى عشر شهراً منذ بدأ عاصفة الحزم، وبذات الوقت لم تستطع تحقيق إنجازات حقيقية في الملف السوري، من خلال تسليح المعارضة المعتدلة بالسلاح النوعي، أو إقامة المناطق الآمنة مثلاً، وهذا الطرح صحيح في جزء كبير منه، لكن السبب في ذلك يعود بالأساس إلى قِصَر الفترة الزمنية، بين مجيئ القيادة الجديدة في السعودية، التي قلبت موازين السياسة السعودية رأساً على عقب، وبين التدخل الروسي المباشر في سوريا، الذي فطن للأمر على ما يبدو فاستبقها بهذه الخطوة.
إنَّ مشكلة القيادة السعودية في المرحلة الراهنة، ليست في كونها لا تُدرك المتغيرات من حولها، ومن ثم لا تملك رؤى أو استراتيجيات حيالها، ولكن العكس تماماً هو الصحيح، فمشكلتها الحقيقية اليوم، أكان مع خصومها مثل روسيا وإيران، أو مع حلفائها كالولايات المتحدة الأمريكية، هي في كونها باتت تملك رؤية واضحة حيال الأخطار المحدقة بها، وحيال التهديدات التي باتت تستهدف منطقة الشرق بأسرها بالتقسيم الطائفي، وهذا ما بدا واضحاً من خلال سلوكها في العهد الجديد بقيادة الملك سلمان، حيث باتت صانعاً للأحداث ومحوراً للأخبار، بعد أن كُنَّا في السابق ننتظرها بضعة أيام، حتى تقول رأيها في حدث من الأحداث.
مشكلة القيادة السعودية اليوم، ليس في كونها قد تاهت بزحمة الأخطار المحدقة بها من كل الاتجاهات، أو أنها قد فقدت البوصلة، كما يحلو للبعض أن يرى ذلك، بقدر ما كانت مشكلتها ولاتزال، في أنها قد ورثت عبئاً ثقيلاً، وتركة ضخمة، متخمة بالأخطاء والحماقات، التي كانت قد ارتُكبت في العهد السابق، قبل مجيئ الملك سلمان وفريق إدارته إلى سدة الحكم، فجنت على المملكة وعلى الأمة بأسرها، كل هذه الأهوال التي نراها اليوم.
لذلك كان من الطبيعي أن تواجه القيادة السعودية الجديدة، ومعها كامل المشرق العربي، كل هذا التسونامي، المندفع بقوة صوبها، محاولاً جرفها واجتثاثها، بل ومحوها من الوجود، والذي لم يعد لها من خيار أمامه سوى المواجهة، فهي باتت قدرها المحتوم، وقدر الأمة معها، في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، مهما ارتفعت الكُلفة، ومهما بلغت التضحيات.