آخر الاخبار

رئيس مؤسسة الشموع للصحافة يكشف عن قيام 14 قاضيا برفع شكاوي لا أساس لها ضده ويصف القضاء بأنه تحول إلى ساحة صراع سياسي لتصفية الحسابات الفريق علي محسن: ثورتا 26 سبتمبر و14 أكتوبر توحدتا لتمزيق قيود الإمامة والاستبداد والاستعمار ومضتا نحو اليمن الكبير توكل كرمان: لن ننسى الغدر بالوحدة في حرب 1994 والإخلال بشراكة دولة الوحدة.. والجنوب اليوم غافل عن ثورة أكتوبر ومناضليها وزير الدفاع: قوات الجيش جاهزة للتحرك باتجاه صنعاء .. تصاعد نبرة التهديدات فهل يقترب اليمن من استئناف الحرب الداخلية؟ انهيار هو الأكثر سقوطا في تاريخ الريال اليمني.. تعرف على اسعار الصرف اليوم تحالف الأحزاب يطالب كافة مؤسسات الدولة للعودة إلى أرض الوطن ويشدد على توحيد القوى المناهضة للانقلاب قصف إسرائيلي هو الأعنف والنازحون يحرقون أحياء في خيام النازحين بمستشفى شهداء الأقصى وسط غزة مواجهات حاسمة للمنتخبات العربية في تصفيات مونديال 2026 الكشف عن 3 سيناريوهات لضربة إسرائيل على إيران - قطع رأس الأخطبوط وخامنئي ببنك الأهداف ماذا يعني نشر صواريخ "ثاد" الأمريكية في "إسرائيل"؟.. هذا كل ما نعرفه عن الأمر

صناعة العملاء
بقلم/ د.صالح الحازبي
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و 14 يوماً
السبت 30 يونيو-حزيران 2007 11:50 ص

مأرب برس - خاص

تهدف نظرية الفوضي الخلاقة التي تتبناها امريكا في المنطقة العربية الي اعادة تشكيل المنطقة وذلك عن طريق تفجير الصراعات الداخلية في دول المنطقة وتأزيم الاوضاع الحالية واذكاء الخلافات تحت شعارات الطائفية والقبلية والعنصرية و الإختلافات السياسية وكل ذلك من اجل إعادة رسم خارطة المنطقة بما يتوافق مع المصالح الامريكية.

 ورغم أن هذه السياسة واضحة للعيان ابتداءً من أفعانستان ومرورًا بالعراق والصومال ولبنان ومؤخراً فلسطين إلا أن دول المنطقة تنزلق في هذا المخطط واحدةً تلو الأخرى دون محاولات حقيقية للتحصين من الإنجرار نحو مزيد من الإختلافات والفرقة والتناحر الداخلي.

 لقد أثبتت الأحداث الأخيرة في فلسطين إعتماد مثل هذه المخططات بدرجة أساسية علي العملاء الذين يكون دورهم هو إفشال أي محاولات للتقارب او الإلتقاء بين الفرقاء من أبناء الوطن الواحد بل علي العكس من ذلك يسعون لتأجيج الصراع وصب الزيت علي النار حتى تزداد إشتعالاً وتصل الخلافات الي مرحلة يصعب فيها الحوار والبحث عن نقاط الالتقاء.

العملاء الذين نقصدهم هنا ليسوا فقط من يتخابر مع الدول الأجنبية ويزود جهات خارجية بمعلومات حساسة وانما العملاء الأخطر هم من تسلقوا حتى وصلوا مراكزاً هامة لصناعة القرارات في دولهم أو أحزابهم أو مؤسساتهم وبالتالي فهم اقدر علي تازيم المواقف وتنفيذ إسترايتجيات أجنبية هدفها مزيد من الفوضي والفرقة والتناحر.

تبدا صناعة العملاء باستدراج الأشخاص المستهدفين وتجنيدهم بعدة طرق أهمها الإغراء بالمال أو الإبتزاز تحت التهديد بفضائح الفساد السياسي والمالي والاخلاقي.تعتبر بيئات الاستبداد مكانا خصبًا لتفريخ العملاء ذلك أن الإستبداد لا يسمح للقيادات المخلصة والشريفة بالظهور والارتقاء بل يعمل علي القضاء عليها وتهميشها مما يفسح المجال لصناعة القيادات العميلة التي تحضي بالدعم المالي والسياسي من الخارج لتثبيتها وبالتالي تكون الوحيدة القادرة علي العيش في بيئة الاستبداد. وعلي الطرف الاخر ايضا تدفع سياسة الاستحواذ بخيرات البلد من قبل فئة معينة واقصاء الاخرين تدفع الكثيرين للإرتماء في أحضان الاجنبي معتبرين أن التغني بالوطن وحبه مجرد خديعة يحاول بها المستأثرون تخديرهم.

في ظل العملاء ستظل دعوات الحوار والتقارب بين المختلفين مجرد شعارات تتراجع خطوات للوراء كلما تقدمت خطوة للإمام وستظل الامور تراوح دائما في نقطة البداية متهماً فيها كل طرف الطرف الأخربالتنصل من الاتفاقات . إن أول قطرات التطعيم ضد الانزالاق نحو الفوضي المدمرة هو إتاحة المجال للشرفاء والوطن يزخر الكثيرمنهم لتولي مراكز القرارات وتحجيم بلاطجة المصالح الشخصية الذين يظل ديدنهم مصالحهم حتى لو تحالفوا مع الشيطان. كما أن العدالة والمساواه في اقتسام خيرات البلاد هما الجرعة التي تطهر البؤر الملائمة لصناعة العملاء حينها يدرك الجميع أن الوطن ملك الجميع وحمايته والدفاع عنه مسؤلية الجميع.