شكراً للثورة!
بقلم/ محمد سعيد الجبري
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 12 يوماً
الثلاثاء 06 مارس - آذار 2012 05:22 م

من مأثر ثورتنا العظيمة أنها كشفت الستر عن الكثير من المخابئ والمجاهل، وأنها فضحت أموراً كانت غائبة عن أكثر المواطنين. والأمثلة كثيرة ممتدة في أغلب أمور حياتنا من أقصاها إلى أدناها، وفي كل جانب من جوانب الأمة.. مما كان به بالغ الأثر السلبي في كل مقدرات اليمن ومقوماتها. ونبدأ من الثلة التي كانت تحكم اليمن، وتلك الطغم الفاسدة التي وُكِّل إليها أمر اليمنيين، فأهانتهم وما دول الجوار عن الباحثين ببعيد فأذلتهم ودمرت حياتهم.. فكبير القوم غائب عن الوعى.. وقد سلم أمره إلى زوجته وابنه وأبناء أخيه وأصهاره والجوقة من حولهم، فحولوا اليمن إلى عزبة أو قل مزرعة خاصة، واليمنيون أجراء يعملون في خدمتهم. ..نهبوا الأموال واشتروا أرض اليمن، وتضخمت ثرواتهم وحساباتهم في البنوك المحلية والأجنبية. .. زوروا الانتخابات على جميع المستويات من اتحاد الجامعات إلى النقابات وهيئات التدريس حتى المجالس المحلية، واختاروا لتلك الهيئات والمؤسسات من يسبح بحمدهم وينافقهم ويصفق لهم.. فخاب شأن تلك المؤسسات، وأصبح كل دورها التملق والزلفى والكلام عن مآثر الحكام وبطانتهم أما المصالح فلا، وذلت رقابهم فخضعوا للمخطط الأمريكي فقصفتنا طائراتهم وصرنا بدوٍ كما قال حاكمنا وولي أمــرنا.. وأصبح لهذا اللوبي الإجرامي كلمته النافذة علينا في كل شيء.. فكم من أبنائنا استشهد في وطنه وبيته.. ولم يحرك النظام ساكناً.. وكم من المواقف التي حسبت علينا كانت بأمر أمريكا وحلفائها. ولفقت القضايا للشرفاء، وبنيت السجون وامتلأت بكل من يحاول أن يرفع رأسه. وانهار الاقتصاد اليمني ولم تتخطي عملتُنا حتي حرض.. وتحول المجتمع من الإنتاج إلى الاستهلاك.. وأغلقت المصانع وفرَّ المستثمر وتشرد العمال وأفلست المشاريع المنتجة.. حتى أموال التأمينات والمعاشات لا ندري عنها شيئاً. وانتقل إلى جانب آخر من جوانب المجتمع اليمني: «الأمن» المفقود أو المعدوم إلا لحراسة وأمن النظام الحاكم.. مئات الآلاف من الأمن المركزي.. ومئات الآلاف من مباحث(ألأمن القومي)، كلُ يلهث ويعمل في خدمة الحاكم.. أما أمن المجتمع فحدث عنه ولا حرج.. وأصبح الفرد لا يأمن على نفسه أو ماله أو أولاده أو محلاته التجاريه أياً كانت، ويتجلى هنا قول رب العزة عندما يذكر فضل الله على قريش قائلاً: ( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ(1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ(2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ(3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ(4) (قريش). إنهما دعامتا الحياة الاقتصاد والأمن.. وقد حرم المجتمع اليمني من كلتاهما بفضل الطغمة الحاكمة وأذنابهم. ولكي يشغل المجتمع.. أثار النظام الحاكم الفتنة في كل محافظة التي لم يكن لها في تاريخنا مكان، حتى وصل الأمر بجهاز(ألأمن القومي) أن يتآمر علي وحدة الوطن وهذا لم يعد خافياً علي أحد،, شكراً للثورة التي كشفت الفتنة والكراهية.. كشفت عالم الإعلام وكواليسه ومخابئه.. لقد أبانت الثورة عن دور هذا الجهاز في التعمية والنفاق والكذب والتدليس، والإسهام في نهب أموال الأمة.. فهذا راتبه 9 ملايين في السنة وذاك راتبه 7 ملايين.. وماذا قدم هؤلاء إلا سفساف القول وتافه الحديث.. وبقدر ما كان هؤلاء يطبلون ويصفقون للنظام البائد.. وعندما قامت الثورة وفي أيامها الأولى نالوا من الثوار وقذفوهم بأحط الصفات.. وما إن انتصرت الثورة انقلب الحال رأساً على عقب.. ولبس كل واحد من هؤلاء لباس البطولة ذاكراً كيف كان دوره في الثورة وماسمعناه من محافظ تعز(الصوفي)عنَّا ببعيد.. وهو في كل هذا كذابٌ أشر.وهو الذي أسهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بإصدار ألأوامر لقتل إخواننا في الساحات,, وعندما بدأت تستقر الأحوال حاول أذناب العهد البائد مواجهة الثورة بطرق خبيثة ملتوية.. تباروا في شراء ذمم بعض الكُتَّاب والصحف الخاصة، وتم شراء هؤلاء الإعلاميين المرتزقة الذي لاهمّ لهم إلا «المال» وطمس الحقائق والتلاعب بمشاعر الناس، وإشاعة كل عبث ونشر كل ما من شأنه التخريب والتدمير. هذا لا ينفي أن هناك مجموعة كانت وما زالت تحافظ على شرف المهنة ونشر الحقيقة.. والجميع يعلم من هؤلاء ويشكر لهم حسن أدائهم.. ودورهم البناء الذي لا ينكره إلا جاحد. لقد أزاحت الثورة الستار عن طبيعة الشعب اليمني الأصيل صاحب الشهامة والمروءة والحكمة والحس المرهف . وأبانت عن المعدن الأصيل لتلك الأمة المجاهدة، التي لم تصدأ على مر أيام الظلم والقهر.. فما أن انزاح الغبار حتى ظهرت معالم هذا المعدن النفيس.. وكيف كان الثوار يعملون في الساحات,,كانت هذه هي المشاعر الحقة، وهي الصورة الكريمة للشعب اليمني.. لكن الثورة كشفت عن نوعية استغلت هذا المناخ الكريم النقي الصافي لتنبئ عن عوج في النفوس والتواء في الرؤى، وتخيلت أنها ستفرض رأيها وستعمل لمصلحتها دونما إعمال فكر أو بحث أو تدقيق.. فاندفعت تخرب وهيأت المجال للمجرمين وقُطَّاع الطريق، الذين كانوا من أذرع النظام السابق ليندسوا في صفوفهم، ويعملوا من خلالهم لهدم كل ما بنته الثورة، ويشيعوا الفتنة والفرقة. فهل آن لنا أن نفرز تلك النوعية التي لا هم لها إلا إشباع رغباتها، وهل آن لنا أن نواجه تلك الشرذمة من المجرمين ونوقف ممارساتهم. كشفت لنا الثورة عن بعض الذين تمسحوا فيها تحت مسمى جمعيات خيرية وجمعيات حقوق إنسان مدعومين من الخارج.. لقد قال الشعب اليمني كلمته وحدد هويته واختار رئيسه ، وسوف نرسُم طريقنا بكل نزاهة واقتدار.. وعلى الذين لا هم لهم إلا النقد دونما عمل أو استعداد لعمل أن يغيروا من مسلكهم، ويشاركوا في بناء بلدنا أفضل من النقد والتجريح فرحم الله أمرئ قال خيراً فغنم أو سكت فسلم...