اليمن: توقعات بهطول أمطار متفرقة خلال الساعات القادمة
9 عادات صحية وغذائية سيئة ينبغي تجنبها في رمضان.. تعرف عليها
العميد طارق :القوى الوطنية تتُقرِّب من النصر المؤزر واستعادة الدولة ومعركة اليمنيين ضد الحوثيين هي معركة أجيال ولن تتوقف إلا بدفن خرافة الولاية
عملية نوعية بالعبر.. أخطر عصابات التهريب تقع في قبضة القوات المسلحة
الحكومة الشرعية تتحدث عن جهود استئناف تصدير النفط
طارق صالح: ''مأرب قلعة الجمهورية وعصية على الحوثيين''
مفاجأة اقتصادية.. دولة عربية تمتلك 162 طنًا من الذهب
ما هو الإعلان الدستوري الذي جرى إقراره في سوريا وماذا منح للشرع؟
القمر يتحول إلى اللون الأحمر في خسوف مثير يستمر لساعات
مأرب تكرم 48 حافظا وحافظة في ختام المسابقة الرمضانية
مأرب برس – خاص
كما لو كان إمبراطوراً .. يغادر الشيخ الجبل الحياة اليمنية والإسلامية تحفه قلوب الملايين في مشهد وجوم وذهول مريع...فقد استطاع الرجل الحكيم إذ يندر ذلك أن يجعل من شخصيته ملاذاً وموئلاً لكثير من تشظيات الحياة واتجاهاتها المتعرجة وزواياها القسرية ، فالرجل الذي صاغته القبيلة ولم تحصره ، وألفته السياسة والحزبية ولم تَحدُّه ، واحتوته المدنية ولم تُقصِه ،اختار أن يجعل الخيوط كلها بيده ، وأن يكون قاسماً مشتركاً ، وحداً وسطاً ،ودواءً أخير... فكان أكبر منها كلها ، وصار سيمفونية ًوحدها اسمها عبد الله بن حسين الأحمر ..
برحيله تتناثر الخيوط إذ ليس من يلمها بدهائه، ويناغمها بحكمته ، فعزيزٌ في هذا الزمن من يعيش هكذا حياة ، يشعر بها أنه أباً لهكذا وطن ..يعيا لأجله ، ويضنى ليحميه وينشئه ...فكيف به يقسو على فلذة كبده ...ووفق ذلك عاش ..ولأجل ذاك صاغ مواقفه وتحركاته .
تمر الزعامة من تحت يديه مراراً فيحيلها ولا يستأثر ، وتستوطن قلبه قضايا الناس فلا يبتعد ..أبقته أهميته في السلطة وهو في المعارضة ، ووائم بذكاء بين القبيلة والدولة . أدرك منذ البداية مايعنيه اسمه .. فلم يجعل منه خفيفاً ..لكنه ـ الرجل ـ بسيط ٌللغاية ، وصريحٌ حد الإشفاق ..
مات الأب الأحمر والكثير يذرفون الدموع عليه ولم يلقوه أو ينتفعون منه لشخوصهم ، غير أنهم يشعرون بأبوته ودفئه والحاجة إليه..
يموت الكثير من الناس ولهم من الشانئين كما المحبين يزيدون أو يقلون ..وحده الأحمر يشعر الجميع نحوه بالأحقية والقرب ..وهو ما أراده وكان يحرص عليه ويستلذُّ به حتى في فعالياته الخاصة وحضوره الحزبي أو القبلي ..
بوفاة أبي مذحج وهمدان وبكيل وحاشد و.. ...والباقين ،يموت أبو هذه القبائل والبطون وآخر قلاعها العتيدة ، وراعيها الأهم ومروضها اللبيب ..وأعتقد أنه لو كان بإمكانه لسمّى أبناءً آخرين بأقطار عربية وإسلامية فلم يكن أيضاً قطرياً أو حتى متعصباً لحدود ..بل تجاوزها وصار أباً لكثير من القضايا كفلسطين التي لم يلتقِ ِ بأي مسئولٍ كان عربياً أم أجنبياً بمناسبة أو غير مناسبة إلا وطرح هذه القضية التي رعاها دائماً..
يموت الشيخ الأحمر وتتخيل اليمن كيف تكون بدونه ..كما كان يشعر بالرعب أبو الأحرار وهو يتخيلها بدون الشاب عبد الله بن حسين .
بموت الشيخ الأحمر ...تشعر بأن تاريخاً رحل وليس رجلاً واحداً .. وأن وطناً آخر لليمنيين انتقل ..وأن طود التوافق وعماد الوفاق قد غادر ..
رحل الشيخ الأحمر لكن صورته لن تغادر اليمن ، وملامحه الأسطورية لن تغيب عنها ..بدءاً من حضوره النقي ورونق عفويته ،وانتهاءً بهيئته المثلى وتمنطقه بلبسه الزاهي .
رحم الله شيخ اليمن وأبو اليمن .