تحذير من خطأ نرتكبه جميعاً بمطابخنا.. قد يصيبنا بأمراض خطيرة
لأول مرة… لبنان جاهز لتوقيع أكثر من 20 اتفاقية مع السعودية
أول دولة عربية تعلن تزويد سوريا بالغاز عبر الأردن لزيادة إنتاج الكهرباء
الكشف عن تفاصيل صادمة… من أين يحصل فلول النظام على السلاح في الساحل السوري
بعد إنقاذ 20 معتمرا توقف قلبهم.. 10 أسباب تهدد القلب بهذه الحالة توقف
الحوثيون يبدأون عمليات الإتلاف ل13مليار من العملة المحلية ويفرضون تداول قرابة 30 مليار من العملة المنتهية وغير قابلة للتداول الإنساني
محافظ تعز يدعو الى اليقظة والجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية
من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال
الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر
رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له
من المؤكد أن هناك علاقة كبيرة بين القلب والجيب، فالمتتبع لطرق وأساليب تفصيل الملابس في معظم المجتمعات، سيجد أن الجيب الرئيسي دائماً ما يوضع في الجهة اليسرى من الصدر، أي فوق منطقة القلب مباشرة..
والجيب رغم صغره فإنه بموقعه ومكانته، يحمل في ذاته دلالات وأبعاد مختلفة، مادية ومعنوية، حسية وموضوعية. والحديث عن الجيب مرتبط كثيراً بمفهومي الغنى والفقر، فيُقال الجيب دافئ تعبيراً عن وجود المال وعدم الشعور بالحاجة، وفي المقابل سترى من يخرج أمامك بطانة جيبه تعبيراً عن الطفر والحِراف والإفلاس، كما هو حال الكاريكاتيرات الصحفية التي تعمل على إبراز هموم الموظف المسكين، حين يجد أن مرتبه في نهاية الشهر لا يكفي لسداد الإيجار وفواتير الماء والكهرباء..
والجيب أيضاً قد يعني الاحتواء، فدائماً ما يُقال، فلان في الجيب، أي أنه مضمون المواقف والولاء، وقد يعني الجيب النصرة والقوة والمنعة، وكثيراً ما نسمع أن شخصاً ما يقول لصاحبه إدعس ولا يهمك ويشير إلى جيبه تعبيراً عن استعداده لتحمل التكاليف والتبعات التي قد تحدث..
وفي هذا السياق تتأكد العلاقة بين محتويات الجيب وبين الوصول إلى درجة من الأمان النفسي، فكلما كان الجيب ممتلئاً شعر القلب بالراحة والاطمئنان، وهكذا يتمدد القلب بتمدد الجيب ويكبر بكبر محتوياته..
ولا شك أن الجيب قد أصبح في الوقت الحاضر بالنسبة للمتنفذين، يمثل أرقام الأرصدة في الداخل والخارج، وعقارات ومناقصات وتسهيلات خاصة، وبلوكات نفط فسيحة، وفساداً يعمل جاهداً على لهف الموارد الحيوية للبلاد، كما هو الحال بالنسبة لصفقة الغاز المسال، والتي وصفها عدد من أعضاء مجلس النواب وخبراء الاقتصاد بأنها شكل من أشكال الفساد المرتبط بالغباء والخيانة الوطنية معاً، والتي لم تقف عند حد استنزاف مختلف واشكال الإمكانيات المادية والمعنوية حاضراً، ولكنها أرادت أيضاً سرقة ثروات الأجيال القادمة وقتل مستقبلهم مع سبق الإصرار والترصد.
ولذلك أصبح طبيعياً أن نجد من هؤلاء المتنفذين من يطلق بين حين وآخر شعار الوطن في قلوبنا، وذلك من باب التغطية على عملية استكمال تعطيف الوطن ومصادرته إلى الجيوب..
وفي سياق التغطية نفسها، فإن مثل هذا الشعار يستهدف فتح معارك وهمية ضد كل من يخالفهم الرأي، وذلك في إطار العمل على إحداث فرز اجتماعي، حيث يحاول المتنفذون وقوى المصالح والفساد تقديم انفسهم كحراس وحيدين للوطنية ووكلاء محتكرين لمفاهيمها. وكأن حب الوطن سلعة ترفع للمزاد في أوقات الحاجة وتتحول معها الوطنية عند هؤلاء إلى صكوك غفران يوزعونها لمن يريدون وقت ما يشاؤون..
ومن المضحك في نفس الوقت أن يتحول رفع مثل هذا الشعار إلى وسيلة من وسائل لهف المال العام كذلك، حيث يبدأ المشروع بفكرة والفكرة تحتاج إلى خطة والخطة تحتاج إلى تنفيذ والتنفيذ يحتاج إلى المال الكافي، بل والسخي لأن هذا عمل مميز، فالخُبرة هم من يحملون لواء هذا المشروع، وهم يستحقون الكثير والكثير، ولا يغلى عليهم شيء، مادام سمننا في عصيدنا، واليمن في جيوبنا..