مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية
من آخر المستجدات على الساحة الجنوبية ، وحيثيات الأحداث الأمنية المتفاقمة في بعض المحافظات الجنوبية ، وموقف الإصلاح وأحزاب المعارضة من الهيئات الشعبية للدفاع عن الوحدة ، وكيف استحالت حضرموت من محافظة مسالمة " مصفقة " إلى محافظة ثائرة على الأوضاع وناقمة على النظام ؟ وعن ماهية المتنفذين الذين يستولون على كافة ممتلكات الجنوب ، وقضايا أخرى .. يتحدث الدكتور / عبدالرحمن بافضل ـ رئيس كتلة حزب الإصلاح البرلمانية ـ في حواره مع " الناس " بلغة منفعلة كالعادة لكنها تتسم بالاتزان والقدرة على توزيع الغضب في أكثر من اتجاه .. فإلى الحوار
(اجرى الحوار الزميل عبدالله مصلح ).
نص الحوار
- بداية.. ما قراءتك للأحداث الواقعة مؤخراً في بعض المحافظات الجنوبية ؟
* في البداية نحن كحزب إصلاح ولقاء مشترك أعلنا موقفنا بأننا مع النضال السلمي لنيل كافة الحقوق والحريات ، ونحن لا نقر العنف ، ولسنا معه ولا نقبله من كل الأطراف لأن العنف لا يتماشى مع الديمقراطية في شيء ، وينبغي على المؤسسة العسكرية أن تكون أكثر عقلانية من الجميع ، لأن المطلوب منها حفظ الأمن للناس كلهم ، ومع أني أحمل المسئولية الطرفين لكن على الدولة المسئولية الأولى ، لأن العنف لا يفيدها وقد يفقدها السيطرة على الأمور ، ولا أرى حلاً الآن غير احتواء الموقف ووقف إطلاق النار الفوري ، ونزول لجنة ميدانية برلمانية للاطلاع .
- كيف تحولت حضرموت من محافظة مسالمة إلى محافظة ثائرة على الأوضاع ؟
* هذا بسبب تراكمات الأخطاء للسلطة المركزية والسلطة المحلية ، والنظام لم يختر أفضل ما لديه لأن يكونوا ممثلين عنه في المحافظات ، وأنا قلت هذا للرئيس بأن يرسل أفضل ما عنده فهناك كوادر ممتازة حتى داخل المؤتمر الشعبي العام ، فلماذا الناس كانوا راضين على عبدالقادر هلال ، وصالح عباد الخولاني الذي إذا ذكر اسمه اليوم لدى أبناء حضرموت فإنهم يطأطئون رؤوسهم احتراماً له ، وكذلك عصام السماوي الذي كان القاضي الوحيد الذي لم يأخذ رشوة في حضرموت ، واليوم يأتون لنا بقضاة فاسدين وعندما يشتكي الناس منهم فإن الحكومة تكتفي بنقلهم من القطن إلى تريم إلى لحج وهكذا يتداولون ، يا أخي مرة أنزلوا لنا مدير أراضي من هنا الى حضرموت وأول ما وصل هناك قال للناس : أنا اشتريت الوظيفة من الوزير وسآخذ حقي بيدي ويقولها بصوت عال ، وكان يأخذ الأتاوات من الناس على الأراضي ، وهذا كان أيام الوزير علي حميد شرف وزير الإسكان السابق وأنا كلمته بذلك في مجلس الوزراء ، فلماذا دائماً هذا التمييز والانتقاء في اختيار المسئولين الذين أكثرهم لا يصلحون .
- نفهم من كلامك أن الإشكالية فقط تكمن في اختيار المسئولين من الشمال وإرسالهم الى المحافظات الجنوبية ؟
* أنا أحذر الرئيس من البطانة التي حوله والتي تصور له أن الأمور كلها تمام وهي ليست تمام . وكلها خطأ ، فعليه أن يخرج من بطانته ويلتقي بالناس ، ويوسع صلاحيات المجالس المحلية ، ويستعجل في إقامة الحكم المحلي الواسع الصلاحيات الذي تحدث عنه.
- ألا ترى في حديث السلطة عن الحكم المحلي في هذا التوقيت بأنها تدفع على استحياء باتجاه الفيدرالية كحل أخير؟
* لن نحتاج إلى الفيدرالية وسيظل اليمن موحداً إن شاء الله ، فثوابت الأمة اليمنية لا مساومة عليها ، والجنوبيون من أوائل الناس مع الوحدة والدستور والحريات ، لكنهم اليوم وصلوا الى درجة لا يستهان بها من المعاناة والظلم فهذا يشكو من البطالة وهذا يشكو من الغلاء والفقر وذاك يقول لك : روح على البحر واسأل لمن كل هذه الأراضي ومن يملكها ، فهذه قضايا لا أستطيع أن أرد عليها .
- ومن يردَ عليها برأيك ؟
* هذه يرد عليها الأخ الرئيس والحكومة ، عليهم أن ينقذوا البلد ويصلحوا الأوضاع بشكل يرضي الله ويجعل الناس يتكاتفون مع الوحدة ، فعليهم أن يصححوا أخطاء السلطة المركزية ، اليوم المجالس المحلية مظاهر شكلية وحبر على ورق لا تستطيع أن تبني مدرسة أو مستشفى ، والمستثمرون غادروا البلاد بسبب الروتين والفساد ، فنحن في نظام يفقد الأمن والعدل والشفافية ، فعلى الأخ الرئيس والحكومة أن يستجيبوا لهذه المطالب ويعالجوها بشكل جاد .
- وإذا لم يحدث ذلك ؟
* إذا لم يستجيبوا فأنا أخشى على اليمن كله من الغرق ، وكما قال الأخ الرئيس نحن في سفينة واحدة إذا غرقت سيتضرر الجميع ، ونحن معه في ذلك ولكن الوحدة تريد عملاً وإصلاحاً شاملاً وتريد اختيار أصحاب الكفاءات والخبرات وليس المجاملات والمحسوبيات فهذا لأنه قريبنا وهذا لأنه من قبيلتنا وهذا لأنه من شيعتنا ، فهذه المعايير للأسف الشديد هي التي تحكم اليمن اليوم ، وبها يغرق اليمن وبعلاجها ينقذ اليمن ، وهذا لن يكون إلا بحكم محلي واسع الصلاحيات ، وكل محافظة تدير شؤونها .
- الحكم المحلي بحاجة إلى تعديل أكثر من "120" قانون ، وهذا يعني أن ننتظر ثلاثين سنة أخرى حتى يأتي الحكم المحلي ؟
* لا ، لا البرلمان المصري غير "114" مادة في يوم واحد من أجل توريث نجل الرئيس ، فلماذا لا نغيّر نحن هذه المواد من أجل البلد وليس من أجل التوريث ، ونحن قد عدّلنا كثيراً في الدستور وأعطينا لأنفسنا من أربع سنوات إلى ست ثم إلى ثمان سنوات ، وعدلنا للرئاسة من "5سنوات " إلى " 7 سنوات " وعدلنا للمجالس المحلية ومجلس الشورى وغيرها ، فلماذا لا نعدّل للحكم المحلي ، ونخرج بالبلاد من النفق المظلم وننقذ الوحدة اليمنية.
- لعل السلطة تراهن على وطنيتكم كمعارضة وخاصة الإصلاح الذي يعتبر الوحدة فريضة مقدسة تستحق بذل الدم ؟
* نحن ندافع عن الوحدة ، ولكن نسعى أيضاً للنضال السلمي والتداول السلمي للسلطة ونوعي الناس بأن الموجود سيء وهناك أفضل منه ، ولدينا البديل ولدينا البرنامج الوطني ورؤية المشترك في كافة المجالات ، والحوار الوطني قائم ، واللقاءات التشاورية قائمة وسنستمر في المهرجانات والمسيرات والإضرابات في إطار القانون والدستور حتى يزيد وعي الأمة لنضغط على هذا النظام الخائب إما أن يستقيم أو يغادر السلطة .
- أنا أخشى أن يضغط هو عليكم وتقاتلون معه إلى جانب هيئاته الشعبية التي شكلها مؤخراً لردع الانفصال ؟
* الانفصال بعيد ، وهذا سؤال غير وارد وسيضر الجميع ، ولغة الانفصال ليست في مصلحة أحد على الإطلاق ، وعلينا أن نفرق بين النظام وبين الوحدة فلا نخلط الأوراق ، الوحدة مكسب للشعب اليمني والعربي والإسلامي والدولي ، ولا يصح أن نلغي الوحدة لأن النظام غير صالح ، فعندما لا يطبق الناس الشريعة هل نلغي الشريعة أم ندعو الناس إلى تطبيقها ، فكذلك الوحدة .
- وماذا تسمي دعوات الانفصال عبر الصحف والمواقع والقنوات ومكاتب في الخارج ومصالحة خارجية ؟
* كل الجنوبيين وحتى الشماليين اليوم مجمعون على رفض النظام القائم لكنهم مختلفون على البديل ، ونحن نقول إنه في إطار الدستور والوحدة نناضل سلمياً من أجل البديل ، لأن العنف يا ابني لن يؤدي إلى نتيجة غير تقهقر اليمن وتشرذمها ، فالناس متفقون على أن هذا النظام القائم مرفوض لكن ما هو البديل الأفضل .
- وما هو البديل من وجهة نظرك ؟
* أنا لا أريد للجنوب أن يحكمه الإصلاح لوحده ولا الاشتراكي ولا غيره ، وإنما يحكمه اللقاء المشترك وفق الرؤية التي اتفقوا عليها في ظل برنامج وطني بما ورد فيه من إصلاحات شاملة سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وصحية وغيرها .
- ولماذا تحاورون السلطة وتتفقون على تأجيل الإنتخابات ؟
* أنا أخشى أن تكون السلطة وافقت ومددت هذه السنتين من باب "مكرهٌ أخاك لا بطل " وأنا أرى ضرورة البدء بتشكيل اللجنة العليا للانتخابات ، لإثبات مدى المصداقية ، ولأن العمل الذي يترتب عليها كثير والمدة قصيرة ، فعليها إلغاء السجل الانتخابي وعمل سجل جديد ، وإعادة النظر في الموطن الانتخابي ، والإعداد للانتخابات القادمة ، فلا بد أن يتم الاتفاق أولاً على اللجنة العليا ، لأنه إذا لم يتم ذلك وطال التسويف فإن اليمن سيدخل في " خازوق " كبير ، ويؤدي إلى مشكلة أكبر ، فأنا أقول لا بد من الاستعجال بأمرين هما : اللجنة العليا للانتخابات والحكم المحلي ، وإذا كان المؤتمر يريد أن ينفرد بحل قضايا البلاد فهو عاجز وفاشل ، وهذا مجرب أمام الجميع خلال حكمه "13سنة" منفردا فما هي النتيجة التي وصلنا إليها ، احتقانات في كل مكان ، وأصبحنا نسمع نعرات انفصالية ما كانت موجودة ، ولا أحد يجرؤ على قولها ، ولكن المظالم والفساد والمحسوبية والفقر والبطالة والغلاء كل ذلك أدى إلى هذا ، فالسلطة الآن أمام خيارين : الإنقاذ أو الغرق .
- وما هو الحل برأيك ؟
* الحل هو كما قاله الأخ الرئيس في توسيع صلاحيات السلطة المحلية في المحافظات والانتقال بها إلى حكم محلي واسع الصلاحيات ، فهذا سيخفف من الاحتقان في المحافظات كلها ، وهذا هو الحل الأمثل في ظل تراكم الأخطاء للسلطة المركزية في كافة المحافظات ، لكنها كانت أكثر ألماً في المحافظات الجنوبية .
- كيف ؟
* مثلاً تعيين المسئولين بطريقة عشوائية دون النظر إلى معايير الكفاءة والخبرة والدراية ، ويوجد في المحافظات الجنوبية من أبنائها من هم أكثر كفاءة ودراية وعلماً من هؤلاء ، فلماذا النظام يختار أناسا ليسوا على المستوى المطلوب وعاجزين عن احتواء جميع المواطنين هناك الذين تزداد معاناتهم وسخطهم يوماً عن يوم ، ولو عملنا استفتاءً شعبيا على الوحدة في عام 90م حينها لقال الناس جميعاً 100% بأنهم مع الوحدة ، لكن اليوم لا نضمن أن الإستفتاء سيؤدي الى نفس النتيجة .
- لماذا ؟
* لأن الناس محبطون وساخطون على الأوضاع ، فلماذا فعلاً تجد المتنفذين يستولون على الأراضي في المحافظات وأصحاب المحافظات أنفسهم لا يملكون شيئاً منها ، فهذا أوغر صدور الناس وأثار حقدهم وكراهيتهم .
- لماذا هذه الكراهية ما دام أنها أراضي دولة ووزعتها دولة ؟
* يا أخي عندنا المعسكرات تقسم الأراضي للجنود الذين ليسوا بحاجة إليها وأغلبهم يبيعونها قبل إكمال معاملة الحصول عليها ، واصحاب البلاد لا يملكون أرضاً ، فكان الأولى بهذه الحكومة اللامسؤولة أن توزع الأراضي للعسكريين وللمدنيين أصحاب البلد ، بل عليها أن تبني مساكن للموظفين وخاصة أصحاب الدخل المحدود ، لكن للأسف لم يحدث شيء من هذا ، وإنما المتنفذون يستولون على كل شيء.
- من هم هؤلاء المتنفذين ؟
* كبار المسؤولين وضباط الجيش ومشائخ القبائل لا يسألون عما يفعلون ، ولا أحد يحاسبهم وهذه الحكومات التي تتعاقب علينا أكثرت من الفساد والفقر والبطالة ، فإلى متى سيصبر الناس فأنا حقيقة أحمل المسؤولية كافة الحكومات المتعاقبة من المؤتمر الشعبي العام التي عجزت عن إصلاح أي شيء سواء في الجنوب أو في صعدة ، وأنا أخشى أن تخسر الكل ، إذا لم ينتبه الجميع ليقوموا بواجبهم لاحتواء هذه الاختناقات والأشياء الصغيرة التي لا يمكن لها أن تكون لولا الإهمال والتسيب والمحسوبية وعدم تطبيق النظام والقانون .
- وأين دوركم الرقابي كبرلمان ؟
* برلماننا ميت وعاجز فهو لا يستطيع أن يعزل وزيرا أو وكيلا أو حتى مديرا عام .
- ما هو السبب ؟
* السبب أن البرلمان ظاهرة صوتية ، نريد للبرلمان صلاحيات وهذا لا يكون إلا بنظام برلماني ، وليس نظام مختلط ، فلا نريد من الرئيس أن يعين الحكومة ، وإنما يعينها البرلمان ويعزلها البرلمان حتى تخاف منه ، أما أن تسرح وتمرح كيفما تشاء ، وتسرف في صرف الأموال ولا تخشى أحد ، والفساد يزيد والفقر ينتشر ولم نستطع محاسبة أحد ، فالشعب لا يستطيع أن يتحمل أكثر من طاقتة.
- أخيراً ما الجديد في قضية إعمار حضرموت بعد كارثة السيول الماضية ؟
* الآن مرت أكثر من ثلاثة أشهر من كارثة السيول ، والناس ما زالوا في الخيام ، لا يعطونهم بطاقة تموينية ، ولا يسكنونهم ، ولا أعادوا الإعمار ، ولا زال الوضع سيء جداً ، فالرجال والنساء والأطفال جميعهم يعانون ولم تلتفت اليهم غير المؤسسات الخيرية فأين الدولة ، للأسف الدولة غائبة وهي آخر من تعلم ، تصور بأن الأمر وصل بهم إلى درجة أنهم يأخذون الخيام الحديثة التي جاءت مساعدة من اليابان ومجهزة حتى بالحمامات فيأخذونها ويعطون المواطنين خيام عادية من المعسكر.
نقلا عن صحيفة الناس