بايدن وفقدان الشرعية والسقوط المدوي
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: سنة و 3 أسابيع و 4 أيام
الجمعة 20 أكتوبر-تشرين الأول 2023 10:49 م

 كل انسان على وجه الارض لديه ضمير سواء مسلم أو غير مسلم شعر بالإهانة مما يتعرض له الانسان في غزة من ابادة جماعية من قبل اسرائيل برعاية أمريكية.. دول عظمى تحاصر شعب أعزل داخل مدينة صغيرة تقطع عنه الماء والغذاء والكهرباء والدواء وتقصفه بالأسلحة المحرمة في المنازل والمدارس والمستشفيات تقتل الاطفال والنساء والمرضى وكبار السن.. شعر العالم بصدمة من موقف الرئيس الامريكي جو بايدن ودعمه المباشر والصريح لإسرائيل في حربها على الشعب الفلسطيني، وبكل وقاحة ودون حياء أو خجل أصبح جو بايدن الراعي الرسمي لقتل الاطفال والنساء والمرضى وكبار السن بشكل جماعي داخل المستشفيات.

الدعم الامريكي المطلق لإسرائيل هو من شجعها على شن حرب ابادة ضد المدنيين في غزة.. هو من شجعها على قطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء على قصف المستشفيات. ما يراه العالم اليوم هو سقوط مدوي للرئيس الامريكي جو بايدن الذي بات مجرم حرب من الطراز الاول وبحق شعب أعزل يقطن مدينة محاصرة. لو كانت تلك الحرب التي يدعمها بايدن ضد دولة لديها جيش وسلاح وحلفاء وامكانيات حرب مكافئة وحدثت هذه الابادة والجرائم، لكان الامر هين.. لكن مجرم حرب وقح متبجح ومقزز، ضد مدنيين داخل مدينة محاصرة في دولة محتلة لا تملك وسائل الدفاع.

حتى وأن لم تحدث جرائم الحرب البشعة التي طبعت في الاذهان صورة بايدن كمجرم حرب يمعن في قتل النساء والاطفال والجرحى والمرضى وكبار السن داخل المستشفيات وباتت هذه الصور الدموية المؤلمة مرتبطة بتاريخ بايدن وتطغى على سيرته الذاتية.. فلا توجد شرعية تمنح الادارة الامريكية شرعية دعم اسرائيل.

جو بايدن الذي هو من أصول اوروبية في حال قرر العودة إلى موطنه الاصلي في أوروبا أي شرعية سيستند إليها وهل يحق له ولملايين الاوروبيين الذين يقطنون امريكا العودة إلى موطنهم الاصلي أوروبا بقوة السلاح كما يفعل الصهاينة بدعم غربي من احتلال واستيطان لأرض شعب فلسطين بحجة أنها موطنهم الاصلي قبل أكثر من 2000 عام؟؟!. لا يوجد قانون دولي أو ديني يشرعن دعم عودة الانسان إلى موطنه الاصلي الذي كان يعيش فيه اجداده قبل عشرات أو مئات أو آلاف السنين، حتى اليهودية نفسها تحرم ما يقوم به الصهاينة من احتلال لأرض فلسطين وتهجير أهلها منها.

اليهود الذين يؤمنون بالتوراة يقولون أن ما يقوم به الصهاينة اليوم من احتلال لأرض فلسطين وتهجير اهلها منها هو حرب ضد الله ومخالفة لما جاء في التوراة حيث امرهم الله بالعيش بسلام مع شعوب العالم. أوروبا التي اليوم تدعم احتلال الصهاينة لأرض فلسطين هي من اخرجت اليهود منها قبل 1900 عام، بعد أن قتلت منهم في حرب واحدة بقيادة الروماني "يوليوس سيفيروس" اكثر من 580 ألف يهودي، وكان ذلك عام 135 ميلادي، وشتتتهم في اصقاع الارض واسرت آلاف منهم وباعوهم عبيداً في أسواق أوروبا وكان ذلك سبب تواجدهم في أوروبا بينما من نجا من القتل والاسر فر إلى الجزيرة العربية خارج سلطة الروم وعاش معززاً مكرماً بين اهلها يمتهن التجارة والزراعة والحرف ولم يباعوا عبيداً في الاسواق..

بعد الشتات الذي صنعه الاوروبيون لليهود عام 135 ميلادي، عاشوا كسائر الاسر والعشائر المهاجرة التي تنتقل من بلد إلى آخر وتعيش فيه ويصبح وطنها القومي بعد أن تندمج النسيج الاجتماعي المكون لشعب ذلك البلد وهكذا تكونت شعوب البلدان حول الارض، ولا يوجد موطن أصلي يحق أو يوجب على الانسان العودة إليه ولو بقوة السلاح.

على وجه المثال الشعب الامريكي مزيج من الاوروبيين والأفارقة والسكان الاصليين الهنود الحمر ويشكلون شعب واحد.. وقد كان بإمكان اليهود أو الأسر أو العائلات الاسرائيلية الانصهار ضمن شعوب تلك البلدان التي عاشوا فيها مثلهم مثل الأسر والعائلات المهاجرة التي أصبحت من نسيج شعوب البلدان التي يعيشون فيها، ولا يوجد ما يبرر أو يشرعن تجميع اليهود أو الاسر الاسرائيلية من اصقاع الارض من تلك البلدان التي باتت اوطانهم وجلبهم إلى فلسطين لاحتلالها وطرد اهلها منها تهجيرهم من بيوتهم ومصادرة ارضهم وممتلكاتهم وتشريدهم في الارض وقتل وابادة من يرفض ذلك المصير.

تخيل أن الوجود الاسرائيلي في فلسطين جاء نتيجة الاحتلال البريطاني لفلسطين، وهو ذلك الاحتلال الذي احتل اليمن والعراق ودول عربية عدة وغادرها ولم يعد له من وجود، ولو بقي له من وجود لبقي وجود استعماري غير شرعي ولعجز عن انتزاع أي شرعية تمنحه حق البقاء، كما هو الحال الآن للوجود الاسرائيلي الذي جاء على يد المستعمر البريطاني ولا يملك أي شرعية ولن يملكها أبداً مهما دعمت أمريكا ووقفت بكل ثقلها مع ذلك الباطل الذي حتماً سيزول ولن تملك شرعية الدفاع عنه.