فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا إحداها لترميم قلعة القاهرة.. سفارة أميركا تعلن دعم مبادرتين في اليمن لحماية التراث الثقافي الكشف عن بنود مسودة اتفاق بين اسرائيل وحزب الله بمقصية رائعة.. رونالدو يقود البرتغال الى ربع نهائي الأمم الأوروبية
استطاعت مدينة صغيرة تقع على شواطئ المحيط الأطلسي جنوب مدينة طنجة محاطة بسور جميل يؤمنها ضد الغزوات البحرية، أن تجعل من مساحتها الجغرافية الصغيرة مركز إشعاع عربيا، إضافة إلى ذلك ثبّتت موقعا لمكانتها منذ أربعين عاما في نشر الوعي العربي دون توقف في انعقاد دوراتها وألقها وفعلها المتراكم في ذاكرة الثقافة والفن والسياسة في العالم العربي.
كان من الأسهل للصديق الأديب الإعلامي المثقف الوزير والسفير محمد بن عيسى أن يعتني بأعمال خاصة تعود عليه بالمنفعة الشخصية وكانت الأبواب مشرعة أمام شخصية مؤثرة وطنيا وإقليميا ودوليا، لكنه ذهب بعيدا بطموحاته لجعل مدينته علامة بارزة في الخارطة الفكرية العربية وهكذا قرر البدء بفكرة منتدى أصيلة الذي بدأت أعماله قبل أربعين عاما، وكانت الحيرة التي تواجهه هي استحضار هم العرب في المغرب والمشرق ونشر مساحة جدل يحفز العقل والضمير، ولَم يخل أي من اللقاءات من عصف ذهني وطرح حر دون قيد سوى احترام الآخر ورأيه، لهذا كان الكثير من المشاركين يطرحون الأفكار بحرية مطلقة بعيدا عن الغلو والتطرف، وهو أمر منح المنتدى قيمة مضافة دون ضجيج إعلامي زائف أو بهرجة تنتهي بانتهاء الفترة.
هذا العام الأربعون مِن منتدى أصيلة كانت مواضيعه متعددة، ولقد أتيح لي شرف المشاركة في الحلقات على امتداد ثلاثة أيّام تحت عنوان (مأزق الوضع العربي الراهن: الممكنات والآفاق)، وتوزعت محاوره حول: حراك الشارع العربي ودور الأنظمة العربية، موضوع التحول الديموقراطي، مصاعب العبور من المأزق إلى الانفراج)، وهي قضايا تقع في مركز الأزمات في العالم العربي وتؤثر على ما يدور فيه، وقد صدر عن المشاركين من مسؤولين ومثقفين وأساتذة جامعات شاركوا جميعا في الحوارات، بيان ركز على أس الأزمة الخانقة: التعليم، الفساد، الشباب، الديموقراطية، قنوات التواصل العربي.
إن هذه القضايا هي محل إجماع حول حيويته، ولكن الاختلاف سيكون عن تراتبيتها وهي مسألة طبيعية وتحتاج إلى التفاتة من المؤسسات الإقليمية بالمشاركة مع منظمات المجتمع المدني والجامعات، ومن المحتم من وجهة نظري الإسراع في تناول هذه القضايا كل على حدة مع الأخذ بعين الاعتبار ترابطها وعدم إمكانية تجاوز أي منها تحت أي عنوان أو مبررات، وإذا كان التعليم هو المدخل الحق لتطور ورقي أي مجتمع فإنه أيضا يساهم بالإسراع في تحقيق نمو اقتصادي وديموقراطي وتقليل من مستويات الفساد.
لقد تمكنت حوارات «أصيلة» من التنبيه إلى قضية معوقة لكل محاولات التنمية السياسية والاقتصادية والإدارية، وهي إصرار كل مسؤول جديد على العودة إلى نقطة البدء في كل نشاط يمكن أن يكون تواصلا لمحاولات سبقته، وهذا يتسبب في إضاعة كل جهد بذل سابقا وإهدار لأموال طائلة أنفقت لإنجازه، ومن الممكن بسهولة إعادة النظر في الأخطاء ومعالجتها عوضا عن إعادة الساعة إلى نقطة البدء، ولعل المتأمل في ما يجري ستصيبه الدهشة من فقدان عامل التراكم في كل التجارب العربية.
يقول المثل (الذكي من اعتبر بغيره، الغبي من اعتبر بنفسه).