نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا
بالتأكيد، ثمة حرب طاحنة أكلت الأخضر واليابس في اليمن، وأحدثت دمارًا واسعًا ووضعًا مأساويًا على مختلف الأصعدة. لا يوجد يمني لم يتضرر من هذه الحرب ولا يرغب في إنهائها وإحلال السلام.. فالسلام العادل مطلب أغلب اليمنيين.
لكن السؤال.. كيف سيتم تحقيق السلام؟!
تحرص الأمم المتحدة على أن تظهر لنا غير آبهة بجوهر المشكلة اليمنية عندما تعمل على فرض الحل السياسي، دون تطبيق القرارات الأممية، وعلى رأسها القرار الأممي 2216 والذي طالب الحوثيين بالانسحاب من المقرات الحكومية وتسليم سلاح الدولة وإطلاق جميع المختطفين.
سأختصر المشكلة.. لدينا مليشيا طائفية مسلحة، سيطرت على عاصمة اليمن في 21 سبتمبر/أيلول 2014 أمام مرأى ومسمع العالم. تمارس هذه المليشيا أبشع الانتهكات ضد المدنيين. القتل العمد، والتهجير القسري، وزراعة الألغام المحرمة دوليًا، والإخفاء القسري، والتعذيب حد الموت، وتجنيد الأطفال، وقصف وحصار المدن، وتقييد الحريات، والفساد المالي، والاتجار بالبشر. هذه الانتهاكات وأكثر هي نتيجة لما أستطيع وصفه بـ"الانتهاك الأكبر" باعتباره جوهر المشكلة اليمنية، والسبب الأساسي في اندلاع الحروب تلو الحروب في اليمن. ما أقصده هنا هو (التمييز العنصري) والذي تعتبره جماعة الحوثي جزءًا من موروثها الديني.
إذا كنا نريد حل المشكلة اليمنية، يجب أن نستحضر أبعادها التاريخية ونلم بتفاصيلها المرحلية، لأن الحلول الترقيعية غير مجدية. وأيًا كانت هذه الحلول، ستكون هشة، ولن تصمد في حال تم فرضها دون معالجة المشكلة الأساسية، وهي حرص سلالة في اليمن على أن تحكم اليمنيين بقوة السلاح، وهي لذلك تخوض حروبها التي تعتبرها شكلا من أشكال العبادة والتقرب إلى الله مهما كانت الخسائر الاقتصادية والبشرية.
نحن أمام جماعة أصولية ثيوقراطية، قائمة على مبدأ حصر الإمامة (الحكم) في البطنين (السلالة الهاشمية التي ينتمي إليها عبدالملك الحوثي وبعض من يقاتلون معه)، ومن أجل تحقيق ذلك، تلجأ هذه السلالة دائمًا لحمل السلاح من أجل انتزاع السلطة بالقوة لأنها، حسب تصورها لذاتها، سلالة مميزة، وبقية اليمنيين أدنى منها ولا يحق لهم أن يشاركوا بأي أنشطة سياسية وإدارية فضلًا عن الحكم إلا ما كان صوريًا. وبالتالي فإن هذه الجماعة تجمع ما بين العنصرية العرقية والإرهاب كونها تمارس الانتهاكات والجرائم المذكور بعضها آنفًا، وكل هذا يتم باسم الدين.
لن أتحدث اليوم كضحية من ضحايا الحوثي، بل كيمني يريد أن يضمن مستقبلًا آمنًا لأبنائه. شحصيًا، أنا على استعداد تام أن أنسى ثأري الشخصي مع الحوثيين وسأمتثل لأية حلول وبرامج تحقق العدالة التصالحية، لكن من يضمن لي المستقبل؟ هل ستضمنه يا مارتن غريفيت؟ كيف؟ ما الذي ستفعله للحد من عنصرية سلالة تعتقد بأنها الأحق بالحكم والعلم والمال بحسب كتبهم ومراجعهم الدينية؟!
ربما تتوقف الحرب اليوم، كما توقفت الحرب السادسة في 2010، لكنها ستندلع مجددًا. لأن اليمنيين لن يقبلوا أن يكونوا عبيدًا لهذه السلالة إطلاقًا. سيستمروا في الرفض والنضال من أجل يمن بلا عنصرية، وطن يتساوى فيه جميع اليمنيين بلا استثناء. سيستمر اليمنيون في نضالهم ضد العنصرية لأن الحوثيين أنفسهم لن يتركوا اليمنيين في حال سبيلهم، سيسعون للمزيد من الاستحواذ والسيطرة.
في مارس 1970، اتفق الجمهوريون مع الملكيين – والذي يعتبر الحوثيون الامتداد السلالي والفكري لهم- على المصالحة وانهاء حرب اندلعت عقب ثورة 26 سبتمبر 1962 التي قامت ضد النظام الإمامي الثيوقراطي الذي يحصر الحكم في الأسر الهاشمية. مع ذلك، وبالرغم من أن اليمنيين بمختلف أطيافهم وفئاتهم (هاشميين وغير هاشميين) اتفقوا على أن يتعايشوا في ظل نظام جمهوري يضمن تساوي حقوق وواجبات جميع اليمنيين وبلا استثناء، انقلبت أغلب الأسر الهاشمية (جماعة الحوثي) على النظام الجمهوري لتحكم اليمن بالحديد والنار، وها هو اليمن يعيش أسوأ كارثة إنسانية بسبب اعتقاد الجماعة أنها الأحق بالحكم.
وبناء على ذلك، أوجه السؤال مجددًا للمبعوث الأممي السيد مارتن غريفيت.. كيف يمكن أن أتعايش كيمني مع سلالة تُعلم وتُدرّس أفرادها (الكبار والصغار، الإناث والذكور) عشق السلاح وحتمية توجيهه نحو كل من يرفض ادعاءتها الدينية العنصرية ويطالب بالعدل والمساواة؟! هل السلام في نظركم هو القبول بالظلم والقهر والتعايش مع الظالم ومنتهك حقوق الإنسان؟ كيف سيتحقق السلام وهذه الجماعة تسيطر على سلاح الدولة ومؤسساتها؟! كيف يمكنني العودة إلى وطني وأنا أعرف بأني سأرسل أطفالي للمدرسة كي تفرض عليهم مليشيا الحوثي منهجها العنصري المتطرف؟!
إن استطعت الإجابة، فلتعلنها لكل اليمنيين، وسنكون أول الداعمين لك. لكني أعرف بأنك إذا قرأت واستوعبت هذه الكلمات ستدرك بأن مهمتك أصعب مما كنت تتوقع. لا حل في اليمن إلا بتطبيق القرار الأممي 2216 الذي يلزم الجماعة بتسليم السلاح المنهوب. ولن تقبل مليشيا الحوثي بتطبيق هذا القرار إلا إذا كُسرت عسكريًا، وهو ما يسمى في الدول الغربية "تحقيق السلام باستخدام القوة". فهذه الجماعة سبق ورفضت تسليم السلاح وهي محاصرة في جبال صعدة، فهل ستسلمه اليوم وهي تحكم صنعاء وعددًا من المدن؟!
نريد السلام العادل والدائم الذي لا يُجبرنا على التعايش مع العنصرية، وفي حالتنا اليمنية، لن يتحقق السلام إلا بالقوة، وليس عن طريق اللقاءات في جنيف أو الكويت أو حتى في المريخ.
لن يتحقق السلام في اليمن عن طريق عمليات المناصرة المجتمعية وبيانات المنظمات الدولية والمحلية وورش العمل التي تنفذها بعض المنظمات هنا وهناك. ربما تتوقف الحرب لفترة أمام ضغوط معينة، لكن هذا لا يعني أن السلام سيتحقق في اليمن دون حل جذر المشكلة.. فالسلام والعنصرية لا يلتقيان.
سأختم مقالي بوصية رونالد ويلسون ريغان الرئيس الأربعين للولايات المتحدة في الفترة من 1981 إلى 1989: "نحن نعلم أن السلام هو الشرط الذي بموجبه تزدهر البشرية. ولكن السلام لا يتواجد بمحض إرادته. إنه يعتمد علينا، وعلى شجاعتنا في بنائه وتحصينه ونقله إلى الأجيال القادمة. قد تبدو كلمات جورج واشنطن اليوم صعبة وباردة، ولكن التاريخ قد أثبت مرارًا وتكرارًا أنه كان على حق. وقال "أن تكون على استعداد للحرب" "هو إحدى أكثر الوسائل فاعلية لحفظ السلام".