13 وزيراً يحمل درجة الدكتوراه!
بقلم/ د.مروان الغفوري
نشر منذ: 10 سنوات و أسبوع و 3 أيام
السبت 08 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 02:44 م

مرة أخرى:

يشبه الأمر محاولة ترتيب الكراسي على ظهر السفينة تايتانيك في النصف ساعة الأخير.

يوجد في الحكومة اسمان هما في تقديري الأخطر، وهما جنوبيان. اللواء الصبيحي، والدكتور باجنيد.

باجنيد وزيراً للعدل، وبحسب معلوماتي فقد أبدا موافقته لبحاح قبل أيام. حضرت مناقشة رسالة ماجستير لقريب لي قبل ستة أعوام، وكان الجنيد مناقشاً. كانت الرسالة عن الإعفاءات الضريبية، لكن باجنيد تجلى في مشهد معرفي أخذ الألباب. تتبعت أخباره بعد ذلك.

أما الصبيحي فهو باختصار "ابن بلد".

هناك أروى ونادية والصايدي والأشول وفهد والميتمي والأكوع ولقمان.. الخ

عرفت الميتمي في الاسكندرية 2007 في مؤتمر الحوار العربي الياباني، وكان يصر على أن يتحدث بلا أوراق. كما كان قادراً على مناقشة المواضيع الاقتصادية المركبة بطريقة بها قدر من الفانتازي لكنها سرعان ما تلفت الانتباه. كان رائعاً، باختصار.

أما صديقي فهد فلا حدود لجمال وشجاعة وذكاء الإنسان الذي بداخله. في ملامحه وسيرته تجد سقطرى الساحرة.

الأصبحي، عز الدين، رجل من الطراز الأنيق، ينتمي إلى طبقة من المثقفين عاليي التيار. عندما يتحدث تتدفق الأرقام والبيانات، وغالباً ما يكون حديثه قوياً وحازماً، فهو على الدوام شخص يدرك ما يفعله.

أما وزير الكهرباء فقد التقيته في مصر سنة 2001 ضمن مجموعة طلبه. في ذلك المساء قال سرد علينا تجربته مع وزارة الكهرباء. لا أزال أحفظ الأرقام التي قالها. مثلاً: شركة هولندية قررت إنجاز محطة كهرباء بقدرة 90 ميغا وات بمبلغ 36 مليون دولار. رفض مجلس الوزراء العرض، وحدث اشتباك بالأيدي بين الأكوع ووزراء آخرين. بعد استقالته نفذت حكومة المؤتمر مشروعاً بديلاً "13 ميغا وات بتسعين مليون دولاراً".قال أيضاً أنه كان حزيناً عندما بلغه أن وزارة الكهرباء ستكون من نصيب الآنسي، فمن الظلم أن تعطى وزارة ليست أكثر من خرابة لرجل كالآنسي. لكنه تفاجأ في نشرة الأخبار أن وزارة الكهرباء رميت عليه هو، لا الآنسي.

ها هو مرة أخرى يعود للكهرباء. يتمتع الأكوع بشجاعة وذكاء وشرف عال.

إلخ ..

كيف ستنقذ هذه الحكومة الجمهورية، والوحدة، والدولة، والجيش، والضمير، والكبرياء الوطنية المهزومة؟

في غياب المؤسسة، أو في مراحلها الجنينية، تلعب الكاريزما والصفات الفردية دوراً حاسماً. نتيجة مشابهة توصلت إليها دراسة في جامعة ميتشغن قبل سنوات.

لكن الخديعة هنا تكمن في أن الحكومة الراهنة ستذهب إلى المباني الخرسانية بينما يستكمل الحوثي إسقاط محافظات الشمال، ويعد الجنوب للانفصال.

وتبدو الحياة السياسية برمتها تجري تحت الاحتلال. أي أن اليمن، عملياً، يتمتع بسلطة حكم ذاتي لا بالاستقلال. فهناك حاكم عسكري يسمح بقدر ما من الحركة والتنويع الموسيقي إلى حد مدروس. كان غليون قد كتب مقالا قبل اسبوعين عن حزب الله الذي جعل من الدولة اللبنانية مجرد دولة واجهة بلا سيادة حقيقية، وأن الصورة ستكون شبيهة في اليمن.

لا يمكن التقليل من أهمية هذا التشكيل الحكومي. غير أن المسألة اليمنية باتت أكثر تعقيداً من لعبة الميوزيكال تشيرس، أو الكراسي الموسيقية..