الحديث عن مكافحة الفساد بشكل مفتوح له نتائج سلبية. اذ ان احدى سلبياته الحاق الاذى بمن تولى موقعا بغير وجه حق واستغل موقعه. وحين يسقط في الخطأ يتم محاسبته ومعاقبته او تبرئته لاحقا ،المسئول الذي يتمتّع بالحدّ الأدنى من الانتماء ينبغي أن يفكّر ولو قليلًا في كيفيّة مساعدة بلده وشعبة، وسبل تطوير مجتمعه بطريقة أو بأخرى لكنْ أن يكون تفكيره مقتصرًا على كسب المال بجميع الطّرق المشروعة وغير المشروعة، دون أدنى مسؤوليّة تجاه المجتمع الّذي يسعى إلى الإصلاح والتّنمية ورفع مستوى المعيشة، فهذا جدير بالازدراء والاستنكـار.
لا مصلحة لنا في تعرية من يفاجئنا في ليلة وضحاها بانة اصبح من الاثرياء ,لكننا نتحدث عن الفساد. نعرف في حياتنا من كان لا يجد مكتب اوسيارة اومرافق حماية . واليوم يمتلك(فيلا) للمحاماة والاستشارات هل قدراته الجهنميّة، وعبقريته المكيافيليّة جعلته يستطيع جمع قيمة فيلا كهذه. وماخفي!
نحن وانتم والكثير، محدودي الدخل. لا يمكن اليوم تبرير اي ثروة تظهر لأي شخص ما لم يكن مصدرها بيع “ورثة الوالد” او الغربة والاغتراب ، او المتاجرة على المدى الطويل.
غير ذلك نتساءل حول الثراء المفاجى لشاب لم يبلغ من العمر السابعة والثلاثون من طبقة الغير موظفين كما كان يدعي .ليست له علاقة بالطبقة الغنية التي نسمع عنها. وتسائلنا كثيرا من اين لهم هذا؟ سؤال لا ينبني على ارضية الحسد والتحاسد وانما من باب الاطمئنان على المال العام كونه احدى جماعة حماة الوطن كما يدعون . يبقى السؤال ؟ نريد اصدارتشريع وقانون من اين لك هذا؟