عاصفة الحزم هل هي فاصلة لإنهاء الوضع الراهن أم نقطة للبداية؟
بقلم/ راكان الجبيحي
نشر منذ: 9 سنوات و 7 أشهر و 17 يوماً
الخميس 02 إبريل-نيسان 2015 09:42 ص
شيء مخجل ان يقول المتحدث الرسمي باسم التحالف الخليجي-العربي "عاصفة الحزم" بان عملية السيطرة على الاجواء اليمنية تمت خلال خمسة عشر دقيقة .
ذلك الموقف.. ذكرني عندما كنت في مرحلة معينة من العمر قبل سنوات. وانا اتصارع مع بعض الحشرات الملوثة في منزلي. والتي لم استطع التغلب عليها إلا بعد أيام .
لقد استباح عل صالح الحرم القدسي للمهنة العسكرية. مما ظللها عن شجرة المقاومة وحجبها عن شمس الحماية والدفاع عن الشعب والوطن.. وجعلها تحت تصرفه. بل انه وضعها لحمياته.. وكذلك عملية هيكلة الجيش التي قام بها عبد ربه هادي منصور. والتي نسفت الجناح الآخر من الجيش الذي كان تحت راية الوطن نوعاً ما وهم قلة. حتى جاء الحوثي وانهى الجيش برمته .. ونشَّف حبر القدرة على المقاومة .
لست مع عاصفة الحزم التي تقودها السعودية بتحالف خليجي وعربي كبير . بقدر توافقي الكامل مع كسر شوكة صالح وحليفه عبدالملك الحوثي اللذان طغيا بالأرض فسداً وتغطرساً. وأوصلا البلاد الى حالة من التقزم والتشظي.. والانهيار الكامل لمفاصل الدولة والسيادة .
كان من المفترض ان تكون الحرب على صالح والحوثي وإحراقهم.. من اليمنيين أنفسهم ، وبدعم خليجي وعربي.. لكن للأسف لم يستطيعوا اليمنيون أن يقاموا تلك القوتين حينها.. والغطرسة التي يقوموا بها على أرض الواقع.. في ظل مساعي صالح للسيطرة الكاملة على اليمن تحت غطاء الحوثي ،، وتسهيل وترتيب مسبق من قبل المواليين له في محافظات الجمهورية .
علينا ان ندرك بأن السعودية لا تحارب الحوثي. بقدر ما تحارب إيران بالدرجة الأولى .. وتستعرض قوتها. وتعيد تواجدها الصارم وثقلها الكبير اللذان اختفيا قبل فترة من الزمن.. مما يدل على وجود احتمال لتوسع الضربات.. والاستعراض الكامل وقرع طبول الحرب. ليس على المحيط اليمني فحسب, بل على المحيط الاقليمي بأكمله . التي تتواجد فيه اجندة وخيوط إيرانية تزعزع أمن واستقرار المنطقة .
لم يعي عبدالملك الحوثي بعد ان خطواته المتسارعة منذ البداية .. وتحالفه مع صالح.. الذي يرمي به في النار بعد ما حقق كل مآربه تحت غطاءه.. ان تلك الخطوات تسقطه شيئاً فشيئاً نحو مستنقع الانهيار.. والهرولة نحو المجهول .دون مشروع او رؤية واضحة لطريقة خطواته المستحدثة سلبياً على أرض الواقع.. وهو ما يستدعي الأمر الى تقبل الوضع الراهن. بكل مقاييسه . واحتمالاته. ونتائجه العكسية التي سترتد عليه بشكل وخيم وبصورة غير مقبولة .
عاصفة الحزم.. جاءت في وقت تعيش فيه اليمن أزمة عارمة ما بين انهيار كامل للشرعية وللدولة. وتغطرس علي صالح والحوثي وامتداد توسعهم نحو مناطق ومدن كثيرة. مما ادى ذلك الى قلق دول الخليج والسعودية على وجه الخصوص وشعروا بخطورة الأمر وتمدد اذرعة إيران في المنطقة. حتى كان لهم تلك الخطوة الاستباقية .
لا نشكك في عاصفة الحزم بتصويب ضرباتها على اهداف معينة ، وفي إطار محدد ومركز.. لكن التشكيك في ما ان كان القصف مستمر ما بعد تفتيت قوة صالح الضخمة وحليفه الحوثي التي استنبطوها من قوة الدولة ومحتوياتها, ويتوسع النطاق الى اهداف بعيدة المدى. ويستهدف مدنيين. ومنشآت حيوية.. وهذا شيء من الصعب حدوثه. ومن الصعب دفع ثمنه.. مع إيماننا بأن الغارات التي تسقط حاليا على معسكرات وتدمر مخازن للأسلحة. ومطارات هامة جزء من تدمير البنية التحتية. لكننا نجزم بان المملكة العربية السعودية ودول الخليج بلا استثناء قادرين على التعويض والتعويض الكبير .
خطورة الوضع في ظل الاحداث الجارية ، وشل حركة صالح والحوثي وإرعابهم ، وتساقط الأوراق من بين أيديهم. ان يتم التحول الى أقبح الأعمال لديهم. وهي القيام بمجازر على الأرض ونسبها لعاصفة الحزم ، او انتشار لأسلحة المضاد في الاحياء السكنية بهدف تصويب الضربات الجوية وإحداث نوع من الضرر للمدنيين.. في حين ان قوات التحالف تستهدف مواقع عسكرية معينة ودقيقة في التصويب.. بعيداً عن الأحياء السكنية وهو ما يجدي القول في عدم وجود وثائق وتقارير لمنظمات حقوقية دولية تشير الى حدوث ضرر مدني وضحايا مدنيين .
فهل ستكون عاصفة الحزم الفاصلة في كسر ضلوع صالح والحوثي.. والمحورية في إنهاء عقدة التوتر والاحتقان والتشظي الذي عصف بالبلاد سابقا وحديثاً .. ام هي نقطة للبداية في الخوض بمرحلة قادمة أكثر خطورة .. وأكثر تشظي وتقزم مما كان عليه !؟
الأيام القادمة ستحمل لنا الجواب عن ذلك التساؤل.. والعديد من التساؤلات الملحة لدى اليمنيين وما أكثرها !
بقلم/ راكان عبدالباسط الجُــبَيحي

كاتب صحفي- يمني

Aljubaihi11@gmail.com