جلاد الأمس يتباكى اليوم.. 1-3
بقلم/ عماد محمد خالد
نشر منذ: 15 سنة و 8 أشهر و 28 يوماً
الإثنين 16 فبراير-شباط 2009 04:57 م
 

فراءت ما كتبه أحد كبار قتلة شعبنا في مقاله (من خدعة الوحدة إلى شرعية الاستقلال) وهنا نقول .. نعم ..الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأطهار الذين قدٌموا أرواحهم في سبيل الله نصرة لشعبهم ووطنهم ، وبتضحياتهم تلك نعمنا وإياكم بفجر جديد شع فيه نور الحرية والإستقلال .

صدقت .. بتوجيهك التحية لآباء وأمهات وأبناء أولائك الرجال الصناديد ، ولكن نقول لك إنك أنت ومن معك كنتم سبباً في مضاعفة ألآم وأحزان آباء وأمهات وأبناء شهداءنا الصناديد .

أتذكر ماذا صنعت أنت ومن معك في وطننا من مآسي .. أنسيتم الجرائم التي أرتكبت من قبلكم ومن قبل حزبكم الدموي أم نذكركم ، بفضلكم زاد عدد الأيتام والأرامل وبعملكم مُلئت قلوب آبانا وأمهاتنا حسرة وآلما .. أنسيتم مجازركم ؟ و هنا سوف نذكرك بواحدة .. واحدة فقط من فظائعكم بحق شعبنا ووطننا .

أتعرف هذا الرقم ((13)) أتذكر تاريخ 13 يناير 1986 !! هل تعلم كم أعداد القتلى الذين سقطوا في هذه المذبحة ؟؟ وهل تعلم كم أعداد شهداءنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم على درب التحرير والأستقلال ؟ إن من قتلتموهم بايديكم من أبناء شعبنا يفوق أعداد أؤلئك بالآلاف .. وهنا نقول دعوا المزايدة علينا وعلى أبناء شعبنا ودعوا المتاجرة بدماء وتضحيات الشهداء بذكركم البطولة والنضال والأستبسال ، وياللأسف حتى عندما أشعلتم نار الفتنة في 13 المشؤم تركتم من حرضتموهم وجعلتموهم وقوداً لها تركتموهم وراء ظهوركم يواجهون الويلات من قتل وسحل وإعدامات وفررتم من أرض المعركة ونجوتم بأنفسكم وكأن لسان حالهم يقول( رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ) أتذكر إلى أين كان فراركم وهروبكم ؟ أتذكر إلى أين كان لجؤكم وأين كان ماوآكم ؟؟ .

وكلما تعمقت في فراءت ما سردته أزداد تعجبي مما تقوله .. إننا أثناء حكمكم الشمولي لنا - الذي أعتقنا الله العلي القدير منه والذي أذقتمونا فيه شتى أنواع العذاب – حيث كان أزلامكم وزبانيتكم يقتحمون علينا مساكننا وينتهكون حرمتها وينتزعون آبانا و إخواننا من بين أبنائهم وبناتهم وأمهاتهم وزوجاتهم ويسوقونهم سوق النعاج إلى المجهول ؟؟؟؟ أتتذكر مقابركم الجماعية ؟ أتذكر حفلات الإعدامات التي كنتم تقيمونها لأبناء شعبنا الذين تذرفون عليهم اليوم دموع التماسيح وتطلقون من أجلهم الصرخات يوم هنا ويوم هناك !! . هل نسيت أم تناسيت سرقة أموالنا وممتلكاتنا والتي نهبت بإسم الشغيلة والطبقة الكادحة وكان شعاركم حينها خذوا أموال وممتلكات الطبقة البرجوازية ! أتتذكر الحقد الطبقي ؟! هل تعرف كيف تم الإستيلاء على ما كنا نمتلكه ؟ وهل تعلم من نهب كل ذلك ومن سكن في مساكننا من طواغيت حزبكم وأزلامكم وزبانيتكم ؟ هل تعلم أنكم شردتم شعب بأكمله ؟؟.

هل أذكرك يامن تتباكون على شعب هتكتم أعراض النساء فيه وقتلتم علماءه الأتقياء وكنتم سبباً في تشريد خيرة رجاله ألم يكن القتل في عهدكم البائد على الهوية ..أنسيتم المحرقة التي نصبتموها لشعبكم محرقة حزبكم .

ألم تزرعون في الشعب طيلة فترة حكمكم البائد الخوف والخنوع والذل حتى كان الواحد منا يخشى من الحديث مع نفسه خوفا من أن تسمعه الجدران من حوله . هل تريد تذكيرك بتلك المآسي والآلآم ؟

ولكن أتعلم ياهذا ..إن من سخرية الزمان ومهازل الأيام أن ينادي من نهب ممتلكات غيره بإعادة ما تم نهبه وضاع مع الأيام ؟! ومن الغريب أن من صم آذاننا طيلة عشرات السنين ليلاً ونهاراً بضرورة الملكية العامة وبموجبها صادروا الحجر والشجر والبشر وكانوا سبباًفي تدمير إقتصاد البلاد والعودة به إلى الوراء أن ينادوا اليوم بالحرية الإقتصادية وضرورة الملكية الخاصة وهم من قضى عليها إنهم كما عهدناهم يركبون موجة كل عصر ويتلونون بلون الزمان الذي هم فيه ويغيرون أفكارهم وعقائدهم بحساب الربح والخسارة. وإلى لقاء آخر..