نصائح للدبلوماسيين اليمنيين
بقلم/ السفير الدكتور/علي مثنى القربي
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 6 أيام
الإثنين 13 يونيو-حزيران 2011 08:55 م

تحظى الدبلوماسية اليمنية بسمعة طيبة وبإمتياز، وينظر كافة اليمنيين في الداخل والخارج للدبلوماسي اليمني بعين الإعجاب نظراً لأدائه المهني الراقي ولإحترافيته المنقطعة النظير. ويرجع الفضل في هذا النجاح الباهر إلى حظوة وزارة الخارجية وعلى الدوام بقيادات متفهمة لمقتضيات الوظيفة الدبلوماسية وتسهر دوماً على رفعتها ورقيها. كما يكمن سر هذا النجاح بالنصائح التي يتوارثها الدبلوماسيون ويتذاكرونها فيما بينهم حتى لا يحيدون عن المسار الذي رسمته لهم وزارتهم ، وهي:

- النصيحة الأولى : على الدبلوماسي عدم التفكير لحظة واحدة بالإستجابة للدعوات الشاذة بضرورة أن يكون الكادر الدبلوماسي نوعيّا وذا كفاءة عالية، فكل هذه الميزات ستدخل صاحبها في دائرة الإنتقام وسيصبح هدفاً لكل الجهلة والناقمين لأنه ومن حيث لا يدري سيكون المرآة التي تفضح قبح جهلهم وشراسة مناطقيتهم، وانفصام شخصيّاتهم.

- النصيحة الثانية: يحظر على الدبلوماسي الحصول على شهادات عليا (ماجستير، دكتوراه) في تخصصات نوعية تسهم في تحسين الأداء الدبلوماسي من جامعات عريقة، وخاصة إذا كانت ضمن برامج التأهيل والمنح التي تفرض على الوزارة. بل عليه الإكتفاء بالحد الأدنى من التأهيل وإن لم يكن بمقدوره كبح جماح طموحاته فليفكر بطريقة أقل كلفة في الجهد والوقت فهناك جامعات توفر مؤهلات جاهزة وستخدمه أكثر كما خدمت بعض السفراء والدبلوماسيين النوعيين، الذين كانوا وما زالوا محل تقدير القيادات المتلاحقة للوزارة.

- النصيحة الثالثة: على الدبلوماسي تجنب الفصاحة الزائدة بإجادة لغات أجنبية (إنجليزية، فرنسية، المانية،.أسبانية.......الخ)، فستكون إحدى المآخذ عليه أن يتحدث لغات الفاعلين الدوليين، ويتفاعل معهم على حساب تهميش لهجته المحلية، مع العلم بأن اللهجات المحلية ليست جميعها محل تقدير.

- النصيحة الرابعة: على الدبلوماسي التخلي عن الفضول ومحاولة الإفراط في إستخدام الكمبيوتر وشبكة الأنترنت، وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة فليس المطلوب منه مواكبة الحداثة والإطلال على العالم من خلال نافذة صغيرة ومتابعة قضايا الساعة بتعمق، فيمكن للدبلوماسي من اشباع فضوله وإرضاء طموحات القائمين على أمور الوزارة بالإطلال على باب القاع أو البونية من نوافذ الوزارة القديمة أو مواكبة الحداثة والإطلال على منطقة السنينة أو عصر من نوافذ الوزارة الجديدة وهذا يفي بالغرض منه كدبلوماسي رفيع يطل من الأعلى.

- النصيحة الخامسة: يمنع على الدبلوماسي سعة الإطلاع على ما يدور على الساحات المحلية والإقليمية والدولية وأروقة المنظمات الإقليمية والدولية فيكفي الإطلاع عن كثب على ما يدور في ساحة الوزارة وأروقتها أو في أروقة السفارة عند التعيين.

- النصيحة السادسة: لن يكون من المفيد للدبلوماسي صرف الإهتمام إلى المشاركة في المؤتمرات والندوات وكيفية الإعداد لها، وعليه الإكتفاء بصقل المواهب في ترتيب الجلسات الخاصة والمواظبة على مجالس القات، لأنها ذات مردود مضمون في الداخل والخارج.

- النصيحة السابعة: حذار من البحث عن أنجع الوسائل لتنمية وتطوير علاقات بلادنا مع العالم الخارجي في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والعلمية والصحية والتجارية وغيرها، فيكفي الحرص على تعلم أنجع الوسائل لتطوير العلاقات البينية (بيننا البين) وخاصة مع ذوي النفوذ وحملهم على كفوف الراحة.

- النصيحة الثامنة: لن يحتاج الدبلوماسي إلى صقل مواهبه الكتابية والإبداعية في صياغة التقارير السياسية والإقتصادية والثقافية وغيرها وعليه الإبتعاد عن التنجيم وإستقراء الأحداث واستشراف المستقبل، ويا حبذا لو إجتهد في رفع تقارير سريّة حول حركات وسكنات زملائه، وإستقراء نواياهم.

- النصيحة التاسعة: ليس على الدبلوماسي المبالغة في حسن المظهر وتعلم فن التعامل والتحاور والتفاوض مع الآخر، وسواء كان هذا الدبلوماسي يعمل في الديوان العام أو كان في إحدى البعثات الدبلوماسية فلن يكون مضطراً للتعامل أو التحاور أصلاً، فسيفرض عليه ما يمكن تسميته بالحجر الدبلوماسي. وهناك آليات متعارف عليها ومعمول بها لفرض هذا النوع المبتكر من الحجر. فالتمثيل الدبلوماسي من وجهة نظر الدبلوماسية اليمنية فرض كفاية إذا قام به أصحاب السعادة أو تقاعسوا عنه سقط عن بقية الدبلوماسيين.

- النصيحة العاشرة: مطلوب من الدبلوماسي الوعي التام وعدم التهور والعمل في الدوائر السياسية وغيرها من الدوائر ذات طابع العطاء، وعليه أن يعقد العزم على العمل في كل ما من شأنه تنمية ثقافة الأخذ والإستحواذ فسيجد الفرق جليّاً بين من يبدع وينمي حسه السياسي والإقتصادي والثقافي وغير ذلك وبما يعود على بلادنا بالفائدة وبين من يبدع في إجادة لغة الأرقام ويتفنن في تطوير المفاهيم المالية . وهؤلاء هم قلة بالوزارة ولكنهم من الصفوة الأخيار، وللغرابة محل تقدير الجميع وفي مختلف المراحل، ويحصلون على أكثر مما يستحقون حرصاً من الوزارة على عدم التشويش على أذهانهم الرقمية وبالتالي على عطائهم.