إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس محكمة الاستئناف الكويت تحجز قضية طارق السويدان للحكم أردوغان يحسم موفقة من حرب غزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة
مأرب برس – عمان - علي الكاش- خاص
ربما خيبة الشعب العراق أن يصادف عقد مؤتمر القمة العربية والرئيس العراقي قد خرج تواً من المشفى الأردني ليتابع دور النقاهة من امراضه المتعددة ومنها السمنة والسكر والضغط والشراهة، ويبدو ان الرئيس العراقي كان محموماً وهو يلقي كلمته الكوميدية في مؤتمر القمة مفجراً سلسلة من الألعاب الديمقراطية في سماء القمة الملبدة بغيوم العراق وفلسطين ولبنان جعلت الجميع ما بين فزعا او متفاجئا أو ساخراً أومستمتعاً بها، لقد اثبت رئيسنا انه ما يزال يعاني من حمى العمالة وسخونة الوضع السياسي والرعدة العربية و أشباح المقاومة الوطنية التي تتراى له يومياً في الصحو والنوم والعافية والمرض
وهذا يفسر حالة الهذيان السياسي التي ت
حدث بها، بعد ان فجر خادم الحرمين جلالة الملك عبد اللة قنبلة القمة التي وصلت شظاياها الى الولايات المتحدة الأمريكية وكافة أرجاء المعمورة عن حقيقة الوضع المتأزم في العراق، معتبرا الوجود الأمريكي في العراق غير شرعيا وهو واقع احتلال، وبلا شك ان هذا الموقف غير التقليدي هز جدران المشاعر العربية والدولية الشريفة قبل أن يهز جدران المؤتمر ويهز في الوقف نفسه مشاعر واحاسيس رئيسنا المريضة كجسده المترهل. كانت الجملة قوية ونافذة وفي الصميم جمعت كل مشاعر العراقيين والأمة العربية والقوى المحبة للسلام في بوتقة واحدة، وأثبت العاهل السعودي للجميع بأنه ليس صياداً ماهراً يصيد الطرائد فحسب واما سياسياً ماهراً يصيب الطرائد السياسية المخفية بنفس الكفاءة والدقة، وفي الوقت الذي شعر جميع الحاضرين بالأرتياح كان الرئيس العراقي ووزير خارجيته في حالة شبه إغماء جراء هذه الهجمة المباغتة من العاهل السعودي والتي جردهم فيها من كافة اسلحة الأدعاء الشامل؟ وجعلت الرئيس يلتفت يميناً ويساراً لعله يجد من يضع له كمادة على جبهته ليقلل من حمية العمالة التي ترافقه بأستمرار وخاصة في الأوقات الحرجة.
كان الحضور الكردي في القمة العربية لتمثيل العراق العربي أشبه بقصة يوسف السباعي أرض النفاق وحضور الرئيس الكردي ووزير خارجيته الكردي تذكرنا بقصة آخر الرجال المحترمين وجلسوه في المقعد يذكرنا برواية بين الأطلال وكلمة الرئيس الطالباني تذكرنا بقصة نجيب محفوظ ثرثرة فوق النيل وخاتمة الكلمة المتضمنة طلبات فخامته السكرية تذكرنا برواية بيكت في إنتظار غودو، لقد عبر الرئيس تعبيراً رائعاً عن الحمى التي يعاني منها خلال هلوسته وهو يردد منجزات العراق الديمقراطي الجديد مطالباً الدول العربية بمساعدة العراق الجريح، وهي مفارقة ممتعة فهو من جهة يعدد مآثر الديمقراطية من انتخابات واستفتاءات ودستور لم تأتي بمثله جهابذة الحضارات ومفكريها رغم ان محمود عثمان الكردي الآخر أعترف بان الدستور لم يكن من وحي العراقيين وإنما من وحي اليهودي نوح بنيامين الذي كتبه لهم ووقعوا عليه حسب أوامر السيد الأمريكي؟ يبدو ان الرئيس كان يفكر بمحرار حرارة الجسم وهو يعدد منجزات حكومته العليلة مثله بأمراض أشد فتاكا من اهمها الطائفية والعنصرية والفساد بكل أشكاله، فهو تحدث عن الأنتخابات متناسياً بانه هذه الأنتخابات المزيفة كما كشفت عنها بعد احتدام الخلاف بين مسؤولي المفوضية العليا للأنتخابات أظهرت حجم الفساد المالي والأداري الذي صاحب الأنتخابات، وكأن الرئيس يعاني أيضاً من مرض الذاكرة المتصدأة وهو النسيان فقد غفل عما صاحب الأنتخابات التي جرت برعاية قوات الأحتلال من تدخلات عناصر الميليشيات واستخدام الدعاية الدينية لدفع الجماهير للمشاركة في التصويت، وكأنه تناسى أيضاً الشاحنات المحملة بالبطاقات الأنتخابية التي جاءت من ايران واسدل الستار عن القضية دون ان يرى العراقيون نتائج التحقيق؟ وكأن الرئيس نسى ان ما يقارب(400) الف ايراني دخلوا العراق قبل الأنتخابات وصوتوا لصالحها و(250) الف كردي جلبوا الى كركوك لنفس الغرض؟ وكأنه تناسى ان الأنتخابات ظهرت نتائجها قبل ان تتم عملية الفرز؟ وان العملية الأنتخابية قد حسمت نتائجها قبل الشروع بها ؟ ان الزرقات بالأبر التي تعطاها سيادته قد نشطت بدنه لكنها أضعفت عقله وهو يتحدث عن أهم انجاز حققته حكومته الأنفصامية وهي زيادة رواتب الموظفين الذين كانوا يتقاضوا (3) دولارات في زمن الدكتاتورية في حين يتقاضون في عهده الديمقراطي الزاخر اكثر من (200) دولارا؟ بلا شك ان عمى الألوان من عاهات رئيسنا فهو قد تجاهل بان العراقي كان يحصل على مواد غذائية مجاناً طوال فترة الحصار الجائر، لا يمكن ان يوفرها الراتب الديمقرطي؟ كما ان اجور الماء والكهرباء والهاتف رمزية ولم يكن الموظف بحاجة ليدفع خمس راتبه هذا للحصول على الطاقة الكهربائية من القطاع الخاص؟ وكان سعر النفط والبنزين شبه مجاني، في حين بلغ سعره في العهد الجديد هذا إذا توفر فعلاً بأسعار تزيد عن أسعاره في دول اوربا؟ وتناسى فخامته بأن اسعار الفواكه والخضر كانت تباع بأسعار بخيسة وليس بالآف الدنانير كما هي عليه الآن؟ وتناسى ايضاً ان العراقي لم يكن يحتاج الى أن يدفع الرشاوي للحصول على وظيفة في وزارة الداخلية كما كشفت الوزارة عنها مؤخراً او الدفاع أو بقية الوزارات؟ ونسى ايضاً ان جواز السفر لم تكن قيمته في العصر الدكتاتوري كما يدعي سوى عشرين ألف دينار عراقي بما يساوي (14) دولار، ويحتاج العراقي حالياً لكي يهجر الجنة الديمقراطية الموعودة لدول الجوار الى جواز بسعر يتراوح ما بين (500-700) دولارا تاركاً داره وممتلكاته لجيش المهدي المظفر يسكن فيه من يشاء؟ وان جوازات السفر في العهد الجديد كما ذكرت وزارة الداخلية تباع بالجملة لأشقائنا في الأسلام من الأيرانيين بسعر(500) دولاراً للجواز الواحد ؟ نسى فخامته أو فخ أمته هذه المزايا كلها ولكنه المرض؟ الا الف لعنة على المرض الذي أصاب رئيسنا وفي مثل هذا الوقت الحرج الذي يمر به العراق والأمة العربية؟ الا ألف لعنة على تلك الطفيليات المجهرية التي تشارك قوى الأرهاب في مهامها في إضعاف رئيسنا والأرادة الوطنية؟ الا الف لعنة على وزارة الصحة الصدرية التي فشلت في معالجة اكبر مرجع سياسي- بعد السفير الأمريكي وقواته من الضابط الى الجندي- ويهرب وزيرها ونائبه بكل جبن وخسة تاركين رئيسنا لوحدة في مواجهة طفيليات المرض؟ الا ألف لعنة على الحكومة الزائفة التي لم تتمكن من مواجهة البكتريا وتدعي بأن لها القدرة على مواجهة الأرهاب بشقيه المحلي والدولي؟ ألا ألف لعنة على شمالنا الحبيب حيث ينتشر فيه الأمريكيين والأسرائيليين وكل أعداء العرب والعروبة وأطباء من مختلف الجنسيات ولكنهم يعجزون عن معالجة قائد المسيرة الخيانية الذي فطم على العمالة والتآمر على العراق؟ انه عبث الأقدار وسخرية الطفيليات وتهكم البكتريا وعربدة الجراثيم وكسل المضادات الحيوية وتخاذل كريات الدم البيضاء وخيانة كريات الدم الحمراء، كلها تتحمل مسؤولية مصاب العراق بقائده المثخن بالأمراض والأوبئة؟ الا يكفيه كابوس المقاومة وفشل العملية السياسية وضياع الأمن وفقدان السيادة ليضاف الى ذلك كله امراض الجسد ؟ على الطرف الآخر من المنجزات التي حققتها الحكومة الزائفة توجد حقائق مذهلة عن الواقع المأزوم في العراق، لم يتطرق لها الرئيس الطالباني فهو لم يفسر لنظرائه من القادة العرب أسباب هروب (4) مليون عراقي من فردوسه الديمقراطي الى دول الجوار؟ وهي مشكلة كان من الأحرى به ان يناقشها في المؤتمر ولا سيما انها أكبر هجرة منذ هجرة الفلسطينيين عام 1948 وما تلاها؟ اليس لهؤلاء الملايين من العراقيين حقوقاً في ثروات بلدهم التي تهدر يوميا ؟ بدلا من الأستجداء بالأمم المتحدة والمنظمات الأنسانية لمساعدة اللاجئين العراقيين؟ رغم ان هؤلاء اللاجئين لهم املاك وأعمال في العراق لكنهم تخلوا عنها بعد أن فتحت المليشيات نار جهنم عليهم تحدث الرئيس عن نجاح الخطة الأمنية وفي خضم ارجوزته المزعجة يصادف ان تقوم الميليشيات في خضم الخطة الأمنية بمجزرة جماعية في مدينة تلعفر حصدت اكثر من (200) عراقي ما بين قتيل اعدم بطريقة جسدت قمة الطائفية وجريح ، وكان من أبطال هذه الملحمة الوطنية رجال الشرطة الساهرون على تدمير الوطن وخرابه؟ والغريب ان الجيش أطلق سراح القتلة بعد تعهدهم بالحضور عند التحقيقات التي ستجريها المحاكم العراقية وقد شاهد العالم كله كفاءة اكبر محكمة عراقية عند محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين، ويمكنه من خلالها أن يستنتج مستوى وكفاءة المحاكم الصغرى؟ ويأتيك من الأخبار ان المالكي أمر بعون الله وقوته أن تشكل لجنة تحقيقية وهي ستكون بالتأكيد بنفس كفاءة لجنة تحقيق سجن الجادرية ولجنة تحقيق إختفاء وقتل عدد من أعضاء اللجنة الأولمبية على ايدي المجلس الأعلى للثورة الأسلامية ولجنة تحقيق غارة وزارة الداخلية على وزارة التعليم العالي ولجنة تحقيق احداث سامراء، والتي لم تظهر بعد نتائج التحقيق لأمر يعلمه الضالعون في علم العمالة وفقه الخيانة فقط.
لم يتحدث الرئيس في الجنجلوتية الديمقراطية عن الفساد المالي الذي بلغ حسب تقارير الأمريكان وليس مصادرالمجاهدين ب(4) مليار دولارا سنوياً، ولم يتطرق الى ثروة العراق المنهوبة التي قدرها الأستاذ الدكتورعلي المشهداني بحوالي (4) مليار دولارا، ولم يوضح كيف تتمكن الميليشيات المسعورة من السيطرة على 70% من النفط العراقي؟ علماً ان مصادر بريطانيا ( صحيفة ديلي غراف)نشرت بأن أزمة الوقود في العراق يقف ورائها الفساد المستشري في وزارة النفط ولا علاقة له بالرواية الرسمية العراقية التي ترجعها الى استهداف انابيب النفط من قبل المسلحين، مضيفة بأن نسبة التضخم وصلت الى 50% ؟ ولم يتحدث سيادته عن خسائر العراق منذ الغزو والتي بلغت بحدود(600) مليار دولار نجمت عن تدمير الوزارات والمؤسسات العراقية ونهب أسلحة الجيش وممتلكات الدولة الرسمية على يد الأمريكان وحلفائهم من عراقي الجنسية؟ لم يتحدث الرئيس عن أكبر منجزات حكومته وماسبقها بمقتل اكثر من (650) الف عراقي منذ الغزو وضعفهم من الجرحى والمعوقين؟ ولم يتطرق الى الأنتهاكات التي يمارسها الأمريكان وعملاء الحكومة الشبح الهزيلة في سجن ابو غريب والأغتصابات التي تعرضن لها حرائر العراق من عبير وصابرين وواجدة والمئات غيرهن؟ ولم يتحدث عن ثقافة الدريل والمكواة الصولاغية التي عجز علماء سجن الباستيل عن اختراعها؟ أو عن منجزات العراق الجديد من أنتشار الأيدز والأمراض الجنسية بفعل زواج المتعة وأنتشار تجارة المخدرات وتجارة الرقيق الأبيض التي أصبحت من أفضل صادرات العراق الى دول الجوار، بعد أن كان العراق في العهد الدكتاتوري خالياً منها جميعا بأعتراف الأمم المتحدة؟ لم يتحدث سيادته عن ظاهرة أغتيال خيرة علماء واساتذة العراق والذين تجاوزوا (300) إضافة الى أغتيال (180) صحافيا وعدد كبير من الطيارين وكبار قادة الجيش على أيدي عملاء ايران من ميليشيا بدر والمهدي؟ وهو بنفسه الذي طالب الطيارين بمغادرة محافظاتهم والتوجه الى شمال العراق لضمان حياتهم ؟ ولم يشير الى تحذير رابطة المدرسين في الجامعات العراقية بأن 75% من أساتذة الجامعات العراقية هاجروا الفردوس الطالباني متوجهين الى جحيم الغربة والأغتراب؟ يتحدث سيادته عن تأهيل القوات العراقية متناسيا ان الجيش والشرطة وبقية القوات ماهي سوى خراعات ميليشياوية للمواطنيين وقد أعترف قائد شرطة البصرة لوزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية بأن 25% من الأعمال الأجرامية يرتكبها رجال الشرطة؟ وان أسلحة الجيش والشرطة كما أشارت التقارير الأمريكية تباع في أسواق النخاسة المحلية؟ رغم المليارات التي صرقت على تأهيلهم غير المجدي؟ ولم يتحدث فخامته عن فشل الخطط الأمنية جميعها لأن الآداة التي تنفذ المهام الأمنية ومنها محاربة الميليشيات المسعورة هم من الميليشيات نفسها وسلاحهم في عملهم الطائفية والتطرف؟ لم يتحدث فخامته عن انجاز كبير جداً وهو شبه توقف العملية التدرسية والتعلمية في العراق وتسرب ما يقارب (3) مليون طالب من مقاعد الدراسة بسبب العنف والفقر؟ علماً ان العراق منح جائزة من اليونسيف ابان العهد الدكتاتوري لنجاحه في محاربة الأمية وكسر شوكتها؟ لم يتحدث سيادته عن تدهور الزراعة في العراق وتحول العراق من منتج الى مستورد لقوته ولا خير في شعب يأكل من قوت غيره كما قال جبران خليل جبران؟ وتدهور الصناعة العراقية وغلق معظم المصانع والمعامل الكبرى او العمل بأنتاجية متدنية كمعمل الأسمنت والأقمشة والفوسفات والتعليب والأصباغ والمئات غيرها؟ وفشل مشاريع الأعمار التي تمشدقت بها حكومته كثيراً في المحافل الدولية والتي لخصها عضو في الكونغرس بأن " انجازتنا في إعادة تعمير العراق هي صفر".
الحديث طويل ومنجزات حكومة الطالباني اكثر من ان تعد وتحصى فقد تحول العراق الى جحيم بهمتهم ونشاطتهم وغيرتهم وحنكتهم وتفننهم في خدمة الأعداء ، ولكن مع كل هذا لا بد من التنويه بانه" ليس على المريض حرج" فرئيسنا مريض ويعاني من إشكالات مرضية متعددة، وعليه ليس من حقنا ان نبالغ في لومنا وعتابنا فقد نفاقم في تدهور صحته من حيث لا ندري فنزيد مصائبنا مصيبة أخرى، ويكفينا ما لدينا.
سيما أن سخونته تصاعدت بشكل خطير عندما جاء في البيان الختامي للمؤتمر " إحترام سيادة وإستقلال العراق وهويته العربية" ومن المعروف أن علة العروبة قاسية في وقعها على صحة رئيسنا، فهو يذكر في مجالسه الخاصة : ان الام الأنسان اربعة انواع الأول آلام الولادة والثاني آلام الضرس والثالث آلام الكلية والرابع وهو أشدها آلام العروبة؟ علي الكاش كاتب ومفكر عراقي
* كاتب ومفكر عراقي