مأرب و حوار الرياض
بقلم/ محمد صالح بن فرحان الحلال
نشر منذ: 9 سنوات و 6 أشهر و 13 يوماً
الثلاثاء 05 مايو 2015 02:04 م

بداية وفي الوقت الذي يسطر شباب المقاومة الشعبية لابناء مارب في ميادين الصمود وتقديم التضحيات والاستبسال في مواجهات عسكرية دفاعية دون حياض مارب وكرامة وعزة أهلها ضد المليشيات الحوثية وقوات حليفها صالح  الانقلابية الغازية والمعتدية على أهلنا في مارب وبقية محافظات الجمهورية وقيامها بالاعتداءات والدمار واقلاق للسكينة العامة لكل مواطني الجمهورية اليمنية من الشمال الى الجنوب والقضاء على كل شي جميل بالبلد ولكن ابناء مارب أول من رفض تلك المليشيا العبثية واتخذوا قرارا بالاجماع في التصدي والدفاع عن ارضهم واستحقاقاتهم الوطنية  فتصدى لها شباب المقاومة الشعبية من ابناء مارب ومرغوا انف المعتدين في التراب وباتت تلك المليشياتحت رحمة ضربات المقاومة من رجال القبائل الشرفاء  .

والتي بالرغم مماتحمله من دمار وافكار متخلفة ورجعية اتت من خلف التاريخ وثقافة الكهوف الا اننا ندرك كذلك امتدادها لسياسات التهميش والالغاء والظم والالحاق من قبل القوى الهضبة النافذة والناهبة لمقدرات البلد طيلة العقود السابقة ونعلم جيدا بان مارب قد ضلمت من الكتلة التى حكمت ونهبت ثروتها بحوالي ٨٥ مليار دولار لن تخدعنا مرة اخرى

ومع كل ذلك نؤمن ايمانا عميقا ان لغة القوة والعنف ليست حلا لاي مشكلة بقدر مانؤمن بان الحل لن يأتي الا بلغة المنطق والعقل ورجوع كل الاطراف اليمنية الى طاولة الحوار ولن يكون الحل جزئيا ولايمكن ان يكون الحل الا في الاطار الوطني الجامع الذي يتوافق عليه جميع اليمنيين بمختلف شرائحهم ومشاربهم السياسية ونحن ابناء مارب نعتبر انفسنا جزء من الشعب اليمني وليس بعيدين عن معاناته وعانينا كثيرا من الحرمان والاقصاء والتهميش في ظل المرحلة البائدة .

وونتطلع الى مستقبل مشرق والى نيل استحقاقاتنا التي كفلتها لنا مخرجات الحوار الوطني الشامل فى إطار المشروع الوطنى الجامع القائم على العدالة والشراكة فى السلطة والثروة وليس الى مشاريع تلك القوى المتصارعه مشاريع الظم والألحاق

ولكن في الوقت نفسه نسمع حديثا يجري من خلال وسائل الاعلام العالمية عن لقاءات في الرياض وترتيبات لعقد حوار فإنه بالنظر الى قائمة اسماء اطراف اللقاءات والمدعويين للحوار تثير الحزن وخيبة الأمل من نتائجها المرتقبه والمنتظرة ممايحصل في الرياض من لقاءات لتلك القوى التقليدية المهترئة التي انهكت واهلكت شعبنا اليمني وسقطت كل اخلاقها ومبادئها امام العالم تجاه شعبها واتباعها.

والتي بالطبع ان هذه اللقاءات لن تكون معبرة عن تطلعات وآمال وطموحات الشعب اليمني بقدر ما يعيد انتاج نفسها من جديد لقوى الهضبة الناهبة والنافذة وبحلة جديدة

وبالتالي نحن هنا في مارب ومعي الكثير من المناظلين الشرفاء من ابناء مارب نرفض اي تسوية سياسية او بالأحرى كولسة سياسية تجري الان في الرياض وبرعاية سعودية دون اشراك ممثلي لأبناء مارب في تلك التسويات الجارية الان مالم فإن ابناء مارب غير ملزمون بأي تسوية أوكولسة لاتقوم على حفظ تطلعات ابناء مارب مستقبلا ومالم يمثلون فيها .

فقوى الهضبة بكل اشكالها السياسية والقبلية وبكل مشاربها سواء من كانوا في اليمين أو في اقصى اليسار .

 لم نعد نثق في اي منهم فيكفي ماقد مر من وقت وعقود من الزمن جعلتنا تلك القوى تحت التهميش والاقصاء والظلم والقهر والحرمان .

تعاملت معنا تلك القوى الناهبة كجغرافيا اوبالاحرى تعاملت تلك القوى مع الانسان الماربي كنفط وغاز وكهرباء واهملت الانسان وداست على كرامته وآدميته فلم تعر له أي أهتمام ولم تضم ذلك الانسان الماربي في أيا من اجندتها بل ساهمت في تجهيله واشعلت الحروب فيما بينه واخوه الآخر بدواعي لامبرر لها وكعمل حرفي ممنهج بل تركت ابناء مارب كما خلفهم سيل العرم فأي مكذب لما قلته فماعليه الا ان يشرف مارب ويزورها فسيراها اطلال مملكة سبأ فلا ماء ولا كهرباء ولاصحة ولاتعليم الا ماندر

فلا خير في تلك القوى ولا في توافقها لاننا بالنسبة لها لانعنيها بقدر ماتعنيها ثرواتنا ونهبها

واخيرا نقول بالفم المليان وليسمعها الجميع وليوصلوها الى رعاة تلك الكولسه والتسويات السياسية بالرياض

ان لم يكن احد يمثل مارب جميعها كماربي وليس كحزبي في هذه التسويات فنقول من الان اي مخرجات واتفاقات لهذه الاجتماعات لايمثل فيها الماربيون فلاتعنينا هذه الاتفاقات ولسنا ملزمون بها كوننا دفعنا الغالي والرخيص واسقينا ارضنا بدماء خيرت شبابنا ولن نتنازل عن تلك الدماء ولن نتنازل عن استحقاقاتنا التي منحتها لنا مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وكذلك مسودة دستور جمهورية اليمن الاتحادية وفي مقدمة تلك الاستحقاقات شكل وبناء دولة اليمن الاتحادية من 6 أقاليم لاتنازل عنها مقابل مراضات ومداهنة جلادينا وسافكي دماء اخواننا واهلنا من ابناء مارب وسنبذل المزيد من التضحيات ومهما بلغ حجم التضحيات لاتنازل مطلقا وسنظل أوفياء لدماء شهدائنا الطاهرة حتى تحقيق كامل تطلعات اهلنا في مارب ونيل استحقاقاتنا العادلة والمشروعه

ونحن اليوم في وعي كامل وغير الامس ولن نرضى بذر الرماد في عيوننا فلقد شبينا على الطوق واصبحنا ندرك جيدا ماينفعنا ومايضرنا واصبحنا نقراء مابين السطور ونعرف اين تكمن مصلحة اهلنا في مارب .

آمل ان يتفاعل الشرفاء والشباب من ابناء مارب وان يثروا ويناقشوا في هذه الفترة التي نمر بها ونناقش هذا الموضوع الحساس والخطير والذي قد نؤتى منه اذا لم نتنبه له جيدا في هذه المرحلة فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتين .

وكون مارب اصبحت رقما صعبا في المعادلة السياسية وحضورها القوى في ماجرى ويجري من احداث والتطورات الاخيرة باليمن ورفضها المطلق من جميع شرائحها لما قام به الانقلابيين على شرعية الدولة والالتفاف على الاستحقاقات الوطنية وفرض الامر الواقع بقوة السلاح وتحقيق مكاسب سياسية من خلال العنف وقوة السلاح المخططف من الدولة فكان لابناء مارب في ذلك الميدان النصيب الاكبر وليس بالهين في مقارعة ومقاومة الانقلاب وضحوا بشبابهم في مواجهت الانقلاب وسقط منهم الشهداء ولازالت قوافل الشهداء تقدم حتى كتابة هذا المنشور .

الرحمة والخلود لشهدائها الأبرار