آخر الاخبار

ترامب يخسر معركته الأولى.. الاقتصاد الأمريكي يتهاوى البنك المركزي الأوروبي يعلن عن أكبر خسارة على مدار تاريخه هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها بدون دعم أميركي؟ عاجل .. توجيهات عسكرية مشددة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي لوزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ..تفاصيل عاجل : وفد حوثي يسافر سراً للمشاركة في تشييع حسن نصر الله ووفد أخر يغادر مطار صنعاء يتم الإعلان عنه.. إستياء واسع لحلفاء المسيرة .. جناح إيران يتفرد بكل التفاصيل احتشاد قبلي مُهيب بمأرب.. قبائل مذحج وحمير تُعلن جاهزيتها الكاملة لمواجهة مليشيا الحوثي وتدعو التحالف العربي لمواصلة الدعم العسكري وتطالب الشرعية إعلان معركة التحرير بيان توضيحي عاجل لشركة الغاز اليمنية حول الوضع التمويني وحقيقة تهريب مادة الغاز إلى الخارج الشركة المالكة.لفيسبوك وواتساب وانستغرام تعلن عن نشر أطول كابل بحري بالعالم.. يربط القارات الخمس؟ خفايا وأطماع مواجهات نارية في الدور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا قرعة دور الستة عشر للدوري الأوروبي لكرة القدم

اليمن مقبرة الغزاة: رمزية وتحديات
بقلم/ حافظ مراد
نشر منذ: 11 شهراً و 10 أيام
الأربعاء 13 مارس - آذار 2024 10:18 م
 

 

في ظل السماء الواسعة لمدينة صنعاء، وعلى أحد أعمدة جسورها، تبرز عبارة "اليمن مقبرة الغزاة" بخط اليد، شعاراً حوثياً يحمل في طياته الكثير من الرمزية والتحدي، لكن، في تناقض صارخ مع هذه العبارة القوية، تلقى أسرة يمنية مشردة، بلا مأوى ولا أمل، تحت هذا العمود مباشرة، تجسيدًا حيًا لمعاناة الشعب اليمني الذي دفنت ميليشيا الحوثي أحلامه ومستقبله بدلًا من دفن الغزاة.

 

العبارة، بما تحمله من دلالات ثقيلة، تسعى لتجسيد مقاومة اليمن لأي احتلال أو تدخل خارجي، لكن الواقع على الأرض يروي قصة مختلفة تماماً، ولا يُرى في الأفق غزاة يُدفنون، بل أبناء اليمن نفسها، ضحايا صراع دامٍ وحرب أهلية مستعرة منذ عشر سنوات، تفاقمت بتدخلات خارجية وصراعات داخلية، مما جعل اليمن مسرحًا لأزمة إنسانية مروعة.

 

هذه الأسرة المشردة، التي تنام في ظل هذه العبارة الجريئة، تعكس واقعًا مريرًا يعيشه ملايين اليمنيين، فالحرب لم تدمر فقط البنية التحتية للبلاد وتراثها الثقافي، بل أيضًا نسيجها الاجتماعي، وأدت إلى انهيار اقتصادي شامل، مما اضطر العديد من الأسر إلى الفرار من منازلها بحثًا عن الأمان، فقط لتجد نفسها عالقة في مأساة لا مفر منها.

 

في حين أن الحوثيين يسعون إلى تصوير أنفسهم كمدافعين عن السيادة اليمنية ضد الاستعمار والتدخل الأجنبي حد زعمهم، إلا أن الوضع داخل اليمن يكشف عن تعقيدات وتحديات أكبر بكثير، فالصراع في اليمن ليس مجرد ازمة سياسية فحسب؛ إنها مأساة متعددة الأوجه، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر.

 

من المفارقات العجيبة، أن العبارة التي كانت تهدف إلى إظهار قوة وصمود الشعب اليمني، أصبحت تمثل بطريقة ما إدانة للواقع الأليم الذي يعيشه اليمنيون كل يوم، فالغزاة الذين تتحدث عنهم العبارة ليسوا في مقبرة اليمن، بل أحلام وآمال شعب بأكمله هي ما تُدفن يوميًا تحت ثقل هذه الحرب.

 

ختاما، يُظهر هذا المشهد القوي المتناقض الحاجة الملحة للسلام وإعادة البناء في اليمن، حيث الأولوية يجب أن تكون لإنهاء الانقلاب من أجل إنهاء معاناة الشعب والعمل على إعادة توحيد البلاد وترميم نسيجها الاجتماعي، لتحقيق الأمل والازدهار مرة أخرى لليمن وشعبه.