لأجلك يا بلادي لا من أجل هادي
بقلم/ سلطان الذيب
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 16 يوماً
الخميس 02 فبراير-شباط 2012 04:31 م

يُدار هذه الأيام على مواقع الانترنت و المنتديات وصفحات الفيس بوك والتويتر صخب ولغط، مواقف متباينة، ورؤى مختلفة، بشان الانتخابات الرئاسية القادمة بين موافق ،ومعارض ومتوقف...

هناك من يرى أن هذه الانتخابات لا طائل منها، ولا فائدة من ورائها، وهي فقط مضيعة للجهد والمال، إذ كيف تُجرى انتخابات والمرشح واحد، وهو حتماً من سيفوز، ومع احترامنا لرأي إخواننا وموافقتهم في ما ذهبوا إليه لو كانت الظروف عادية وفي غير ظروفنا الحالية، إلا أننا  نقول يا أخوننا  إن هذه الانتخابات وبهذه الكيفية كما تعلمون هي خطوة منصوص عليها ضمن بنود المبادرة الخليجية، التي توافق عليها كل الأطراف(المؤتمر وأحزاب المعارضة الرئيسية )، ووقع عليها صالح بإنهاء حكمه ،فأي تأخير لها وتلكؤ في تنفيذها، سيكون مُبرر لصالح وعائلته في نقض الاتفاق بالكلية، وبقايا البقايا للنظام اليوم يسعون لإفشال الانتخابات، فيجب أن ندرك ذلك، ونخيب ظنهم، ونعتبرها أعني الانتخابات خطوة مهمة لإنهاء النظام، بأقل تكلفة وأيسر ثمن، بل وتدشين لمرحلة اليمن الحر....

 و هي بداية السير على الطريق الصحيح، هي مرحلة قصيرة نعمل من خلالها على ترميم المؤسسات، وتهيئة الأجواء لمرحلة ديمقراطية حرة- إن شاء الله- ، وإننا بهذه الانتخابات سنطوي مرحلة صعبة من مراحل اليمن، وإنهاء حكم جبرياً أفسد كل شيء جميل في هذا البلد.

نعم أرى وغيري الكثير يرون أن دعم هادي بأكبر عدد ممكن من الأصوات، هو تصويت لليمن الجديد، واستفتاء شعبي بحب التغيير، والرغبة في إنهاء النظام والعهد السابق، وتدشين مرحلة جديدة من مراحل اليمن التاريخية..

صحيح إلى الآن لم يتم تحقيق كل أهداف الثورة، لكننا حققنا أشياء كثيرة، وبتدشين الانتخابات الرئاسية أو الاستفتاء الشعبي سميه ما شئت، سنحقق -بعون الله- بقية أهداف الثورة، والانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الشعبية الدستورية.

قد يرى البعض أن المرشح المطروح ليس بالمستوى المطلوب،وأنه شخصية غير حازمة، لكنه رجل المرحلة توافق عليه كل الأطراف، وهو عامل مشترك بين الجميع، وعامل مساعد في إنهاء الانقسام .. ولا نريد أن ندخل هنا في شخصية عبد ربه منصور هادي من كونه يستحق أو لا يستحق، المسألة ليست في شخصه، نحن أمام قضية وطن يجب أن نحميه، وننتشله من ما ألم به، ونعمل في ما من شأنه صلاحه وأمنه واستقراره.. فالرجل هو رجل المرحلة كما يعتبره الكثيرون، ورجل اجمع عليه القريب والبعيد، الصديق والعدو، فلابد من ترشيحه، وتعبئة الصناديق بأكبر عدد ممكن من الأصوات... لا تهم التسمية سمها ما شئت انتخابات أو استفتاء المهم أن تأتي وتشارك بصوتك لوطنك ونجاح ثورتك وإنهاء عهد الظلم والفساد ...

بترشيحنا لعبد ربه منصور نكون قطعنا شُبه وأعذار من يتخذون من الإقصاء والتهميش من إخواننا الجنوبيين وسيلة للانفصال، فالرجل من الجنوب ورئيس الحكومة من الجنوب، ووزير الدفاع من الجنوب، فماذا يريد المزايدون بعد ذلك .... إن كانت لهم حقوق أُخذت، وأراضي اُغتصبت، وقيادات هُمشت، فنحن نعترف بهذا وكلنا متساوون في الظلم، وهو الشيء الوحيد الذي عدل فيه على صالح، وما ثرنا إلا بسبب هذا، فتعالوا بنا نبني بلدنا، وونناقش مشاكلنا، ونحلها بأنفسنا، وننصف مضلومينا، ونبقى كالجسد الواحد...

 تعالوا جميعا ندشن مرحلة انتقالية، لتستعيد اليمن عافيتها بعد سنة من خلق الأزمات، وقطع الخدمات، من قبل النظام وأزلامه، وأيضاً للتحضير لانتخابات نيابية ورئاسية حرة ونزيهة لاحقا ..

هناك قوى ستُقاطع الانتخابات وهذا شأنها، وهم من رفضوا قبل ذلك حكومة الوفاق والمبادرة، لكن يا قومنا هاتوا لنا بديلاً عن ذلك، وحققوا به أهداف الثورة إن كنتم صادقين، وأنا أعتبر الكثير منكم صادق ويريد الخير لوطنه ....لكن باعتقادي أن هناك ثلة أو طائفة هي لا تؤمن أصلاً بالنضال السلمي، والتغيير المجتمعي الناعم، لا تؤمن سوى بالحراب والبندقية فحسب، تسترت خلف الثورة لتأتي الفرصة كما كانوا يتوهمون ويحققوا مآربهم في ظل ظلام حرب أهلية وفتنة كبيرة في البلد، لكن خاب ضنهم وحكمة اليمنيين باتت اكبر من طيشهم وحبهم للدماء، وإفراطهم في استخدام القوة ضد من يخالفهم، فحذاري من الإنجرار وراء دعايتهم، والوقع في شراكهم بدعوى حب الثورة ..

باعتقادي إن الواجب الوطني يحتم علينا جميعاً، أن نحشد جهودنا لإنجاح الانتخابات الرئاسية، المقرر أن تشهدها البلاد في الحادي والعشرين من شهر فبراير. لنخرج اليمن من نفق مظلم إلى رحاب أوسع، ومرحلة جديدة -إن شاء الله- تتسم بالجد والبناء، والعدالة والحرية والحوار....والله من وراء القصد..