صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
مرت بنا الأسبوع الفارط الذكرى الـ17 لإعلان الحرب على الوحدة والجنوب، التي دشنها الطاغية علي عبدالله صالح بخطابه الشهير في ميدان السبعين يوم 27ابريل 94م، وما تم بعدها من اجتياح عسكري همجي لأراضي الجنوب وتحويل الوحدة إلى مشروع احتلال صرف شرعن له بفتوى دينية من الشريك الأساسي في الحرب حزب التجمع اليمني للإصلاح.
27 ابريل 94م بات يوماً اسود في ذاكرة الجنوبيين خاصة، وكان للحراك السلمي لجنوبي الريادة في إحياء هذه الذكرى والتنديد بها منذ انطلاقته في عام 2007م، واقامة الفعاليات بما يشملها من مهرجان رئيسي تتخلله الكلمات والقصائد الشعرية المعبرة عن حالة الرفض للحرب وللواقع المفروض عليهم بالقوة.
كنا نتوقع أن يندد اليمنيون جميعاً بذكرى هذا العام، على اعتبار أنهم تمردوا على نظام صالح واعلنوا الثورة ويمرون بلحظة ثورية يأمل الجميع بأن تؤسس لمرحلة جديدة من الوعي الجمعي الجامع على اغتيال الوحدة في ذلك وتحويلها إلى مشروع احتلال للجنوب، وان يبادر الثوار في مختلف الساحات والميادين إلى رفع الرايات السوداء تنديداً بهذا اليوم الذي يضاف إلى سجل صالح المتخم بالسواد.
ما حدث عكس ذلك، مرت الذكرى خلسة من أمام الجميع إلا الحراك السلمي الجنوبي الذي أقام مهرجان ومسيرة في مدينة عدن، و كذلك عملت (حركة شباب من اجل التغيير "ارحل") في الحالمة تعز، التي رفع شبابها رايات تندد بهذا اليوم الأسود في المسيرة الكبيرة التي شهدتها المدينة صباح الأربعاء الماضي.
أن تجاهل ذلك اليوم وعدم التنديد به من قبل الثوار في مختلف الساحات لا يخلق حالة من الاطمئنان لدى الشارع في الجنوب، وإنما يعزز مخاوف الشارع الجنوبي من أن الثورة الشبابية السلمية لا تقر ولا تعترف بقضية الجنوب، وكأنها تنظر اليها باعتباره قضية مرتبطة بنظام صالح وبسقوطه ستسقط معه لتستقيم الامور، غير مدركين بان الاستقرار لن يتحقق الا بحل قضية الجنوب بما يلبي امال وتطلعات ابناءه.
على أن الأخطر من ذلك كله ما تمارسه شركة سبأفون للهاتف النقال وقناة سهيل الفضائية المملوكتين للمعارض اليمن "حميد الأحمر" تجاه قضية الجنوب، وتعاملهما معها بسطحية وإنكار ومحاولات للتشويه.
لا نتجنى على احد، لكنها حقيقة معاشة تستند على شواهد عدة، فمثلاً شركة سبأفون أرسلت رسالة لجميع مشتركيها في يوم 27ابريل والذي هو يوم إعلان الحرب على الوحدة والجنوب، رسالة استفزت مشاعرنا في الجنوب وان جاءت على شكل تخفيضات لكنها حملت النص الآتي:"ارسل وتكلم في يوم الديمقراطية 27 ابريل بـ5 ريال فقط ضمن شبكة سبأفون". هكذا وبلا وجل تصر على تسميته بيوم الديمقراطية، غير مكترثة بأوجاع ومعاناة أبناء الجنوب.
قناة سهيل هي الأخرى تصف نشطاء الحراك السلمي الجنوبي وكوادره وما يقومون بها من فعاليات احتجاجية في إطار نضالهم الممتد منذ 2007م، بـ"بلاطجة على عبد الله صالح"، هكذا تتعامل مع كل فعالية تنضم في محافظة عدن تحديداً، تتجرد من المهنية والحيادية لتمارس دورها في الإساءة لقضية الجنوب وللحراك السلمي الجنوبي الذين تكفل لهم قيم النضال السلمي ومبادئه أن يقيموا فعالياتهم في أي زمان ومكان منطلقين من المبادئ التي يؤمنون بها، طالما والبعض منهم يرى بأن مشروع إسقاط النظام لا يعنيهم، فمن المعيب ايضاً بحق القناة والقائمين عليها ان يصفوهم بـ"البلاطجة" ويصنفونهم على الطاغية علي عبدالله صالح.
ما تمارسه سبأفون وسهيل تحديداً، ينم عن عقلية مازالت تتعامل مع الجنوب على انه "فرع تابع" وليس شريكاً أساسيا في الوحدة تم إقصاءه بحرب حولته إلى ساحة للاحتلال والنهب والفيد.