احتفال الشعب بحرية الأسرى والمختطفين
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 4 سنوات و 3 أسابيع و 4 أيام
الإثنين 19 أكتوبر-تشرين الأول 2020 10:51 م
 

احتفل الشعب اليمني شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً بخروج بعض الأسرى والمختطفين من سجون مليشيا الحوثي الانقلابية، في صفقة تبادل هي الأولى من نوعها بين الشعب ومليشيا الحوثي، وربما الأكبر في تاريخ اليمن.

صفقة التبادل هذه كانت بين الشعب والحوثي أكثر من كونها بين السلطة الشرعية والمليشيا الانقلابية، فالذين تم إطلاق سراحهم بفضل الله ثم بفضل رجال الجيش والمقاومة والقبائل، الكثير منهم مدنيين اختطفتهم مليشيا الحوثي الانقلابية من منازلهم ومقار أعمالهم في مناطق سيطرتها.

وفي المقابل الذين تم إطلاق سراحهم لصالح الحوثي جميعهم من أتباعه وعناصره المقاتلين وتم أسرهم في الجبهات، ولا يوجد بينهم أي مدني، وإطلاق سراحهم لصالحه وليس لصالح أسرهم، لأنه سيعيدهم إلى الجبهات ولن يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم، لذلك وحده من يفرح بهم وليس أهلهم.

بينما الجيش الوطني ورجال المقاومة أدخلوا السرور إلى كل محافظة يمنية بما فيها المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا الانقلابية، من خلال الأسرى والمختطفين الذين نجح في تحريرهم من سجونها، والذين ينتمون لأكثر من محافظة وعادوا إلى أسرهم وبيوتهم وبين أطفالهم.

عدد الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم لصالح الحوثي هو الأكثر، لكن حجم الفرح بالذين تم إطلاق سراحهم لصالح الجيش والمقاومة هو الأكبر، لأن بينهم مدنيين، صحفيين وأدباء وأساتذة وأطباء وطلاب وعمال وغيرهم وينتمون لعدة مناطق اليمن، وعادوا إلى أسرهم وليس إلى المعسكرات ولن يتم الزج بهم في الجبهات.

الاحتفال الشعبي بقدوم الأسرى والمختطفين في مأرب أو في غيرها، لم يتم الترتيب له وينم عن صدق مشاعر وعن حجم الفرحة الكبيرة التي غمرت أبناء الشعب اليمني، أما على مستوى منصات وسائل التواصل الاجتماعي فالفرحة عارمة وشاملة وبحجم الشعب اليمني العظيم.

أما الحوثي وحده احتفل بعناصره ولا يوجد هناك أي احتفال شعبي عفوي في صنعاء لاستقبالهم، لأنهم لا يعنون للشعب شيء، فجميعهم مقاتلين بيد الحوثي وسيعيدهم للقتال من أجله، وسيلقون حتفهم أو سيعودون لنفس المصير، وعودتهم لا تعني الشعب ولا حتى أسرهم.

لست من أقول ذلك بل الحوثي هو من يقول ذلك ويؤكده، فوسائل إعلامه تقول في عناوين عريضة باسم الأسرى من أتباعه "الغداء في صنعاء، والعشاء في مأرب" !!!.. في إشارة إلى استعدادهم للعودة إلى جبهات القتال وليس البيوت، وأيضاً يؤكدون ذلك في تصريحات، في محاولة لرفع المعنويات مقاتليها، وهي بذلك تؤكد لأهاليهم بأن لا عودة إلى الحياة أبداً، ومن نجا من القتل في المرة الأولى ووقع أسيراً لن ينجو في الثانية، ولا عودة إلى الأهل، فكيف يمكن لأهلهم أن يفرحوا بعودتهم وهم عادوا إلى المليشيا وستجبرهم على العودة إلى جبهات القتال ليلقوا حتفهم.

الحوثي لم يسمح للفرح بالعودة حتى إلى أهالي الأسرى من أتباعه، وهذا هو مشروعه، بينما الجيش الوطني أدخل الفرح والسرور إلى كل بيت واسرة في اليمن حتى في مناطق سيطرة المليشيا الانقلابية، فهو يدافع عن شعب بأكمله وهدفه صنع الأمان له والحياة الكريمة.

وهكذا سيظل رجال الجيش الوطني والمقاومة يدخلون السرور والأمان إلى كل بيت في اليمن ويدافعون عن شعب بأكمله ويقاتلون من أجله، بينما الحوثي يستعبد أتباعه ويجبرهم على القتال من أجله والموت في سبيله ولا حياة ولا كرامة لهم.

صفقة التبادل هذه أثبتت لكل أبناء الشعب اليمني بأن الجيش الوطني يدافع عن شعب بأكمله، وعرّت مليشيا الحوثي أمام من لا يزال مغرر به، وأظهرتها في عزلة تحتفل بعناصرها، وقريباً لن تجد غبياً تستغله وتجنده.