معركة بيحان.. درهم وقاية خير من مخزن رصاص
بقلم/ عبدالعزيز فارع
نشر منذ: 7 سنوات و 11 شهراً و 16 يوماً
الثلاثاء 29 نوفمبر-تشرين الثاني 2016 10:35 م


مئات القذائف والصواريخ تطلق بشكل يومي وعشوائي، اشتباكات وكر وفر وخسائر بشرية بشكل يومي ولا تقدم!! هذا هو حال جبهة بيحان-عسيلان وباقي الجبهات المتعثرة منذ أشهر. لو صرفت قيمة كل تلك القذائف والصواريخ ووزعت على الحاضنة الإجتماعية المتواجدة في مناطق سيطرة الحوثي لتحررت بيحان وعسيلان بأبسط الإمكانات وبأقل الخسائر، بل لعبدت الطريق الى قنذع البيضاء..!

يجب على الشرعية سلك نفس الطريقة ونفس الإسلوب الذي استخدمته مليشيا الحوثي والمخلوع في السيطرة على بيحان وعسيلان واليمن ككل، والتي تركزت على التنسيق مع الموالين لصالح والحوثي، وشراء المؤثرين على الحاضن المحلي بالمادة والإغراء والترغيب والترهيب، وبهذا حيدوا اولئك الرافضين والمقاومين الذين أصبحوا قلة يمكن إسقاطهم وهزيمتهم بالقوة لحيث وهم أصبحوا هدف سهل، وبالفعل تم استهداف كل من حاول الوقوف أمامهم، ففجروا منازلهم وشردوا أسرهم، ومنهم من تجنب ذلك وصمت خوفا من بطش الحوثي وقبل بهم كخيار مفروض عليه بقوة السلاح، وعلى اثر ذلك أسقطت المليشيا المنطقة تلو المنطقة وبأقل الخسائر!! وهذا الإسلوب على مستوى اليمن ككل وليس محصور فقط على بيحان وعسيلان..!

حدث ما حدث وظهر الحوثي على حقيقته، وضايق المواطن والقبائل حتى اولئك الموالين لصالح والحوثي من اهل المناطق تلك، وخلق نوع من السخط والغليان لدى ابناء تلك المناطق وأصبحوا مهيئين بشكل أكثر للتعامل مع الشرعية إن فتح لهم الباب وعرضت عليهم الفرصة، وبنفس الوقت يجنبوا أنفسهم ويلات الحرب والدمار. 

إذا أرادت الشرعية والتحالف حسم معركة بيحان وعسيلان بشكل سريع وخاطف يجب التركيز على الحاضن المحلي في تلك المناطق، يجب إشراكهم في الجيش الوطني، ويمنحوا مكافئات وما شابه ذلك، فالشرعية دولة تمثل الجميع ويجب أن تتعامل مع كل أطياف المجتمع اليمني وباب التوبة مفتوح، وهدفنا في الأول والأخير هو هزيمة الإنقلاب ومليشيا طهران وتطهير اليمن من عملاءها، يجب أن تدخل الشرعية المناطق بنفس طريقة إسقاطها من قبل المليشيا، و "درهم وقاية خير من مخزن رصاص"..!

لو نظرنا الى معركة صرواح التي كلفت الشرعية والتحالف الكثير، وتعمقنا في أسباب تعثرها، لوجدنا إن اهم مشكلة هي غياب الحاضن المحلي للشرعية. كل ما كسبنا الحاضن المحلي كلما كانت معركتنا أسهل وأسرع وفي حالة تنفيذ ذلك ستتحرر المناطق بأسرع وقت ممكن وبأقل خسائر، لان المليشيا ستحيد وستصبح هدف وستتم مواجهتها بشكل منفرد وهذا يجعل مسألة كسرها وهزيمتها محققه وبأسرع وقت ممكن، وبهذا ستحافظ الشرعية على ممتلكات المواطنين وأرواحهم وأرواح الجنود وعتاد الألوية وستوفر الكثير من الوقت والجهد لتنتقل الى معركة تحرير أخرى.

ركزت هنا على جبهة بيحان-عسيلان لان المليشيا مستميتة فيها وحشدوا فيها قوات كبيرة جدا، لتحمي اهم طرق إمدادهم التي تجلب لهم الصواريخ والسلاح المهرب من إيران وغيرها، وذلك عن طريق ساحل بحر العرب والمحيط الهندي ومن ثم يهرب عبر الصحراء ويعبر خط بيحان وصولا الى قنذغ البيضاء ومناطق سيطرتهم. معركة بيحان يجب أن تحسم وما أوردته عامل مهم من عوامل النصر في كل الجبهات المتعثرة، وهذا نتيجة لبحث مستمر مع علمي بأن هناك عوامل أخرى من اهمها قلة الدعم وسوء التخطيط والترتيب وعدم الإدراك والتنسيق.