انجاز تاريخي للحكومة السورية.. توقيع رئاسي مع قائد سوريا الديمقراطية يؤكد على وحدة البلاد واستعادة الثروات النفطية والغازية
مستشار وزير الشباب والرياضة يدشن المسابقة الثقافية الرمضانية بالمهرة
الزنداني يناقش مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر دعم المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن وبادي يصف العلاقات بالتاريخ المشرق
يتحرك عبر دهاليز المخابرات الحوثية.. واجهة حوثية جديدة لإرث عائلي متخصصة في تجارة الموت والعمليات المشبوهة
التداعيات الاقتصادية لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.. دراسة بحثية لمركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية
من خلفه علم اليمن وصورة العليمي.. عيدروس الزبيدي يصدر توجيهات بشأن قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
تركيا تمنع مشاركة إسرائيل في المناورات السنوية لحلف الناتو
مقتل وإصابة عدد من جنود الجيش الوطني في مواجهات مع الحوثيين في مأرب والجوف
أول وكيل ذكاء اصطناعي حقيقي، زلزال صيني جديد
إعلان ترامب يهز الأسواق.. والبيتكوين يمحو مكاسبه وسط تقلبات عنيفة
قبل أزيد من أسبوع، وفي الدار البيضاء، سألت زميلا يمنيا، وهو أستاذ جامعي وناشط حقوقي، عما إذا كان الرئيس علي عبد الله صالح جدّيا في عزوفه عن ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة في سبتمبر/ أيلول، فنصحني لوجه الله ألا أصدق ذلك، وقال إن كل التظاهرات والفعاليات الشعبية والحزبية التي تطالبه بالعدول عن (قراره) الشهير مرتبّة ومبرمجة. جادلت الرجل، وقلت إن عليه أن يتخفف من سوء الظن الذي هو عليه، مازحني، وأغلب الظن أن خاطرا راوده أن ثمة سذاجة تلمّ بي، وربما تمنى لي الشفاء منها. وبعد ثلاثة أيام، أكد صالح أمام حشد غير هيّن العدد (قراره) ذاك، بل وزاد موضحا أن الأمر خال من أي مسرحة أو هزل، فحدّثت نفسي متباهيا بأن حسن ظني كان في محله، وأن زميلي اليمني ذاك مصاب بما عليه أغلب المثقفين العرب من سوء طويّة تجاه حكومات وأنظمة بلدانهم، ومسّني شيء من الحبور أن الرئيس صالح ربما استجاب لمطلبي منه في مقالة قبل ثلاثة أسابيع بألا يخذلنا، وأن يبقى على إعلانه الشهير في يوليو/ تموز العام الماضي، غير أن صباحا رائقا بدأ باستماعي إلى نشرات الأخبار وأنا أتهيأ لمغادرة المغرب الجميل صار صباحا كئيبا لما تصدّر تراجع الرئيس علي عبدالله صالح عن عزوفه ذاك نشرات الفضائيات العربية، فلم يأتِ إلى خاطري غير الأستاذ الجامعي اليمني الطيّب، والحصيف والنابه، وقد حسم الأمر، وقلت إن نصيحته أولى أن تُتبع في هكذا مواسم سياسية عربية، بائسة وغير طريفة ألبتة.
أسئلة تلحّ على الخاطر، لماذا فعل الرئيس اليمني (64 عاما) ما فعله، ولم يكن مضطرا قبل عام لإعلانه ذاك؟ ما الذي دفعه إلى اجتراح هذا المسلك، لم يكن أحد سيزعل لو ترشح ونجح، وأمد الله في عمره لولايات رئاسية جديدة، وهو الذي “يبحر” بحسب تعبيره مع اليمنيين في قيادته سفينة العطاء منذ 28 عاما؟. اعتدنا نحن العرب تعديلات الدساتير و”تزبيطها” في غير بلد لإدامة بقاء غير رئيس في عرشه، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، ولم تعد فينا الرغبة لأن يتغير هذا الحال، غير أن الرئيس صالح عشّمنا في شيء مغاير ومختلف، وهو الذي تُحسب له إنجازات رفيعة في بلاده، لعلّ أهمها تحقيقه وحدة بلاده وحفاظه على هذه الوحدة من استهدافات معلومة ضدها، وكان الظن أنه إذا صدق وعده، وأتاح فرصة ثمينة لليمنيين في اختبار قدراتهم على تداول الموقع القيادي الأول في بلدهم، فإنه يصير في موقع المعلم، بعد أن برع في موقع الرئيس.
سارت الأمور إلى غير ما نشتهي، وبدا المشهد وكأن نكتة تلاها أحدٌ قُدّامنا، غير أن الآمال باقية في أن نعاين انتخابات رئاسية جدّية في اليمن في سبتمبر، أو على الأقل ألا يكون منسوب الديكورية فيها فائضا عن اللزوم، فتُضاف ضربة جديدة لأوهامنا عن إصلاحات تجري وديمقراطية يتم السير إليها في اليمن وغيره من ديارنا العربيات الزاهيات الكثيرات.