تهديدات الحوثي لإسرائيل هل تنعكس بـمواجهة مباشرة مع أمريكا؟
من حضرموت.. حيث الإنسان يوثق حضورا إنسانيا جديدا عبر تقديم مشروع مستدام لمرجان .. ويعيد له الأمل والحياة
توكل كرمان تدعو في مؤتمر دولي إلى إنهاء الحروب المنسية في اليمن والسودان ومحاسبة مجرمي الحرب
بتمويل كويتي ...افتتاح مسجد إيلاف في حي الروضة بمأرب
العقوبات الأميركية تخنق اقتصاد الحوثيين.. هل يقترب القطاع المصرفي والتجاري من لحظة الانهيار؟
تركيا تكشف رسميا عن معدلات انتاجها اليومي من النفط
محور تعز: كمين محكم يقتل 3 من عناصر مليشيا الحوثي في الجبهة الغربية
محمد صلاح يقود ليفربول لتخطي عقبة ساوثهامبتون
الصحافة الفرنسية تعلن عن ذهولها من الصناعات الدفاعية في تركيا
مجندات تركيات يحتفلن بيوم المرأة على متن سفينة حربية
قبل مئة وعشرين سنة، تحديدا في العام 1887، بدأت الاشغال في ورشة بناء برج ايفل ليندلع بعد ثلاثة اسابيع من ذلك الجدل مع تنديد معارضيه الذين اعتبروه وصم
ة "عار" لباريس. لكن النجاح كان على موعد مع افتتاحه بعد ذلك بسنتين.
فبعد الاساسات التي نفذت اما بالمعاول او بالهواء المضغوط، وبعد تركيز الكتل المعمارية الاربع بدأ تشييد البرج في الاول من تموز/يوليو 1887 في اجواء من الحماسة، وقد اشرف المهندس غوستاف ايفل الذي وضع تصميم الجسور ولكن ايضا البنية المعدنية لتمثال الحرية، على ورشة الاشغال بعد ان تلقى الضوء الاخضر لبناء النصب للمعرض العالمي لعام 1889 .
لكن سرعان ما عبرت اكاديمية الفنون الجميلة والكاتب غي دو موباسان او المؤلف الموسيقي شارل غونو عن "الاستياء" في صحيفة "لو تان" التي جاء فيها "هل سترتبط مدينة باريس لفترة طويلة ... بالتصورات المركنتيلية لصانع الالات، لكي توصم بعيوب لا تمحى وتفقد مجدها", كل ذلك بسبب بناء "برج ايفل عديم الجدوى والمسخ". لكن ذلك لم يثبط عزيمة المهندس ولا تصميمه، حتى انه حاول ان يوضح ان انحناءات الاضلاع الاربعة للنصب تعطيه "انطباعا عظيما للقوة والجمال" وان "الفراغات في عناصر البناء" تجنبه الثقل.
واذا كان ذلك لم يقنع الاكاديمية فانه اقنع على ما يبدو الجمهور بعد سنتين اثناء تدشين البرج في اذار/مارس 1889 .كان مشروعا عملاقا شارك في تحقيقه خمسون مهندسا ورساما اعدوا 5300 رسم، واكثر من مئة عامل اعدوا مسبقا في ورش العمل اكثر من 18 الف قطعة مختلفة، اما العمل الاكثر دقة فتمثل في وضع الاعمدة الاربعة بشكل منحن اضطر الى اسنادها بسقالات خشبية، ثم وضع الركيزة الافقية للطابق الاول على علو 57 مترا فوق الارض. وكانت ستة اشهر كافية عمليا لتحقيق هذا المشروع الضخم.
والانجاز لم يقتصر على وزن الهيكل المعدني (7300 طن) ولا الثقل الاجمالي (10000 طن) او عدد البراغي المستخدمة (مليونان وخمسمائة الف) او قطع الحديد (18038 ) وعلو البرج (312 مترا) بل في عدم تسجيل اي حادث مميت خلال تشييده، وعرف هذا العمل الملحمي ساعة النصر في 31 اذار/مارس 1889 في تمام الساعة الواحدة والنصف عندما صعد غوستاف ايفل الدرجات البالغ عددها 1710 التي تقود الى الطابق الثالث ليرفع العلم الفرنسي على وقع 21 طلقة مدفع. ثم اخذ مروحة سيدة ليكتب عليها "العلم الفرنسي هو الوحيد الذي لديه سارية بعلو ثلاثة مئة متر.
وفي الواقع بقي برج ايفل الصرح الاعلى في العالم حتى بناء "كرايسلر بيلدينغ" في نيويورك في العام 1929، وقد حقق البرج نجاحا شعبيا فوريا. فمن اصل اكثر من 32 مليون زائر للمعرض العالمي صعد مليون و968 الف و287 شخص البرج لكن من دون معرفة ما اذا كانوا انجذبوا بالصرح اكثر من المعرض بحد ذاته، وفي سنة تدشينه استقبل البرج عددا كبيرا من الشخصيات امثال الممثلة التراجيدية ساره برنار والفيزيائي توماس اديسون، الذي اعطى نسخة عن فونوغرافه الى غوستاف ايفل، حتى ان شارل غونو لم يصمد طويلا امام رغبة الصعود الى البرج بعد ان كان من اشد منتقديه. ودعاه غوستاف ايفل الى الغداء ثم الى توقيع قائمة طعام المدعوين برفقة اديسون.
عن الخيمة