الله المستعان يا بول
بقلم/ أحمد غراب
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 17 يوماً
الثلاثاء 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 08:38 م

حمى بول انتقلت من كأس العالم إلى خليجي عشرين. ويروى -والعُهدة على صحيفة الشرق القطرية- أن الخواجة بول المنتقل إلى ذمة الله كان له وصية قبل موته بشهر واحد، وتنبأ بنتيجة مباراة افتتاح خليجي عشرين، وقال إن اليمن سيفوز على السعودية وبالبطولة.

ويبدو أن حظنا لم يحالفنا مع بول مثلما لم يحدث في المباراة، وجاءت الأهداف بما لا تشته الشباك، رغم الجُهد الجبّار الذي بذله اللاعبون، والفرص الكثيرة التي أضاعوها.

وعليه قررت أن أبعث رسالة إلى بول في قبره..

"كُنت قد عزمت في حال فوز منتخبنا في مباراة الافتتاح أن اقرأ الفاتحة على روحك، ولم أكن استبعد أن نصلي عليك صلاة الغائب، ونقسم "ثلاثة" على روحك (حلوى من ثلاثة أصناف كانت توزّع للأطفال في المقبرة عند موت رجل متيسر)..

هذه المرة لم تصدق نبوءتك يا خواجة بول، ربما لأنك كُنت حينها متقاعدا وعلى قاب قوسين أو أدنى من خزيمة".

بدا لي -وأنا أشاهد المباراة وأهدافنا ترتد عن مرماهم والفرص تضيع واحدة تلو الأخرى وأهدافهم تغزو شباكا واحدا تلو الآخر- أن لعنة بول تُطاردنا، وعلى الطريقة الألمانية في كأس العالم أخذت اهتف بغيظ: "تبا لك يا بول، سحقا لك يا بول، ثكلتك أمك يا بول، جعل لك جني يا بول، الله لا رحمك يا بول". فهتف أبي، الذي كان يجلس بجانبي: "اذكروا محاسن موتاكم".

والمعرف أن المخبوط -أقصد الأخطبوط بول- انتقل إلى العالم الآخر بعد عُمر ناهز العامين ونصف، إثر مرض عضال ألمّ به، قضى معظمه في خدمة كرة القدم.

ويقال -والله أعلم- إن سبب وفاته هو أنهم طلبوا منه التنبؤ بموعد حصول أي دولة عربية على كأس العالم، فأصيب بنوبة ضحك هستيرية فقد على إثرها الوعي، ثم توفي في الحال.

شهود أعيان أفادوا بأن آخر ما نطقه بول "أوصيكم باليمن خيرا"، ما يعني أن بول هذا كان حكيما، وقصد بالفوز فوزا معنويا، أي أن اليمن سيفوز في خليجي عشرين بإرادته في المُضي بتنظيم البطولة والنجاح فيه، كما شاهدنا في حفل الافتتاح، وليس بعدد الأهداف التي يسددها أو المباريات التي يفوز فيها.