الخليج بين حياة صالح ودماء الثورة
بقلم/ جمال محمد الدويري
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 29 يوماً
الخميس 28 إبريل-نيسان 2011 03:29 م

إن أبشع وجه عرفته النظم السياسية في العصور الحديثة والقديمة هو نظام الطالح بما تحمله صمت الكلمات البائسة من معاني حقيقة، أقل ما فيه أنه لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة ولا يرعى لعهده حرمة، وقد هتك مقاصد الشريعة الاسلامية التى أجمعت الأمة وعلمائها على وجوب حفظها والدفاع عنها في حفظ النفس والعرض والدين والنسل والعقل والمال، وقد استخدم قناة اليمن تضليلا للعقل وفي قدحه للعفيفات الطاهرات هتك للعرض واستباحة الدماء ازهاق للوجود الانساني في حفظ النفس واستغلال علماء السوء تدميرا للدين و وتعطيل موارد الحياة والاقتصاد تضيعا للنسل وتوزيع خزائن البنك لبلاطجته إضاعة للمال، فالله حرم قتل ذميا مستأمنا واوجب القصاص في مذهب الحنفية على من بغى واعتدى وان كان مسلما فكيف اذا كان المستباح دمه مسلما مسالما يريد له ولشعبه عزة وكرامة.

ومن الاسف الشديد تخلي دول الخليج عن بلد يرتبط بها عقائديا ودينيا وقيميا واخلاقيا بمجتمع يحبهم ويحمل في قلبه بشاشة القلوب لهم عرفانا وامتنانا منذ ان كانت الكويت تعتبر اليمن في مزانيتها سنويا ضمن خطة الموازنة العامة، وبالمقابل سعيها في ضمان حياة مجرم وعصابة تطالبهم عدالة السماء و تجعل من يحاول ذلك داريا لحدود الله ومحاربا لشريعته ان تقام حدوده على كل مجرم يستحق ذلك لا سما قام به النظام الفاسد الفاقد لوجوده منذ ازمة الخليج الثانية.

ومع ان المبادرات قائمة وتدعوا اليها الدول الصديقة والشقيقة وهدفها حفظ امن واستقرار اليمن ووقف نزيف الدماء الذي يشرب منها النظام يوميا ويمارس ازهاق نفوسا عزل تطالب برحيله سلميا وتحرص على حياته بضمانات تمتنع عن ملاحقته غير انه يقابلها بالظلم والقتل والتضليل

وليس ذلك لعقيدة الدم والاغتصاب الذي بدت اسسه على محاربة الله في قتل العباد واستمر بهذا حتى اكتملت سنن الله القاضية لإسقاطه ومحاكمته باردة الشعب وارادة التغيير حتى يصل بفعله الى حكم ما فعله بغيره والفرق بين بينهما ان وصوله الى حبل المشنقة عدلا وحقا.

ومن المحزن جدا ان تبحث دول الخليج عن حل يسعى لإبقاء حياة شخص غادر كذاب ناقض للعقد والعهد والمبدأ استثقلت وجوده ونظامه واولاده وعشيرته واعوانه الارض قبل أن تستثقله النفوس الثائرة، وعجبي ان النظم الخليجية مع خبراتها السياسية تسقط ظروف الثورة بالتقليد ولا ترى أن اوضاع الثورة اليمانية لها وضعها الخاص المخالف لوضعية دولها ومع هذا تخاف من امتداد ثورة الجياع في بلد تستنزف خيارته وثرواته لقلة اولغاركية جاهلة لا تؤمن بالتنمية والعلم و الامن والاستقرار مع فارق التشبيه بين احتياجات الشعب اليمني وحاجيات الشعب الخليجي، فالفرق بيننا وبينهم ؛ كوننا نعاني من اضاعة المقاصد الشريعة التى جعلتها الدول الخليجية شعارا ومبدأ وحاشاكم ايها الاخوة في الخليج ان تتركوا مبادئ هي من صلب اهتماماتكم عالميا.

 ان هذا النظام المتهالك استغل ظروف صعدة لاستجلاب دعمكم لمواجهة الشيعة في اليمن وبخوفكم استثمر ظروف صعدة الى نقل الجماعة الزيدية وهي سنة الشيعة وشيعة السنة من اعتدالها الى التطرف الشيعي الاثنى عشري ، وهذا ما أكدته اتصالاته ولقاءاته مع قادة المذهب الاثنى عشري الذين وجدوا دعما من الامن السياسي ومنه شخصيا هذا من جهة وابتعاثه للعديد من الطلاب اليمانيين الى ايران بأوامر رئاسية الى وزارة التعليم العالي واختيارهم من الطائفة الزيدية لأجل ممارسة البلطجة الاقليمية على الدول المجاورة واستنزاف اموالها لمصالحه بنهج طغياني فاضح ومع هذا فنحن ندعو دول الخليج ان يصححوا مسار اعتقادهم بهذا الكذاب وان يقفوا مع الشعب في ثلاثة التزامات دينية هي :

حق النصرة للمستضعفين والمظلومين مهما كانت نحلهم واعتقاداتهم فلا مقام لاعتبارات السياسية اذا وضعت ارادة الله في حكمه وشرعة ، وثانيها حق الجوار وهو واجب تكليفي رباني لا يدع اعتبارا لمقامات المصالح القومية الجزئية ومخاوفهم الامنية فالله هو الذي يهب الامن لمن يشاء ويشاء، اذا وقفت ارادة الحقيقة مع الحق ضد الاستبداد والقهر والظلم وثالثها حق الاخوة وهو اوجب الواجبات الدينية التى تدعوكم لترك عقد السياسة الى حقائق الدين واعتباراته 

اما من حيث الاعتبارات الانسانية فهو مبدأ كوني استنهض امم غير اسلامية و اعلى من شانها لأنها تخلقت ودعت ودافعت عن قيم الحرية والعدالة والمساوة ولا يخفاكم ان الله مكن للشيوعية لاعتباراتها الانسانية وحينما تخلت عن مبادئها اسقطت انظمتها، وامريكا و اوروبا جميعها قامت لأجل ذلك وحينما ستتخلى ستسقط وبداية النهاية اوشكت على ذلك بينما في دول الخليج يحملون فكرا ودينا واخلاقا اقل ما فيه ان تتركوا اعتبارات السياسة وتقفون الى جانب اخوانكم في يمن المحبة والسلام ضد بلاطجة النظام ومرتزقيه من المهمشين الذين يخافون من دولة الحق والعدل ، وقدموا لأمنكم واستقراركم كلمة حق ونصرة بسعي ووعي يحفظ لكم، والله هو الذي بيده الامن والاستقرار وقد ابتلاكم الله وامتحنكم واختبركم بنا لينظر امركم وله الأمر من قبل ومن بعد والعاقبة للحق وأهله .

و ندعوا اخواننا في دول الخليج واصدقائنا في العالم ان ينظر الى ساحات التغيير في اليمن و سوريا باعتبارهما صمام امان امتدادي للجزيرة العربية كما روتها السنة النبوية بين الراس والمدد. 

أما مطالبنا التى لا تنازل عنها فهي: محاكمة النظام السياسي بأخلاق الثورة السلمية وبموجب ما اجتمعت عليها كتب الفقه من احكام ربطت الآمر والقاتل في الحكم سواء و وضعت له احكاما بما قدمت يداه.

متابعة المجرمين الذين سعوا واستهدفوا اراقة الدماء وربط اعترافاتهم بأمرائهم واقامة حكم علي بن ابي طالب على مقولة ابن الخطاب رضي الله عنهما لو تملأ اهل صنعاء على قتل رجل لقتلتهم بهم جميعا.

اما رحيله فلم يعد مطلبنا و لا يحق لأحد لم يحس بأوجاعنا وتضحياتنا ان يمنع ولاة الدم حقهم في القصاص وعلى هذا فان النظام اليمني الجزئي الذي يعتبر أحد مقومات التواجد الاستيطاني في المنطقة سيسقط حتما باردة الله الذي لا يرضى الظلم لعباده

اما من ناحية الحرس الجمهوري والخاص والامن المركزي فما زالت مواقفهم سلبية لم تصل الى درجة الايمان الحقيقي بمسئوليتهم التكليفية ومسئوليتهم امام وطنهم وشعبهم ونرجوها ان يختموا نهاية الثورة بانضمامهم اليها فكل رزق يأخذونه من النظام حراما وظلما بل هو سحت لن يجدوا فيه ثمر ة لأبنائهم وانفسهم.

وأما الصامتين في البيوت فإن صمتكم جريمة في ميزان الشرع لأنه رضى بالفساد وقبول به والله لا يحب الفساد وستعرفون نهاية ذلك بسنن الله الذي جعلت الخانعين في بيوتهم على اسنة السيوف عقابا لهم ومن سكت عن حق او ترك نصرة وهو مقتدر عليها أحاجه الله الى حال من خذله ولن يجد.