آخر الاخبار

الحوثيون يبدأون عمليات الإتلاف ل13مليار من العملة المحلية ويفرضون تداول قرابة 30 مليار من العملة المنتهية وغير قابلة للتداول الإنساني محافظ تعز يدعو الى اليقظة والجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟ عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة''

تعز الثورة
بقلم/ نائف حسان
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 27 يوماً
الأحد 15 مايو 2011 05:05 م

عاد المتظاهرون إلى "ساحة التغيير"، مساء الأربعاء، 27/ 4/ 2011، بالعاصمة صنعاء، ومعهم 14 شهيداً، وعشرات الجرحى. كانت مجزرة بشعة. وكان المعتصمون في حالة غضب عارمة؛ إذ ووجهوا برصاص المسلحين أثناء ما كانوا في طريقهم لتنفيذ وقفة احتجاجية أمام التلفزيون اليمني، طبقاً للمعلومات.

بعد ساعات من عودتهم إلى الساحة مصطحبين القتلى وعددا من الجرحى، اعتلى المنصة أحدهم، وأخذ يقرأ أسماء القتلى. كان يقرأ اسم الشهيد والمحافظة التي ينتمي إليها. وكان المعتصمون يهتفون بعد كل اسم؛ كنوع من التحية للشهيد ومحافظته. كان الشباب يهتفون ويصرخون بقوة بعد اسم كل شهيد. لكن أصواتهم أخذت ترتفع بشكل أكبر بعد كل مرة يسمعون فيها اسم "تعز"، التي تكرر اسمها سبع مرات؛ لأن سبعة من الشهداء الـ14 ينتمون إليها (قال البعض إن الشهداء الذين ينتمون إليها تسعة من أصل الـ14). كان المشهد بالغ التأثير يعكس الحضور الكبير لتعز في الثورة.

مساء تلك الليلة، بكى أحد أبناء صعدة (ينتمي لجماعة الحوثي) وهو يسمع اسم تعز يتكرر مستفرداً بنصف الشهداء. وقيل لي إنه أخذ يُردد اسم تعز، وعبارات عن أهميتها ومساهمتها الكبيرة في تقديم الشهداء. أثر في المشهد فأخذني الحنين إلى تعز، وشعرت أني أحبها بالفعل كمحافظة تستحق الحب، لا كمكان أنتمي إليه. وخلال نقاش عابر حول الموضوع، ذكرني أحد الزملاء بأن تعز قدمت نحو 33 شهيداً من إجمالي الـ54 الشهيد الذين سقطوا في "جمعة الكرامة"، 18 مارس الماضي، برصاص قوات الجيش والقناصة بالعاصمة صنعاء. توقفت لبرهة وشعرت بأهمية تعز. بعد بحث عن معلومات أخرى عرفت أن تعز قدمت، غير هؤلاء، شهداء آخرين في مدن يمنية أخرى.

كنت دائماً ضد التغني بتعز، لاسيما ذلك النوع من التغني ذي الرطانة الإنشائية المسكونة بتعصب مناطقي. غير أن تعز تستحق نوعاً من الإنصاف.

لأبناء تعز حضور كبير في عموم المدن اليمنية، حتى أن الدكتور أبوبكر السقاف قال إنهم "ملح الأرض اليمنية". الأرجح أن الكثافة السكانية الكبيرة التي رفعت نسبة التعليم في صفوف أبناء هذه المحافظة، وجعلت انتشارهم واسعاً وملحوظاً، هي التي جعلتهم يأتون في المقدمة بالنسبة للتضحية المقدمة لهذه الثورة، وعدد الشهداء الذين سقطوا حتى الآن في سبيلها.

أبناء تعز مندفعون بصدق في هذه الثورة، التي يُراهنون عليها لبناء مستقبل أفضل لليمن، ولتخطي حالة الإقصاء والمناطقية التي تعرضوا ويتعرضون لها منذ أغسطس 1968. وخلال الأيام الأولى لهذه الثورة، كان "بلاطجة" النظام يُلاحقون الطلاب، الذين فجروا الشرارة الأولى للثورة، ويعتدون عليهم، في شوارع العاصمة صنعاء، ناعتين إياهم بـ"البراغلة"، و"اللغالغة"! وتصعيداً لنبرة المناطقية القذرة، كان "بلاطجة" النظام، تالياً، يصرخون طالبين من الطلاب المحتجين أن "يروحوا بلادهم يتظاهروا"!

في "اليمن الجمهوري" أكد عبد الله البردوني أن أبناء تعز هم الذين تولوا، بشكل رئيسي، الدفاع عن الثورة، وعن العاصمة صنعاء أثناء حصار السبعين. ولو قُدر للبردوني أن يكون بيننا؛ لأنصف تعز مرة أخرى. يومها، أدرك أبناء تعز، عمالاً وطلاباً، أهمية الثورة، واصطفوا للدفاع عنها، غير أن "الثورة المضادة" لثورة سبتمبر تمكنت من إقصائهم؛ عبر تصفية وقتل عبد الرقيب عبد الوهاب، ثم عبر النبرة المناطقية التي استمرت تُلاحقهم حتى اللحظة، ضمن نبرة مناطقية عامة تقوم على الاستعلاء على أبناء اليمن ككل، وتحقيرهم!

يُدرك أبناء تعز اليوم أهمية الثورة الحالية، في بناء يمن جديد قائم على دولة القانون والمواطنة المتساوية. كذلك يدركون أن فشل هذه الثورة سيعني بقاء اليمن لخمسين سنة قادمة في وحل منظومة الحكم الحالية، التي دمرت البلاد، طوال العقود الماضية، معليةً من قيم المناطقية، والانتهازية، والفساد.