ذهب الإمام وجيء لنا بألف إمام
بقلم/ كاتبة صحفية/سامية الأغبري
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 12 يوماً
الثلاثاء 02 أكتوبر-تشرين الأول 2007 01:27 م

مأرب برس – خاص

الى :الأبطال خلف القضبان رموز الثورة وحاملوا راية الحرية" النوبة وباعوم ورفاققهم

الوطن الهوة السحيقة التي نقبع بداخلها ..وهو يقبع في داخلنا نتنفس هواه ويجري في دمنا,الوطن"المحرقة, االزنزانة,المقبرة الوطن يحتضر" كل يسميها كيفماء شاء جراء ماعاناه من قهر وظلم النظام غياب العدالة .. المواطنة المتساوية , القانون هكذا أصبح المواطنون يرون الوطن الذي تنكر لشرفائه لابنائه ولسان حال كل الفقراء و الجائعون وصرخات دماء كل من قتل ظلما ,وحبس ظلما كل من أنتهك عرضه وسلبت أرضه ولم يستطع الدفاع عنها يقول "وطن سفك فيه دم أبي وأخي وفيه انتهك عرضى ونهبت ارضي وسلبت حريتي وهأنذا خلف قضبانه دون ذنب..

  برئيا مظلوما, وأسرتي تتسول خارج القضبان اللقمة , وأخي الصغير يصارع من أجل البقاء تاركا مدرسته وزملاءه ولعبه ليكبر قبل أوانه ويصبح معيلالأسرة كان يفترض ان تعيله يجوب شوارع الذل والمهانة يبيع ماتبقى من احلامه الصغار ومتمنيا لو انه كان ابن شيخ أووزير أومسؤول في الدولة أو إبن تاجرعله يحقق أحلامه لايعلم الصغير ان هؤلاء هم من امتص دمنا ونهب ثروتناا واغتال طفولته البريئة,كانوا سبب احزاننا ومأسينا.. فما اثقل همومه التي حملها باكرا ولما يزل طفلا صغيرا.. وأختى الزهرة الصغيرة ذات يوم أسود اتشحت فيه السواد باعها أبي لثري بلغ من العمر عتيا من اجل اخوتي الصغار. خشية الهلاك من الجوع.

وطني تسكنه الالام والاحزان وانين الجائعين, يسكنه بقايا بشر, يحترق ونحترق معه ,فيه نساء تهدر وتستباح كرامتهن ,على ارصفة ما كان يسمى ذات يوم بيمن الحكمة والايمان..وفتيات في عمر الزهور يباع شرفهن وتنتهك اعراضهن ثمنا لكسرة خبز تسد رقمهن واسمال بالية ممزقة كقلوبهن واحلامهن يكسين بها أجسادهن ,على طرقات وازقة من احببناه وقيل لنا ونحن صغارا في مناهج الدراسة ان حبه واجب علينا وانه من الايمان, يحدث هذا في كل بيت فقير ولكل فتاة وطفل وامرأة وكهل وشاب يعاني مرارة الفقر. والعوز فمصيره الانتحار او الجنون! نتساءل ومعنا الكثيرون مالذي تبقى من اهداف ثورة سبتمبر الخالدة بل مالذي تبقى من وطن اسمه اليمن,,لم يتبق من الثورة واهدافها التي ضحى لاجلها شهدائنا,سوى اسمها واهدافها الستة لم يتبق منهاسوى كلمات ,حبرعلى ورق تعلو صفحات الجريدة الرسمية وصور شهداءها,لاشيء من الثورة سوى اسمها وخطب بلهاء عنها موشاة بالكذب والسخرية من الشعب الرازح تحت وطأة الجهل والانين , وذكريات من تبقى من جيل الثورة.. ودم شهدائنا الغائبون في احشاء الارض الطيبةالحاضرون في الذاكرة الانسانية ,الحاضرون في التاريخ وفي انصع صفحاته..تاريخ ارض رووها بدمائهم الزكية الطاهرة علها تزهر حرية,راح هدرا,ذهب كل شيء بددا .. دماء وارواح وتضحيات جسام ,و 30 عاما مثقلات بالوجع ..وبالانين. بالاحلام التي ذهبت وتذهب هباء منثورا ثلاثون عاماوفوقها15 عاما تخللتها سنوات قصيرة من الامل وعادت سنوات لازالت تثقل كاهلنا تجثم على صدورنا, قحط , نهب,فساد, قتل وتدميرلكل ماهوجميل في هذا الوطن "الغابة" حيث يتغذى الوحوش من اجساد الغلابى والضحايا.

قامت الثورة من اجل القضاء على الاستبداد والامامة ونحن نرى حيث دولة المشائخ وحيث تغيب العدالة ويغيب القانون,في كل منطقةإمام وطاغية يستعبد الناس ويسومهم سؤ العذاب! ذهب الإمام وجيء لنا بألف إمام, الفقر والجهل والاهم اننا لازلنا نعمل بنظام الرهائن الذي كان يعمل به الامام وقالوا ان الثورة قضت على هذا النظام وأسالوا قسم شرطة المعلمي كيف يحبس رجلا كبيرا في السن وابنائه الثلاثة كرهائن منذ يوليو حتى يتم القبض على ولده الهارب,العميد المتقاعد سعيدعلي احمدالصليحي 55عاما وابناءه التي تتراوح ظروفهم صعبة في السجن وحالته الصحية تتدهور, لايهم فهاشم حجر ايضا اراد له سعيد العاقل الموت فمات الشاب في مقتبل عمره لم ير من الدنيا سوى ذلها وهوانها كان يعاني من مرض وحذر اطبائه من انه يحتاج للعناية الطبية لكن العاقل اختار له الموت وربما العميد لاقدر الله يلحق هاشم حجر رحمه الله,يحدث هذا في ظل الثورة ! هذا هو اليمن "السعيد" وما اتعسه واتعس ابناءه لم نشعر فيه بالامان بل الخوف من الحاضر ومن القادم , المستقبل المجهول ..مما تخبئه لنا الايام الاتيات.. بيعت فيه احلامي وتكسرت على جدر الاستبداد ,لم نلق فيه سوى الاذلال والحرمان والجوع ونرى غيرنا يأخذون ماهو لنا.. لم لانعرف نهارنا من ليلنا , فكله ظلام والليل والنهار كلامها سواء لاشمس فيها لاقمرلا امل , ايحق لي بعد هذا ان اخون بلدى وابحث عن الوطن البديل؟! ام ان الفجر الذي لاح من عدن ومن تعز وحضرموت والضالع أمل يقول عذرا لن اخونك ياوطن فزمن الثوار قادم, من قال ان زمن الثوار والاحرار ولى؟ ورموز ثورة الجائعين والاحرار في سجونهم حسن باعوم والعميد ناصر النوبة و ناصر محفوظ والكاتب الصحفي صالح سعيد وبران والصحفي عبد الكريم الخيواني المعتقل الابدي ورفاقهم الاحرار والشعب الذي انتفض يقولون لنا نحن هنا نرفض الظلم .. نرفض ذل وهوان قبله منذ سنوات الملايين من ابناء شعبنا كرها او طوعا..يقولون لا نحن باقون صامدون ولكل ظالم ولكل زمن ثواره الذين لايركعون ولايقبلون بالضيم ابدا.. نعم انها اشعة الامل تتسلل رغم حصار الظلم وتنبئ عن بزوغ فجر جديد ..احي شجاعة المعتقلون في سجون النظام "الديمقراطي"تحية لناصر النوبةوباعوم وكل المعتقلين وما اروع انتصاركم وانكسارهم ,لاتحزنوا فكم لاقى الثائر الصحابي الجليل ابا ذر الغفاري رضى الله عنه من الظلم حين صرخ صرخة ثائر يستعجب لاناس لايخرجون شاهري سيوفهم ضد معاوية فعاش وحيدا ومات وحيدا غريبا ثمن تلك الدعوة الثورية وهو صحابي رسول الله ولاتزال صرخته ودعوته للثورة تستنهض الفقراء والجائعين في كل زمان ومكان ليهبوا لانتزاع حقوقهم ممن سلبها.. لاتحزنوا الله معكم والشعب معكم وكل الاحرار معكم وما اروعكم من ابطال وان اختلفنا مع بعضكم, ما اروعكم وانتم تحت رحمة سجانيكم تذوقون ويلات السجن والبعض منكم مهدد بعقوبة الاعدام وتواجهون كل هذا التغطرس بعزة وايمان الواثق بالله ,انتم رموزالحرية ,ثوار ضد الظلم والتجويع تقولون لنا انهضوا زمن الثورة لم يولي ولى زمن الذل والهوان ولى زمن جيمس الاول وابو جعفرالمنصور ولويس الخامس عشر وتحررنا من العبودية فلاهم يجلسون على عرش الله في ارضه ولاهم سلطانه ولا يتلقون تيجانهم منه تعالى الله علو ا كبيرا يستمدون شرعيتهم منا نحن ان شئنا اعطيناهم الشرعية وان شئنا نزعناها عنهم , وإنا والله لنفخر بكم

وهنا كالعادة نقدم نصحنا لنظام لايقبل النصح ابدا لانريد شتاء دامي كصيف 94م وحروب صعدة ويجب معالجة الامور بتروي بعيدا عن الاعتقالات والملاحقات , واستخدام القوة وكفوا عن توزيع صكوك الغفران والوطنية لمن تشاءون ونزعها ممن تريدون. والوطن لانخونه فقط ليسقط النظام.