محاولات لاستنساخ ثورة (حيا بهم حيا بهم) في الجنوب
بقلم/ صلاح محمد العمودي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و يومين
الإثنين 11 يونيو-حزيران 2012 07:11 م

هل بالإمكان استنساخ ثورة (حيا بهم حيا بهم ) على ارض الجنوب بغية خلط الاوراق وتشتيت فعالية القضية الجنوبية كتلك التي قادها اللقاء المشترك وتوابعه بدعم من أطراف دولية وإقليمية ضد ثورة الشباب وأطاح بها حتى يتم تمرير مبادرة الخليج ويتقاسم السلطة مع بقايا نظام الرئيس المخلوع ؟..سؤال يستمد مشروعيته من إحساس الجنوبيين ان طريق استعادة الدولة لن يكون مفروشا بالورود وهناك بالضرورة ما يدعو الى اخذ الحيطة والحذر فكل الاحتمالات واردة بما فيها ثورة (حيا بهم حيا بهم)

طبعا ليس المقصود نقل ساحة التغيير بصنعاء الى عدن او رؤية تلك الحشود التي اكتسحتها حتى اكتمل العدد وأصبح مؤثرا في الساحة بدأ تنفيذ ما تبقى من السيناريو وفقا والأولويات والأهداف المحددة فضاع صوت شباب الثورة وسط زوامل طغت بحجم كثافتها لتعلن عن انتصار ثورة (حيا بهم حيا بهم ) والتوقيع على مبادرة الخليج , وإنما القصد الاستفادة من العناوين الرئيسية للمشهد العام في ظل الحضور المكرر لأبرز مكونات عناصرها فاللاعبان الإقليمي والدولي لم يطرأ عليهما تغيير وإنما ترسخت لديهما مفاهيم جديدة , والمطلوبون للتوقيع على الاتفاق الجديد حتى وان تكاثر عددهم فلونهم الموحد يحثهم على الاتفاق , بقي فقط من يمثل الجنوب وهذا هو مربط الفرس وبحاجة الى دعمه بكافة السبل حتى وان تطلب الامر استنساخ ثورة (حيا بهم حيا بهم )

ومع ان كافة الأطراف محليا وإقليميا ودوليا اقروا في تشخيصهم للقضية الجنوبية بعدالتها وبامتياز وارتفعت مؤخرا نبرة حديثهم عنها ليصل الى اوسع مدى إلا ان روشتة علاجهم شابها التخبط والاختلاف والارتهان الى المصالح والرغبات وبالتالي لم ترق الى مستوى عدالة القضية ولا الى امتيازها الذي اتخذوه وصفا لها ,وحال كهذا تنشط فيه تحالفات وتكتلات تبحث عن تحقيق طموحات سياسية او صفقات مشبوهة على حساب خيارات شعب وتسعى الى احراق ما تم انجازه واختراق خط سير مراحل قد تجاوزتها حتى تصل الى مقدمة الصفوف ولن تجد وسيلة أفضل من إشعال ثورة (حيا بهم حيا بهم )

يرى الجنوبيون ان حراكهم السلمي قطع مسافة لا يستهان بها ويشعرون ان ما تحقق حتى الآن ليس سهلا على كافة المستويات ولديهم حججهم المشروعة في الاصرار على مواصلة السير في نضالهم السلمي حتى تتحقق خيارات شعبهم في استعادة دولتهم ويتطلعون الى مساعدة الآخرين لهم من اشقاء وأصدقاء خدمة لأمن وسلام المنطقة وحفاظا على المصالح المشتركة للدول أسوة بما حدث في قضايا مماثلة تحولت بفضل تدخلهم ودعمهم من أجواء ملتهبة ومضطربة الى مناطق يسودها الأمن والاستقرار ويطمئن الناس فيها على حياتهم ومستقبل أجيالهم , لدى الجنوبيين الأمل من ان القادم اجمل مما مضى وهم يضعون ارادتهم تحت تصرف قضيتهم العادلة التي لن تستطيع مغامرات بعضهم ان تنال منها حتى وان كانت على طريقة ثورة (حيا بهم حيا بهم )

مع اقتراب موعد حوارهم الوطني وفقا والآلية التنفيذية لمبادرة الخليج لا شيء أصبح مسموعا هذه الأيام أكثر من لهاث بعضهم جراء السباق المحموم وراء استصدار جواز مرور يحظى ببيانات مزورة او مشوهة تدعي تمثيلهم لأبناء الجنوب , وحتى تكون الأوراق حسب تخريجاتهم رسمية وتأخذ طابعا شرعيا , تعقد بعض التكتلات اجتماعاتهم هنا, وتيارات أخرى تلتقي هناك بدعم سخي من الجانب الرسمي وفاعلي الخير وتحت رعاية أطراف إقليمية ودولية للإطلاع على المسميات والأسماء وتصحيح ما تراه خارجا عن الإطار العام ولا يخدم إنجاح مؤتمر حوارهم الوطني , كل ذلك باسم شعب الجنوب ,ونسوا او تناسوا ماضي نكباتهم وفضائح غيرهم في مشاريع مماثلة كهذه مما يدل على ان لديهم من الأولويات ما يغنيهم عن الاستفادة من تجارب الماضي ومثل هؤلاء قد تغريهم ثورة (حيا بهم حيا بهم)

amodisalah@yahoo.com