إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين قد لا تصدقها.. أطعمة خارقة تقاوم الشيب المبكر وتؤخر ظهور الشعر الأبيض مليشيا الحوثي تنقل الدورات الثقافية الى بيوت عقال الحارات وتفرض على المواطنين حضورها
حاشد منطقة الأمان والخوف ، معقل الأئمة وحماة الجمهورية ، العاصمة المؤقتة للإمامة قبل الدخول إلى صنعاء ، وهي كذلك الحصن الحصين للثورة والجمهورية ، فحاشد هي التي ناصرت الإمام المنصور محمد وهي التي طاردت الإمام المنصور محمد ، فلقد كانت (قفلة عذر) في حاشد نقطة الانطلاق والعاصمة المؤقتة للإمام المنصور محمد وابنه يحيى من بعده عندما كان الأتراك يسيطرون على العاصمة صنعاء ، وحاشد هي نفسها التي كانت أول المطاردين للإمام المنصور محمد آخر أئمة اليمن عند قيام الثورة وأعني به محمد البدر والذي لقب بالمنصور .
إذا ً فحاشد كانت هي الحاضر الفاعل في صعود الأئمة وهي نفسها أول من يدفع ثمن ذاك الصعود ابتداء ً بالشيخ على بن قاسم الأحمر والذي تم قتله غدرا ً عن طريق الإمام المنصور حسين ابن القاسم وانتهاء ً بالشيخ حسين بن ناصر الأحمر وابنه البطل حميد واللذين اُعدما بسيف الإمام احمد في مدينة حجة.
فمن مدينة حوث نفسها والتي تسلل إليها المتمردون الأسبوع الماضي تم اعتقال الشيخ حسين بن ناصر الأحمر عن طريق الجيش الجرار الذي أرسله الإمام أحمد إلى هناك عام 59م وقد جاء اعتقال الشيخ حسين في حوث بالتزامن مع اعتقال نجله حميد في منطقة الجوف وتم إرسال الاثنين إلى الحديدة ثم إلى حجة ليواجها سيف الإمام أحمد هناك ، وقد استشهد معهم كذلك البطل الثائر عبد اللطيف قايد بن راجح بعد أن تم اعتقاله في مديرية بعدان مسقط رأسه .
إذا ً ما جرى في مدينة حوث الأسبوع الماضي والرد القوي لقبائل حاشد والذي أذهل الجميع بما فيهم المتمردون أنفسهم يؤكد حقيقة واضحة وهي أن قبائل حاشد ومشائخها قد استفادوا من الدروس البعيدة والقريبة ، استفادوا من الماضي يوم كان الأئمة يصعدون على أكتافهم ثم يقومون بذبحهم بعد ذلك واستفادوا من الحاضر بما جرى لقبائل صعدة وسفيان يوم كانت كل قبيلة تتفرج على الأخرى وهي تتعرض للهجوم من المتمردين وكانت النتيجة ضياع الجميع وأصبح الكثير منهم نزلاء فنادق العاصمة مع الأخذ في الاعتبار أن هناك من المشائخ من قاوم التمرد بكل بسالة حتى تم إخراج المشائخ من مناطقهم عن طريق التوافق بين السلطة والحوثيين ، ابتداء ً بالشيخ على ظافر في غمر وانتهاء ً بالبطل صغير بن عزيز في سفيان والذي تخلت عنه السلطة ولم تسعفه مشايخ حاشد والذي وجه لهم نداء استغاثة وداعي قبيلة دون أن يجد أذان صاغية ولو كان الشيخ عبد الله (رحمة الله) ما زال على قيد الحياة ما سره ذاك الموقف وما تمركز المتمردون أصلا ً في حرف سفيان ، كيف لا ؟ وهو الذي استجاب لاستغاثة قبائل سحار في صعدة في الستينات عندما سقطت المدينة بيد القوات الملكية ونهبت كل شي بما فيه فراش جامع الهادي وقال الشيخ عبد الله كلمته الشهيرة ( أبشروا بالفرج إن شاء الله ) وجهز الجيش من حاشد وعبر بهم سفيان بالتعاون مع الشيخ حمود عزيز والد الشيخ صغير حتى وصل الجميع إلى مدينة صعدة وكان في مقدمتهم البطل مجاهد أبو شوارب ، فكل شعاب وجبال ووديان صعدة تشهد لأبناء حاشد بالتضحية منذ قيام الثورة وانتهاء ً بفتنة التمرد الحالية ولا ينكر ذلك إلا مكابر ، وفي اعتقادي انه لو استجاب مشايخ حاشد لنداء بن عزيز ما حصل الذي حصل في حوث الأسبوع الماضي .
لقد عزف الحوثي ومن معه على وتر الهاشمية وهم أول من قتلهم ونكلوا بهم وفجروا بيوتهم لمجرد اختلافهم معهم في المنهج كما فعلوا مع بيت الصعدي في ضحيان عندما اقتحموا البيت وقتلوا صاحبه (طه الصعدي ) مع أن أباه عبد الله الصعدي كان يُسمى شيخ الهاشميين في صعده ، ونفس الشيء فعلوا مع بيت إسماعيل شرف الدين خطيب الجامع الكبير في ضحيان فقد أنزلوه من المنبر وأحرقوا سيارته ، كما قاموا بتفجير منزل حسين حيدر في مديرية باقم لمجرد اختلافه معهم في المذهب ولم تشفع له هاشميته ، كما عزفوا أيضا ً على وتر الزيدية وهم أول من قتلوهم وأحرقوا مزارعهم وفجروا بيوتهم في حيدان وضحيان وولد مسعود وساقين وغيرها وغيرها الكثير.
إن سياسة الحوثي بين القبائل تشبه إلى حد بعيد سياسة اليهود في المدينة قبل الإسلام يوم أن كانوا يزرعون الأحقاد ويمونون الحروب بين الأوس والخزرج حتى يظلوا في وضع ضعيف وتكون السيادة لليهود لأنهم يعلمون أنه لا مكان لهم لو أتحد الأوس والخزرج وهو ما كان بعد الإسلام فقد اتحد الجميع تحت مسمى الأنصار وأخرجوا اليهود ليس من المدينة فقط بل من جزيرة العرب بالكامل ، لقد استطاع الحوثيون التأثير على الكثير من مشايخ وأبناء بكيل تحت نغمة حاشد وبكيل وكانت المحصلة أن الكثير من مشايخ بكيل أصبحوا مشائخ بطائق بعد أن كانوا مشائخ مناطق ، لأن المتصرف والمتحكم بمناطقهم هو السيد الجديد القادم من مران وأصبحوا يسوقون الزكاة أو (الخُمس) إلى الحوثي وهم مكرهون ، وهذا والله شيء يحز في النفس أن يصبح مصير الكثير من أبناء ومشائخ بكيل بهذه الحالة وهي القبيلة العريقة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ اليمني ، فهل من وقفة مع النفس والتاريخ يا أبناء ومشايخ بكيل..؟ وهو نفس النداء لقبائل صعدة المختلفة ونقول للجميع ليكون لكم في قبائل حاشد الأسوة الحسنة ..
فهل من مدكر...
رسائل ساخنة !! 1- لو قدر للشيخ عبد الله بن حسين الأسبوع الماضي وقام من مرقده ورأى بنفسه تلك الوقفة الشجاعة من قبائل حاشد ومشايخها فلا شك أن الدمع كان سيسقط من عينيه مصحوبا ً بابتسامة خفيفة ثم يتبعها بالقول سلام عليكم يا أوفى الرجال ثم يلتفت إلى أبنائه ناصحا ً بالقول وهل جزاء الوفاء إلا الوفاء..
2- لا يعتقد أبناء حاشد ومشائخها أن الحكاية انتهت فالمخطط كبير من قبل الحوثيين بعد أن عجزوا عن المواجهة فسوف يبدؤون بزرع خلاياهم ونشر أفكارهم بالتزامن مع زرع العداوة بين قبائل حاشد ثم ينقضون عليهم بعد ذلك كما فعلوا مع أسلافهم ، فليكن الجميع على حذر ..
3- ما أجمل أن تتكاتف القبيلة (أي قبيلة) على الحق وما أبشع أن يكون ذلك التكاتف على الباطل والإثم والعدوان ومحاولة الحلول محل الدولة ..
4- ما اقترفته العناصر الإرهابية في مدينة جعار في محافظة أبين من قتل للجنود وهم يتناولون طعام الإفطار بعد يوم من الصيام لله الواحد القهار ، يدل على انحراف في العقيدة والفهم عند أولئك القتلة وهو نفس الانحراف عند الخوارج الذين قتلوا الإمام علي رضي الله عنه في رمضان وهم يعتقدون أنهم يحسنون صُنعا وهذا هو الضلال بعينه ، فيا أحزاب اليمن ويا أبناء اليمن عليكم أن تدركوا أنه إذا ذهب رجال الأمن ذهب أمنكم ..
5- عندما نشيد بأي قبيلة فلا يعني ذلك أننا نجهل دور قواتنا المسلحة والأمن الحامي الأول لهذا البلد والذي ما خذلتنا في يوم من الأيام (لولا القرارات السياسية ) فلكل جندي وضابط وصف التحية والتقدير..
6- الاختلاف بين المؤتمر والمشترك والمشادات الكلامية بينهما يذكرني بالخلاف والمشادات التي كانت تحدث بين الشافعية والحنابلة في بغداد حول الجهر بالبسملة من عدمها ، والذي وصل إلى حد التشابك بالأيادي بينما التتار كانوا على ضواحي المدينة ، وما هي إلا أيام حتى اجتاحوا بغداد فاختفت البسملة سراً وجهراً وذهب الشوافع والحنابلة .
7- الفرق بين أيام الثورة في مواجهة الإمامة وما يجري اليوم هو أنه في الماضي كان قادة الإمامة في صعدة وبعض المناطق الأخرى والأنصار داخل العاصمة ولا يتجرؤون بالإفصاح عن أنفسهم أما اليوم فإن الأنصار هم في صعدة وسفيان والجوف بينما القادة الحقيقيون فهم في العاصمة صنعاء وتعرفهم السلطة واحداً واحد ، لذلك لا بد من كلمة نقولها للرجل الأول في هذا البلد إن الدوحة لا يمكن أن تحمي الثورة والجمهورية والوحدة ، بل الذي يحميها بعد الله سبحانه وتعالى هم أبناء هذا الشعب وقبلهم الإرادة السياسية الصادقة والحزم في موضعه فها أنت ترى بنفسك أنه لا يهمهم الهاشمية ولا حاشد ولا بكيل ولا غيرها من المسميات إنهم يريدون الوصول إلى الكرسي أو المشاركة فيه بأي ثمن فلا يهمهم مذهب زيد بن علي وإنماء ذهاب دولة علي ..
والله من وراء القصد،،،