|
قبل أيام صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، بأن الحوثيين جيران للسعودية، وجزء من النسيج الاجتماعي في اليمن.
وقد انتقد الوزير السعودي الذي يعد من أنشط مهندسي الدبلوماسية العربية خلال سنوات عمله سفيراً ووزيراً، والذي نشر "هاشتاج" بالمعنى ذاته على حسابه في "تويتر"، انتقد من قبل متابعيه الكثر على تويتر، والبعض اتفق مع الوزير في طرحه.
وفي رأيي أن تصريحات الجبير هي الموقف الرسمي للمملكة ولدول التحالف العربي، منذ اليوم الأول لانطلاق عمليات التحالف، حيث لا يطرح أحد إخراج الحوثيين من المشهد، وكل ما في الأمر، هو ضرورة التزمهم بالقرار الدولي، الذي إذا التزموا به، فهم جيران وجزء من النسيج.
ولكن لأن الإعلام يهتم بما يراه مخالفاً للسائد من القول والسلوك، فقد ركز -مجتزئاً تصريحات الجبير -على ما انتشر عن الوزير، متجاهلاً تأكيداته أن الحوثيين خارجون على الشرعية.
على كلٍ، تصريحات الجبير تأتي بينما تجري محادثات متعثرة في الكويت بين وفدي الحكومة والانقلابيين، ويجب -في رأيي-أن تفهم على أساس أنها تشجيع للحوثي للالتزام بالقرار الدولي.
ثم إنها رسالة للحوثي للابتعاد عن إيران، وعن الرئيس السابق.
وفي الوقت ذاته، علينا أن نقرأ تصريحات الجبير غير بعيد من تصريحات ناطق قوات التحالف العميد أحمد عسيري الذي لوح باستمرار الحل العسكري حال فشل محادثات الكويت.
تدرك المملكة جيداً لماذا اختارت إيران محافظة صعدة الحدودية تحديداً لزراعة كيان شبيه بحزب الله، ولماذا ركزت على حسين الحوثي وهو ليس من مراجع الزيدية الكبار، وهمشت شيوخ الزيدية الذين تكفرهم الحوزات العلمية لأنهم لا يؤمنون بتراتبية الأئمة الإثني عشر، حسب المعتقدات الجعفرية.
تدرك السعودية ذلك، وتحاول اليوم التلويح بالجزرة، مع الاحتفاظ بالعصا التي لا تزال بين عيني الحوثيين.
ومع الشك في احتمال تغير سلوكه، فإن المؤمل أن يكف الحوثي عن انتهاج سياساته السابقة لأنها لن تعطيه إلا المزيد من الحرب، دون أن يسلم له أحد بسلطة أخذها بقوة السلاح.
في السبت 14 مايو 2016 02:15:33 م