الأغلبية الصامتة والخطاب المستفز
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 3 أيام
الأحد 13 مارس - آذار 2011 07:24 م

عشرات الآلاف من اليمنيين خرجوا إلى الشارع للمطالبة برحيل الرئيس صالح ولنفترض أن مثلهم في الطرف الأخر يطالبون ببقاء الرئيس صالح وهو افتراض غير منطقي وبين هؤلاء وأولئك مئات الآلاف من اليمنيين مازالوا يرقبون المشهد عن قرب ويتفحصون من الصادق من الكاذب ومن المخلص ومن الخائن ويتتبعون خطابات الطرفين علهم يجدون في تلك الخطابات ماتدين أو ما تؤيد أو ما تعزز قناعاتهم فيمن يهمه مصلحة الوطن والمواطن .

هذه الأغلبية الصامتة تعاني الفقر وغياب العدالة والمساواة وتعاني الفساد الذي شل الحياة برمتها وأصبح الفساد هو الطريق الأقرب للتربع على عروش الوزارات والمؤسسات والإدارات في نضر هذه الأغلبية.

فراشين وأصحاب البسطات والحوانيت الصغيرة فتك بهم جنود البلدية ومحصلي الضرائب وتم مطاردتهم في الشوارع تنفسوا الصعداء في هذه الاعتصامات فهل هؤلاء عملاء لإسرائيل والبيت الأبيض في نضر هذا النظام خريجي الجامعات والذين تكتظ بهم جوالات العمال والذين لم يحصلوا على وظيفة من تلك التي أصبحت نباع بالمزاد العلني لأصحاب الثانوية العامة وأصحاب الوساطات الكبيرة.

الشباب العازب الذي لايجد مؤنه تحصين نفسه هل هؤلاء هم من يدارون من قبل تل أبيب وواشنطن أم العملاء الذين باعو ثروات الوطن للشركات الأمريكية والكورية والأجنبية بأبخس الأثمان ؟ ومثل ذالك حالات الضمان الاجتماعي التي يعلن عنها عند اشتداد الأزمات لاسترضاء الأسر الفقيرة التي لم تحصل عليها وأصبحت تسخر من أي إعلان عن حالات جديدة لقناعتها بأن تلك الحالات يتقاسمها حمران العيون وأصبحت وسيلة من وسائل الإذلال

هل كل هؤلاء عملاء أم العميل هو من صنع هذا الحقد والكراهية والغل في قلوب هؤلاء ضد كل ماهو وطني وضد كل من يسمى مسئول حكومي في هذا البلد العظيم بسبب هذه الممارسات السيئة وذلك الخطاب المستفز الذي يمارسه المسئولون وتروجه وسائل الإعلام الرسمية والذي يبعث على الغثيان ؟

إن مثل هذا الخطاب المستفز والغير مسئول من قبل هذا النظام وأتباعه بتهم العمالة والخيانة وإلقاء التهم جزافا هو من سيجبر الأغلبية الصامتة للخروج عن صمتها وتحديد موقفها وبكل صراحة إذ من غير المعقول أن يكون الشيخ / الزنداني والمناضلة توكل كرمان وقادة المعارضة وطنين وشرفاء ومخلصين لأوطانهم عندما يسبحون بحمد هذا النظام وينساقون معه وبين فينة وأخرى يصبحون عملاء ومرتزقة ويدارون من قبل إسرائيل وواشنطن لأنهم قالو لا لهذا النظام ويسقط هذا النظام وتنتهي شهادات الوطنية والشرف والإخلاص التي كان يوزعها هذا النظام .

إن الممارسات القمعية اليوم والتي لا تقرها كل شرائع الأرض وقوانينها تعجل من سقوط من يمارس هذه الأعمال القمعية والبلطجية وتظهر الصورة الحقيقية للديمقراطية التي أشبعونا بها خطابات وقصائد ومدى الكذب الذي يمارسونه بحق شعوبهم 

إننا وكما كنا نطالب قادة المعارضة بالخروج من الأبراج العاجية نطالب اليوم قادة هذا النظام بالنزول من الأبراج العاجية التي تعمي عليهم الرؤية والاستماع إلى الناس عن قرب وعدم الاعتماد على التقارير المزيفة والوهمية التي يرفعها سدنة هذا النظام ويزيفون بها الحقائق والوقائع بغرض الحفاظ على مكاسبهم واستدرار المزيد من أموال الخزينة العامة . الناس يهتفون بصوت واحد الشعب . يريد . إسقاط النظام بسبب ممارسة سدنة هذا النظام وخطابهم المستفز لمشاعر الملايين من اليمنيين فليسمع إلى هؤلاء الملايين .